إنستجرام وتيك توك يتفوقان على جوجل: كيف يغيّر الجيل زد قواعد البحث عن المنتجات؟
![](https://www.elshorouk-news.com/wp-content/uploads/2025/02/A38BFCA8-500C-44EB-A05C-9D94C259F0B9-780x470.webp)
إنستجرام وتيك توك يتفوقان على جوجل: كيف يغيّر الجيل زد قواعد البحث عن المنتجات؟
كتب د. وائل بدوى
تشير دراسة حديثة أجرتها GRIN إلى تحول كبير في سلوك البحث لدى الجيل زد، حيث يعتمد المستهلكون الشباب بشكل متزايد على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك بدلاً من محركات البحث التقليدية مثل جوجل. وفقًا للدراسة، يكتشف 30.4% من مستخدمي الجيل زد المنتجات عبر إنستجرام، بينما يعتمد 23.2% منهم على تيك توك، في حين أن 18.8% فقط يستخدمون جوجل لهذا الغرض، ويأتي يوتيوب قريبًا بنسبة 14.5%.
يبرز هذا الاتجاه كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي للمعلومات لدى الجيل الجديد، مما يغير من استراتيجيات التسويق الرقمي للشركات. على عكس الأجيال السابقة، يفضل الجيل زد المحتوى المرئي والتفاعلي، مما يجعل إنستجرام وتيك توك منصات رئيسية لاكتشاف المنتجات الجديدة.
في المقابل، لا يزال جيل الألفية وجيل إكس وجيل الطفرة يعتمدون على جوجل كمصدر رئيسي للبحث. تظهر البيانات أن 42.4% من جيل الألفية، و41.1% من جيل إكس، و55.9% من جيل الطفرة يعتمدون على جوجل في عمليات البحث، مما يعكس فروقات واضحة بين الأجيال في طريقة الوصول إلى المعلومات.
بالنسبة للشركات التي تسعى للوصول إلى المستهلكين الشباب، أصبح من الضروري الاستفادة من استراتيجيات التسويق عبر إنستجرام وتيك توك، وذلك من خلال التعاون مع المؤثرين لتعزيز المصداقية والوصول إلى جمهور أوسع، وإنشاء محتوى فيديو قصير وجذاب لعرض المنتجات بطريقة إبداعية، إضافة إلى استخدام عناصر تفاعلية مثل الاستطلاعات والتحديات والبث المباشر لزيادة التفاعل مع العلامة التجارية.
على الرغم من هذا التحول، لا تزال استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO) ضرورية للوصول إلى الأجيال الأكبر سنًا التي تعتمد على جوجل في البحث عن المنتجات والخدمات. لهذا السبب، تحتاج العلامات التجارية إلى دمج استراتيجيات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تحسين محركات البحث لضمان الوصول إلى المستهلكين في مختلف مراحل رحلتهم الشرائية.
توضح هذه الدراسة أن سلوك البحث يتغير بسرعة، لكن التوجه نحو استراتيجية تسويقية متوازنة أصبح أمرًا ضروريًا. ومع استمرار الجيل زد في إعادة تشكيل طرق البحث عبر الإنترنت، يجب على العلامات التجارية التكيف مع هذه التغيرات من خلال تعزيز وجودها على منصات التواصل الاجتماعي، مع الحفاظ على تقنيات تحسين محركات البحث لضمان الوصول إلى جميع الفئات العمرية بفعالية.
رأي المحرر
يشير التحول في سلوك البحث لدى الجيل زد إلى تغير جذري في طريقة اكتشاف المنتجات واتخاذ قرارات الشراء، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك المصدر الأول للبحث بدلاً من جوجل. هذا الاتجاه يعكس تحولًا عالميًا نحو المحتوى البصري والتفاعلي، مما يؤثر بشكل مباشر على استراتيجيات التسويق الرقمي ويعيد تشكيل العلاقة بين العلامات التجارية والمستهلكين. في العالم العربي، حيث يعد الشباب الفئة الأكبر من المستخدمين الرقميين، يمثل هذا التغيير فرصة كبيرة للشركات المحلية والعالمية للاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي بشكل أكثر فاعلية.
يمتلك الجيل زد في العالم العربي علاقة مختلفة مع التكنولوجيا، فهم أكثر تفاعلًا مع المحتوى السريع والمباشر، ويثقون بشكل كبير في توصيات المؤثرين أكثر من الإعلانات التقليدية. هذا يجعل التسويق عبر تيك توك وإنستجرام أكثر تأثيرًا من الإعلانات الممولة على محركات البحث، حيث يتم استبدال النتائج النصية بمقاطع فيديو قصيرة ومراجعات حقيقية وتجارب مباشرة للمنتجات.
من ناحية أخرى، تتطلب هذه التغيرات من الشركات إعادة النظر في استراتيجياتها الرقمية، حيث أصبح من الضروري الاستثمار في التسويق عبر المحتوى، والاستفادة من المؤثرين الرقميين، وإنشاء حملات تفاعلية تتناسب مع طبيعة المنصات الحديثة. ولم يعد تحسين محركات البحث (SEO) كافيًا للوصول إلى الجمهور المستهدف، بل يجب دمجه مع استراتيجيات التسويق عبر الفيديو، والإعلانات القابلة للتفاعل، والتسوق المباشر من داخل التطبيقات.
بالنسبة للعالم العربي، فإن اعتماد الشركات على تيك توك وإنستجرام في الترويج لمنتجاتها أصبح أمرًا لا مفر منه، حيث تلعب التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات دورًا في فهم سلوك المستخدمين بشكل أعمق. العلامات التجارية التي تستثمر في تحليل الاتجاهات الرقمية وتكييف استراتيجياتها وفقًا لهذا التحول ستتمكن من بناء قاعدة عملاء أقوى وزيادة ولاء المستهلكين.
في ظل هذا التغير السريع، يمثل الانتقال من البحث التقليدي عبر جوجل إلى البحث عبر المنصات الاجتماعية نقلة نوعية في مجال التسويق الرقمي. هذا لا يعني أن محركات البحث فقدت أهميتها، ولكنها لم تعد المصدر الوحيد أو الأساسي لاكتشاف المنتجات. الشركات التي تدرك هذه الحقيقة وتتبنى نهجًا رقميًا شاملاً يدمج بين وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين محركات البحث ستتمكن من الحفاظ على تنافسيتها في الأسواق العربية والعالمية.