تكنولوجيا

أول مكالمة هاتفية محمولة: لحظة غيّرت العالم

أول مكالمة هاتفية محمولة: لحظة غيّرت العالم

كتب د. وائل بدوى

في مثل هذا اليوم من عام 1973، دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما أجرى مارتن كوبر، المهندس في موتورولا، أول جمكالمة هاتفية محمولة على الإطلاق. لم يكن الأمر مجرد تجربة تقنية، بل كان لحظة فارقة في سباق التكنولوجيا، أثبتت أن المستقبل الذي كان يُعتقد أنه خيال علمي، أصبح حقيقة واقعة.

الهاتف الذي بدأ كل شيء

كان الجهاز الذي استخدمه كوبر “موتورولا ديناتيك”، وهو هاتف ضخم بطول 9 بوصات، ببطارية تدوم فقط 35 دقيقة، وتحتاج إلى 10 ساعات لإعادة الشحن! رغم ذلك، كان هذا الهاتف بمثابة بوابة لعصر جديد من الاتصالات، عصر الهواتف المحمولة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليوم.

لحظة التحدي: عندما اتصل بالمنافس!

كوبر لم يختر أي شخص عشوائي لإجراء هذه المكالمة التاريخية، بل اتصل بمنافسه المباشر جويل إنجل، كبير مهندسي AT&T بيل، الشركة التي كانت تعمل على تطوير هاتف محمول لكنها لم تصل بعد إلى هذه اللحظة الحاسمة.

بكل ثقة، قال كوبر:

“مرحبًا جويل، أنا أتصل بك من هاتف خلوي حقيقي، هاتف محمول شخصي… من شوارع نيويورك.”

خيّم الصمت للحظة، وكأن إنجل أدرك أن شركته قد خسرت السباق! ثم جاءت الضربة القاضية:

“شغل الراديو والتلفزيون، فأنا في طريقي للمؤتمر الصحفي لنكشف هذا الجهاز للعالم.”

لم تكن هذه مجرد مكالمة هاتفية، بل كانت إعلان نصر لموتورولا، وللتكنولوجيا التي ستغير الطريقة التي يتواصل بها البشر إلى الأبد.

من مكالمة واحدة إلى مليارات الهواتف

بعد هذه اللحظة التاريخية، تطورت الهواتف المحمولة بشكل مذهل. من الأجهزة الضخمة التي كانت مقتصرة على النخبة، إلى الهواتف الذكية التي أصبحت في متناول الجميع، وأصبحت تربط العالم بأسره في جيب كل فرد.

ما فعله كوبر في 1973 لم يكن مجرد إنجاز تقني، بل كان نقطة تحول في تاريخ الاتصالات، فتخيل حياتك اليوم بدون هاتف محمول؟!

كلمة المحرر: مكالمة غيّرت العالم

قبل أكثر من نصف قرن، لم يكن أحد يتخيل أن الهاتف المحمول سيصبح امتدادًا طبيعيًا لحياتنا اليومية، وسيلة تربط البشر عبر القارات بلحظة واحدة. لكن في مثل هذا اليوم من عام 1973، وقف مارتن كوبر في أحد شوارع نيويورك، ممسكًا بجهاز ضخم، ليجري أول مكالمة هاتفية محمولة على الإطلاق. لم تكن مجرد مكالمة، بل كانت إعلانًا عن ثورة تكنولوجية ستغير طريقة تواصل البشر إلى الأبد.

ما يلفت الانتباه في هذه القصة ليس فقط الإنجاز التقني، بل لحظة التحدي، حين اتصل كوبر بمنافسه المباشر في AT&T ليخبره أنه نجح فيما كانوا يسعون لتحقيقه. لم تكن مجرد تجربة، بل كانت إثباتًا للسبق، وإعلانًا لنصر موتورولا في سباق التكنولوجيا.

منذ تلك اللحظة، لم يعد الهاتف مجرد جهاز ثابت في المنزل أو المكتب، بل أصبح محمولًا، متنقلًا، ثم ذكيًا، حتى وصل إلى الشكل الذي نعرفه اليوم: مساعد رقمي، مكتب متنقل، وسيلة ترفيه، وأحيانًا صديق دائم في جيبك.

اليوم، مع أكثر من 8 مليارات هاتف محمول حول العالم، من الصعب تخيّل الحياة بدون هذه الأداة. لكنها بدأت بمكالمة واحدة، في لحظة حاسمة، على يد شخص لم يكن مجرد مهندس، بل رائدًا فتح الباب لعصر جديد.

فالتكنولوجيا لا تتوقف، ومن يدري؟ ربما بعد نصف قرن آخر، سيصبح ما نراه اليوم قمة التطور مجرّد ذكرى، كما كان “موتورولا ديناتيك” يومًا ما رمزًا للمستقبل!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى