أنغام: درس في الإدارة والتسويق يُكتب في التاريخ
كتب د. وائل بدوى
ما فعلته أنغام بالأمس هو خطوة ليست فقط جديدة في مجال الموسيقى، بل هي رسالة قوية في علم الإدارة والتسويق، تؤكد أن النجاح ليس وليد الصدفة أو الحظ. بل هو ثمرة جهد وتعب ورؤية واضحة تسعى دائمًا إلى رفع القيمة والمكانة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
عرض خاص.. ولكن ليس لفيلم
أنغام قررت كسر النمطية وإعادة تعريف طريقة إطلاق الأعمال الفنية. بدلًا من الطريقة التقليدية لطرح فيديو كليب، اختارت أنغام سينما لتقديم كليبها الجديد #تيجي_نسيب في عرض خاص يُضاهي عروض الأفلام السينمائية. حجزت قاعة سينما، دعت أصدقاءها، واستقبلت نخبة من المشاهير والفنانين، مثل أكرم حسني، محمد الشرنوبي، أمير طعيمة، وتامر حبيب. كما كانت وسائل الإعلام والصحافة في قلب الحدث لتوثيق هذه اللحظة الفريدة.
هذه الخطوة ليست مجرد حركة تسويقية، بل هي استراتيجية تعكس فهمًا عميقًا لكيفية تسليط الضوء على المنتج الفني بطريقة غير تقليدية، تجذب الانتباه وتخلق تجربة مميزة يصعب نسيانها.
في عالم اليوم، لا يكفي أن تمتلك منتجًا مميزًا؛ بل عليك أن تعرف كيف تقدمه بشكل مختلف. أنغام أثبتت أنها لا تكتفي بتقديم أعمال موسيقية رائعة، بل تسعى لخلق تجربة متكاملة تُضيف بُعدًا جديدًا لمعنى الترويج للفن.
اختيار قاعة سينما لعروض فيديو كليب هو كسر للسائد وتحفيز للجمهور للتفكير في المستقبل: هل يمكن أن يأتي يوم نشتري فيه تذكرة سينما لمشاهدة فيديو كليب؟ قد يبدو الأمر غريبًا الآن، لكنه يُظهر أنغام كرائدة في استكشاف حدود جديدة للتفاعل مع الجمهور.
ما فعلته أنغام يُبرز نقطة جوهرية: النجاح لا يتعلق فقط بالمواهب الفطرية، بل بالقدرة على التطوير المستمر والعمل الجاد. أنغام لم تصل إلى مكانتها الحالية بسبب الحظ، بل لأنها عملت بذكاء وإصرار على رفع قيمتها الفنية وجعل كل خطوة تتحدث عن تفردها وتميزها.
الخطوة التي اتخذتها أنغام تعيد تعريف مفاهيم التسويق والترويج في صناعة الموسيقى. هي دعوة للفنانين والمبدعين للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن طرق جديدة للتواصل مع الجمهور. لا يتعلق الأمر فقط بالموسيقى، بل بتقديم تجربة تترك أثرًا عميقًا.
هل نحن على أعتاب ثورة جديدة؟
ما فعلته أنغام بالأمس قد يكون البداية لتغيير شامل في كيفية تقديم الفن. قد يأتي يوم نرى فيه جمهورًا يدخل قاعات السينما لمشاهدة فيديو كليب أو حتى عروض موسيقية تفاعلية. السؤال الحقيقي هنا ليس “هل هذا ممكن؟”، بل “متى سيحدث؟”.
أنغام كتبت بالأمس فصلًا جديدًا في كتاب التسويق والإدارة، وأضافت درسًا لا يُنسى في كيفية تحويل العمل الفني إلى تجربة تستحق الحديث عنها لسنوات قادمة.
