الادلة الدامغة علي وجود ” لعنة الفراعنة ” ” سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعين”
بقلم : د. احمد ممدوح( احمد عمارة)
الباحث في التاريخ والاثار المصرية
لعنة الفراعنة من الالغاز التي حيرت علماء الشرق والغرب، فعلماء الغرب يؤكدوا بوجود لعنة الفراعنة بينما لا يعترفوا بها علماء الشرق للاسف الشديد.
ونظرا لهذا الجدل الثائر بين علماء الشرق والغرب حول واقعية لعنة الفراعنة هل هي حقيقة ام خيال، اقدم لكل القراء الادلة الدامغة علي وجود لعنة الفراعنة.
فمن غير المعقول ان اجدادنا الفراعنة تركوا مقابرهم وخاصة الملوك منهم من غير حماية او حراسة، وخاصة انهم كانوا يضعون كل ما يمتلكون في مقابرهم، من ذهب ومتاع لا تقدر بثمن، فكيف يتركونها بدون حراسة، ففي الوقت الحالي من معه اي شئ ثمين يحميه بكل ما اوتي من قوة، ويعين عليه حراسة، مثل محلات الذهب في مصر يعين عليها حراسة وهي لا تسوي شيئا بالنسبة لكنوز الفراعنة.
اولا : قبل الدخول في الادلة علي وجود لعنة الفراعنة،فلنعرف ما هي لعنة الفراعنة :
لعنة الفراعنة : فالنسبة للقراءن، اللعنة هي الطرد من رحمة الله، بجانب سخط وعذاب الله.اما بالنسبة للفراعنة، فهي رغبة من المتوفى في إبعاد اللصوص عن هذه المقابر حفاظا على الجسد المحنط الذي تتعرف عليه الروح من جديد في العالم الآخر فكان السحر وسيلة دفاع فعالة عن المقبرة وكنوزها، بجانب الامراض والمهالك الهندسية، والوسائل الاخري.
اذن يوجد ثلاثة انواع من لعنة الفراعنة :
اولا : اللعنة بالسحر القاتل
ثانيا : اللعنة بالمرض الفتاك
ثالثا : اللعنة بالمهالك الهندسية
اولا : اللعنة بالسحر :
فالسحر عند المصريين القدماء كان بمثابة علم مستمد من المعارف والكتب، وكان الساحر المصري القديم مثقفا ثقافة رفيعة المستوى ويمتلك معارف واسعة المدى في العديد من المجالات الأدبية والدينية والفيزيائية والسحرية.
وذكر القرآن الكريم ما يدل على ممارسة المصريين القدماء للسحر لتوضح كيف كان حال الأقدمين من الأمم السابقة، والتي كان منها الفراعنة، وقد وردت لعنة الفراعنة في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وتتجلى لعنة الفراعنة في الحديث عن قصة سيدنا “موسى” عليه السلام، فلما جاء موسى يدعو قومه للإيمان وتوحيد الله سبحانه وتعالى، تصدى له فرعون وجنوده.
قال تعالى: ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ [هود: ٩٦، ٩٩].
وفي اية اخري :
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيم.
وذاع صيت السحرة المصريين قديما بين الشعوب المجاورة كافة عن شهرة السحر وبراعة السحرة المصريين في الحضارة المصرية القديمة أكثر من غيرها في كل الحضارات الأخرى.
كان المصريون يمارسون السحر في شؤون حياتهم، لذلك تحتوى المواقع الأثرية في مصر خصوصا على ضفاف النيل على تمائم وتعاويذ ورسومات وتماثيل حتى للساحرات وقد عثر عليها الباحثون أخيرا في أقصى أعماق قرى الصعيد.
وقد أشارت الكتب السماوية جميعا إلى السحر المصرى باعتباره نوعا من الإيهام وكما يذكر الباحث «إيڨان كونج» في كتابه المترجم إلى العربية (السحر والسحرة عند الفراعنة) أن السحرة المصريين قديما يستخدمونه في حماية مصر من أعدائها وفيضان النيل بوفرة والوقاية من الشياطين والقوى الشريرة التي تصور القدماء أنها تتربص بهم.
ولقد كشفت عن مقبرة لأحد الفنانين ويدعى «بتتي» داخل مقابر العمال بناة الأهرام، وفي مقصورة هذه المقبرة المبنية من الطوب اللبن، يوجد نقشان سحريان مختلفان واحد لـ«تتي»، والآخر لزوجته.
وفى هذا الصدد يذكر فانج في كتابه أن الحكيم (مرى كارع) يقول في تعاليمه: (لقد خلق السحر من أجل الناس حتى يبعد عنهم نوائب الدهر والتأمين والدفاع ضد أي اعتداء ظاهر أو خفى ومن أجل الشفاء.
ولقد تمكن السحرة من استجلاب قوى خفية توجد حولنا وفي الأشياء سواء الجماد أو الحي وكان التحكم بقوى ما بعد الطبيعة علما سريا لم ينقله السحرة إلا بشروط وعهود ومواثيق ولم يكن أي شخص يستطيع أن يكون ساحرا.
ولا نعرف شروط انتقاء السحرة وإن كنا نعرف أنهم تعلموا بالمعابد ، وكانت الدمية تستخدم في السحر عند المصريين القدماء أي أن الساحر كان إذا أراد أن يؤذى بالسحر أحدا صنع له دمية ووخزها بالأبر أو أحرقها فإذا وخز عين الدمية بأبرة مثلا فقد أشعر من يريد أذاؤه بأنه وخزة كما وخزها.
وورد في النصوص المصرية القديمة أن بعض السحرة أجروا سحرهم هذا على الملك (رمسيس الثالث) إلا أن أمرهم اكتشف وقبض عليهم.
وهناك قصة مثيرة نجد كاهنا مصريا يكتشف خيانة زوجته له مع شاب فتي فما كان منه إلا أن صنع تمساحا صغيرا من الشمع وانتظر حتى نزل الشاب إلى المسبح ليغتسل فألقى الكاهن تمساح الشمع في المسبح وقرأ عليه تعويذته السحرية فتحول التمساح الشمعي إلى تمساح مفترس فتك بالعاشق.
وهناك مقبرة على مدخلها نقش يقول فيه صاحبها :
«يا كل الناس كاهن الإلهة حاتحور سيضرب كل من يدخل هذه المقبرة ليمسها بضر وكل من يفعل شيئا ضدها سوف تلتهمه التماسيح وتفترسه أفراس النهر في المياه والثعابين والأسود في الأرض».
وهناك مقبرة أخرى بسقارة على مدخلها نقش يقول فيه صاحبها:
«كل من يمس مقبرتي بسوء سوف أنتزع رقبته مثل الإوزة»،
ومن أجمل ما عثر عليه هو أن مدخل أحد المقابر عثر به على شخص واقف وفي يده عصا كبيرة يشير إلى ضرب أي شخص سوف يؤذي المقبرة.
ويروي انه عندما جاء ابن الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر، بساحر اسمه «جدي» الذي كان يعيش في مدينة «حد سنفرو» ويبلغ من العمر مائة عام، وسأله خوفو عن حقيقة ما سمعه أن «جدي» يمكن أن يقطع رأس إنسان ويعيدها مرة أخرى وأجاب الساحر بنعم وطلب منه الملك أن يفعل ذلك فرفض الساحر وقال: «أنا لا أفعل ذلك في إنسان»، وقال الملك: «سوف أحضر سجينا»، وقال الساحر: «إن السجين إنسان»، ولذلك أحضر له إوزة وطارت رقبتها في السماء وسط دهشة الحاضرين ثم أعاد رقبة الإوزة مرة أخرى لتجري أمام الحاضرين.
ثانيا : اللعنة بالمرض :
توصل الباحثون إلى وجود نوع من البكتيريا والعفن. وأشار الباحثون إلى أن النوع المكتشف من البكتيريا يُسبب ضيق النفس و إصابة الشخص بنزيف رئوي حاد.
وقد أكد “بسام الشماع” وهو باحث فى علم المصريات، على وجود بكتيريا ضارة في جثمان المومياوات، تلك البكتيريا تنتقل إلى أجسام المستكشفين و تُصيبهم بعدة مشكلات صحية.
كما أكدت الطبيبة هالة الحفناوي بعد أن قامت بفحص البكتيريا والعفن الموجود على الموميوات، أن تلك البكتيريا سببًا لانتقال العديد من الأمراض.
وبالتالي فقد أكدت هالة الحفناوي على إن لعنة الفراعنة لها أسباب علمية في أساسها وأن كل من توفى بعد استكشاف أي مقبرة فقد توفي من انتقال العدوى.
ولقد تم استخدام تقنيات أكثر تقدمًا مؤخرًا لفحص جثة الملك توت المحنطة، بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب والأشعة السينية واختبار الحمض النووي، وقرر العلماء أن الملك توت أصيب بكسر في ساقه قبل وفاته في سن ١٨ أو ١٩، وأن سبب وفاته هو الملاريا، كما كشف كارتر عن أن الملك توت دُفن مع جنينين محنطين تم العثور عليهما في توابيت صغيرة، ويعتقد أن كليهما من بنات الملك توت ماتا قبل الولادة بخمسة أشهر.
وأشار إلى أن الفحوص أثبتت أن جدران المقبرة كانت مليئة بالبكتريا السامة التي تهاجم الجهاز التنفسي، كما أن الكتان الذي كان يلف جسد الملك كان به فطر العفن الشائع وأنواع أخرى من الفطريات التي تسبب العدوى للأمراض الخطيرة، خصوصًا لهؤلاء الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وهو ما يفسر أسباب سلسلة الوفيات الغامضة التي حدثت في أعقاب اكتشاف المقبرة.
ولقد وجد نقش بداخل المقبرة ينص علي الاتي :
” سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة” .
ثالثا : اللعنة بالمهالك الهندسية :
المقابر الفرعونية صممت بحرفية وتقنية عالية المهارة بالمعمار الهندسي. كما أنها تأسست على أسس تحمي المقبرة من التعرض للسرقة.
المهالك الهندسية في المقابر الفرعونية تعد من الأنواع البسيطة ولكنها ذات تصميم مهاري فائق التخيل، ويمكن حصرها على النحو التالي :-
١- وجود بئر مغطى بطبقة رملية وفوقها ساتر من الطين الطاحل، فعند وقوع أي كائن فسوف يسقط في الحال. فيما يقع بالقرب من الغرفة وذلك كحائل دون الوصول إليها.
و بعض المهالك مصممة من خلال بعض الخطوط الرملية محاطة بمجموعة من العروق الطينية.
ويتوجب العلم أن المساحة الأرضية المحيطة هشة جدًا ويمكن انهيارها بسهولة، فعليك الانسحاب من هذه المنطقة فورًا.
٢- القدماء وغيرهم تفننوا وأبدعوا في تصميم أفخاخ الموت إبتداءاً من الأفخاخ البسيطة جدا والقاتلة بنفس الوقت إلي الكبيرة ، كالتوسع في التصميم الى الأكبر كالحفر تحت صخرة ضخمة زنة ٤- ٥ طن ليختل توازنها مع أي حركة مما يجعل انهيارها من خلال حركة بسيطة تنهار فوقك.
٣- تصميم سرداب على حجر كبير وله باب وهمي، بحيث تكون الأحجار مبنية على أشكال عشوائية ولكنها محكمة بحجر كبير بالوسط. وللعلم في حالة لمس الحجر الكبير ينهار السقف بالكامل والغرفة على من بداخلها. يضاف إلى ما سبق وجود مهلك أخر من خلال الأبواب الوهمية، التي في حالة فتحها تهب منها رمال بيضاء بكميات كثيفة، وعليك الرجوع في الحال. كما أن دخول سرداب يبلغ قطره ٤٠ سم يشير إلى وجود مهلك عظيم، وهو دخول غرفة الزيارة التي يقدم بها القرابين.
٤- وقد تعد نفسك أحدى القرابين لمواجهة بئر مظلم وذات عمق كبير، ويختلف في حجمه من مقبرة لأخرى. لكنه في كل الأحوال يحتوي على مياه كبريتية خضراء اللون.