أطفال ذوي الهمم طاقة لا إعاقة
كتبت :مروة علي
يُشار إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم أطفال يعانون من صعوبات في القيام بالأنشطة اليومية بسبب إعاقة جسدية أو عقلية أو نفسية، وتشمل هذه الإعاقات العديد من الحالات مثل الشلل الدماغي، التوحد، صعوبات التعلم، الإعاقة السمعية أو البصرية، وغيرها.. وهذا يؤثر سلباً على نموهم النفسي والاجتماعي، ويجعلهم يشعرون بالعزلة والتهميش.
تحتاج هذه الأطفال إلى رعاية ودعم خاص من قبل مهنيي الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية،وتتضمن هذه الرعاية التأهيل والعلاج الطبيعي والتخاطب والتغذية السليمة والنصح والإرشاد للأهل والمعلمين حول كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير قدراتهم ومهاراتهم.
ويجب على المجتمع تقبله ودعمه وتشجيعه على التقدم والتطور بما يتناسب مع قدراته ،وعلى الأهل أيضاً أن يدعموا أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ويحفزوهم على تحقيق إمكانياتهم الكاملة، ومساعدتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين والاندماج في المجتمع.
وتعتبر قضية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع من القضايا الهامة التي تواجه المجتمعات الحديثة، ومن أهم فوائد دمجهم في المجتمع هو زيادة مستوى الوعي والتفهم لدى المجتمع بشأن قضايا الإعاقة وتحسين العلاقات بين أفراد المجتمع، كما أن ذلك يساعد في تقليل حدة التمييز والتهميش الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال.
والجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماماً كبيراً بقضية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعمل جاهداً على توفير الدعم والرعاية اللازمة لهم. وقد اتخذ الرئيس العديد من الإجراءات والخطوات لتحسين حياة هذه الفئة من المجتمع.
في عام 2018، أطلق الرئيس السيسي مبادرة “حياة كريمة لذوي الإعاقة”، التي تستهدف تحسين حياة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الدعم اللازم لهم لتمكينهم من الاندماج في المجتمع وتحقيق إمكانياتهم الكاملة. وتشمل المبادرة العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تحسين حياة هذه الفئة، بما في ذلك توفير الرعاية الصحية والتعليم الخاص والتأهيل الشامل.
ومن النماذج العلمية المشرفة، الطفلة المعجزة رانيا صالح لقبت بـ”الطفلة المعجزة” نتيجة نبوغها وموهبتها فى البرمجة والكمبيوتر رغم كونها من ذوى الاحتياجات الخاصة الداون، التي عمرها العقلى لا يتعد ثلاث سنوات .
إعاقتها لم تسلب منها حياتها التى رسمتها، وأسعدت عائلتها بالعديد من الجوائز التى حصلت عليها، فهى الوحيدة فى العالم من فئة الداون الحاصلة على الرخصة الدولية للحاسب الآلى وصاحبة مركز لتعليم الكمبيوتر بالمجان .
وهناك نجاحات رياضية أيضاً حققها الأطفال ذوي الهمم ،العداء المصري إبراهيم حمادة، الذي فاز بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر لفئة T42 في دورة الألعاب البارالمبية عام 2016 في ريو دي جانيرو.
هذه الأمثلة وغيرها تظهر بأن الأطفال ذوي الهمم في مصر يمكنهم تحقيق النجاح في مختلف الرياضات إذا كان لديهم الإرادة القوية والتدريب الجيد والدعم اللازم من المجتمع والعائلة.
فيجب علينا جميعًا العمل على توفير الدعم اللازم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الفرص المناسبة لهم للاندماج في المجتمع وتحقيق إمكاناتهم الكاملة