كتبت : بسمة حسن
في مشهد يجمع بين عبق التاريخ وروح العصر الحديث، تشهد القاهرة القديمة تحولاً جذرياً يعيد رسم ملامحها ويضعها على خريطة السياحة العالمية بقوة. هذا المشروع الضخم، الذي يعد بمثابة نهضة حضارية شاملة، يهدف إلى تحويل المناطق المهملة إلى جواهر سياحية تنبض بالحياة.
من جهته أكد الدكتور معتز صدقى الخبير السياحى أن التطور التى تتبناه الدولة للارتقار واحياء مصر القديمة يعد من أهم المشروعات التى تقوم بها الدولة والتى تفيد القطاع السياحى فى جذب شريحة جديدة وكليرة من السياحة العالمية التى تعشق زيارة الاماكن التاريخية المصرية
وأشار صدقى أن هذه المناطق والاحياء القديمة والتى منها منطقة “بطن البقرة” تحولت إلى “فسطاط فيو” الساحرة.
وعزبة بني هلال أصبحت الآن “أرابيسك” بطابعها الفريد. وعزبة أبو قرن تجددت لتصبح “تلال الفسطاط” الخلابة.
تل العقارب تحول إلى “روضة السيدة” النابضة بالحياة. وايضا بحيرة عين الصيرة تطورت لتصبح “لو ليك دو كير” الفاخرة ستكون إضافة لبىنامج الزيارات لمصر القديمة
كما يجري حالياً مد خطوط المترو الرابع والسادس لربط هذه المناطق التاريخية بشرق وغرب القاهرة، مما يسهل وصول السياح إلى متحف الحضارات المصرية والمساجد الأثرية المطورة.
كما أنها تعد فرصة لجذب الاستثمارات العالمية مثل
مطعم “هوكاباز” التركي الشهير سيفتتح فرعاً له قريباً ومنطقة ألعاب “دراجون آيلاند” ستضيف بعداً ترفيهياً للمنطقة وايضا فندق هيلتون “Old City” سيكون أول فرع لهذه السلسلة الفريدة في مصر، على غرار فرع براغ الشهير.
ولفت الخبير السياحى الى أهمية تحويل 500 فدان من مقالب القمامة إلى واحدة من أكبر الحدائق المركزية في الشرق الأوسط وأفريقيا – مثل تطوير بحيرة الفسطاط لتضم مركز فروسية عالمي ونوادي راقية بالاضافة الى خطط لتطوير منطقة كوم غراب وتحويلها إلى حي سكني عصري.
وأشار صدقى الى ان جميع هذه المشاريع، بما فيها حي أرابيسك، فسطاط فيو، حدائق تلال الفسطاط، وبحيرة عين الصيرة، تم تصميمها وتنفيذها بمعايير عالمية عالية الجودة.
ومع استمرار عمليات التطوير، ستتجه الأنظار نحو منطقة الأباجية، بعد إزالة عرب اليسار والحطابة، مما سيمهد الطريق لإحاطة قلعة القاهرة بما يليق بعظمتها التاريخية.
وعند اكتمال هذا المشروع الطموح، ستتحول القاهرة القديمة إلى واحدة من أجمل وأعظم المدن التاريخية في العالم، وستصبح أكبر متحف مفتوح يمكن للزوار من خلاله الانتقال بسهولة من الأهرامات العريقة إلى ناطحات سحاب العاصمة الإدارية الحديثة، في مزيج فريد لا مثيل له على مستوى العالم.
غير أن هذا التحول الشامل يبشر بعصر ذهبي جديد للسياحة المصرية، يجمع بين أصالة الماضي وطموحات المستقبل، ويضع القاهرة في مصاف أهم الوجهات السياحية العالمية.