بقلم : دكتور / احمد ممدوح
قام العالمان كورادو مالانجا من جامعة بيزا وفيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد بمسح هرم خفرع بالتصوير المقطعي بالرادار واكتشفا مدينة قديمة مدفونة على عمق 1200 متر تحت أهرامات الجيزة.
وهذه المدينة عبارة خمسة هياكل متطابقة متعددة المستويات متصلة بممرات هندسية بالقرب من قاعدة هرم خفرع.
ما يبدو أنه نظام تحت الأرض يمتد على مسافة كيلومترين تحت الأهرامات الثلاثة الرئيسية.
كما تم كشف الآبار الأسطوانية العمودية الثمانية، المحاطة بمسارات حلزونية تنحدر على عمق 648 مترًا تحت سطح الأرض. تندمج هذه الآبار في النهاية لتشكل حجرتين ضخمتين مكعبتين، يبلغ طول كل منهما 80 مترًا على كل جانب.
وأوضح مالانغا أن كل بئر من هذه “الآبار العمودية” يصل عمقه إلى 650 مترا تحت الأرض، ويبدو أنه “محاط بدرج حلزوني”.
ولقد تم حل لغز كيفية نقل مواد البناء إلى موقع الأهرامات عبر مجرى مائي جفّ الآن، ينبع من نهر النيل ويمرّ عبر الجيزة.
وذكر الباحثون في تقريرهم: “العديد من الأهرامات، التي يعود تاريخها إلى الدولتين القديمة والوسطى، لها جسور تؤدي إلى فرع النهر وتنتهي بمعابد الوادي التي ربما كانت بمثابة موانئ نهرية على امتداده في الماضي”.
وأشاروا إلى أن “هرم خفرع قد يخفي أسرارا غير مكتشفة، وأبرزها قاعة السجلات الأسطورية”.
وقالت نيكول سيكولو، المتحدثة باسم المشروع: “قد تُعيد هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة تعريف فهمنا للتضاريس المقدسة لمصر القديمة، مُوفرة إحداثيات مكانية لهياكل جوفية لم تكن معروفة أو مُستكشفة من قبل”.
أن هذا الكشف “يُفنّد الاعتقاد السائد بأن الأهرامات كانت تُستخدم كمقابر ملكية فحسب”. بل يُعزز نظريات هامشية سادت لعقود، مُشيرةً إلى أن هذه الهياكل ربما كانت ذات وظيفة ميكانيكية أو حتى مُولّدة للطاقة.
نظريات كهذه ليست جديدة. فقد تكهن المخترع نيكولا تيسلا ذات مرة بأن الأهرامات قد تجمع الطاقة الطبيعية للأرض وتستغلها. وكرر المهندس كريستوفر دان أفكارًا مماثلة في كتابه “محطة كهرباء الجيزة”، مقترحًا أن الهرم الأكبر يعمل كآلة عملاقة قادرة على تحويل الاهتزازات الزلزالية إلى طاقة قابلة للاستخدام.
في حين يصر علماء المصريات الرئيسيون على أن الأهرامات بنيت حوالي عام 2500 قبل الميلاد باستخدام المنحدرات والأدوات البسيطة، فإن الشذوذ المكتشف حديثًا – جنبًا إلى جنب مع الدقة الرياضية للهياكل – أثار اهتمامًا متجددًا بالروايات البديلة.
أفادت التقارير أن فريق مشروع خفرع أبدى اهتمامه بالتنقيب في الموقع، إلا أن الحكومة المصرية لطالما تحفظت على الموافقة على أي أعمال حفر تتعارض مع موقفها الرسمي بشأن الغرض التاريخي للأهرامات. وحتى الآن، لا يزال اللغز مطمورًا.
وصرح البروفيسور لورانس كونيرز، الذي يعمل في جامعة دنفر، والمتخصص في الرادار وعلم الآثار، لصحيفة “ديلي ميل” أن نبضات الرادار لا يُمكنها على الإطلاق رصد ما هو موجود على هذا العمق تحت الأرض.
ووصف مزاعم عثور الباحثين على مدينة شاسعة تحت الأهرامات بأنها “مبالغة كبيرة”.
ومع ذلك، قال إنه قد تكون هناك هياكل أصغر مثل الأعمدة والغرف.
من جانبه، قال زاهي حواس، عالم الآثار المصري، إن ما يشاع حول أن هناك أعمدة تحت هرم الملك خفرع أكاذيب صدرت من بعض غير المختصين فى الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات، بالإضافة إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يعط هؤلاء الأشخاص أى تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع.
وأكد في تصريحات صحفية أنه لم يتم استعمال أي أجهزة رادار داخل الهرم، وكل ما قيل عن وجود أعمدة أسفل الهرم ليس له أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن.
وأضاف أن قاعدة هرم الملك خفرع تم نحتها من الصخر بارتفاع حوالى 8 أمتار، ولا توجد أسفل هذه القاعدة أية أعمدة، وذلك طبقا للدراسات والأبحاث العلمية التي تمت حول الهرم في السنوات الأخيرة.