“التحرش ” ظاهرة مدمرة بين الأسباب وطرق المواجهة
كتبت : إيناس موسى
تعد ظاهرة التحرش كابوسآ يقتحم حياة ضحاياه ويحولها إلى جحيم وقبل أن يؤذى الآخرين فهو يؤذي نفسه ويدمرها
نتعرف فى هذا المقال على أسباب التحرش وطرق التصدي له.
اولا التحرش و اسبابه
يعرّف التحرش الجنسي بأنه مجموعة من التصرّفات الغير مُرحّب بها، هذه التصرفات قد تكون لفظية بسيطة، وبعضها الآخر تكون جديّة كمحاولة لمس الضحية لأغراض جنسية وإباحية وصولاً إلى الاغتصاب، والجدير بالذكر أنّ التحرش الجنسي فعل مشين وغير أخلاقي وخطيئة كبيرة بحسب الشرائع السماوية، ونظراً لخطورة التحرش الجنسي على المجتمع نستعرض فيما يلي أبرز أسبابه
ان اسباب التحرش الجنسي كثيرة جداً وتختلف من شخص الى اخر وفي الاغلب تكون اسباب نفسية او اجتماعية،وتربية الذكور على مبدأ الذكورية المطلقة في المجتمع ،وايضاً العوامل الاجتماعية ، العائلية حيث ان التفكك الاسري غالباً ما يساهم في تعزيز نزعة “الاستقواء” على الاخر في اطار تطوير تقنية دفاعية يحمي من خلالها الطفل نفسه..
اما الاسباب النفسية حيث يعاني المتحرش الجنسي عادةً من نقص في الثقة بالنفس وهو بالتالي يجد نفسه أقل مكانة من الاخرين
وبتعبير آخر ان المتحرش الجنسي يعاني من خلل نفسي عززته عوامل اقتصاديه واجتماعيه..
والتحرش لايعني بالضرورة ان المتحرش هو دائماً الذكر والضحية هي الانثى اذ سجلت حالات عدة في دول عديدة لتعرض الرجال للتحرش الجنسي من قبل زميلات لهم في مراكز أعمالهم لكن الرجل الغربي بكل انفتاحه يجد حرجاً في التحدث علناً عن تعرضه للتحرش الجنسي…
اما عن اسباب تكتم الفتاة لهذهِ الظاهرة فهي بالتاكيد لان المجتمع العربي الشرقي هو مجتمع ذكوري بحت وبسبب العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع العربي اليوم لذلك فأن من الصعب جداً على الفتاة أن تفصح عن تعرضها للتحرش من قبل ضعفاء النفوس…
كيفية معالجة ظاهرة التحرش الجنسي والتصدي لها…
ان معالجة التحرش الجنسي كمشكلة اجتماعية عامة هو مهمة مستحيلة،لكن التعامل مع الآفة خطوة تلو الاخرى قد يحد من سرعة انتشارها..
البداية تكون من العائلة وهنا يأتي دور الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان ،المرآة والطفل والمؤسسات الاجتماعية التابعة للحكومات..
اما على الصعيد الفردي فالمتحرش وفق المفهوم العلمي هو شخص مريض يحتاج الى علاج نفسي برفقة تواصل عائلي صحي يقوم من خلاله الأهل بالحديث بشكل منفتح عن التحرش…
اما عن الحديث عن حملة “انا ايضاً” Me Too العالمية لكشف ومواجهة التحرش الجنسي هي حملة مهمه جداً لتساعد الفتيات في الإفصاح عن حكاياتهن ،مواقفهن مع التحرش عن طريق هاشتاج يطلق على مواقع التواصل الاجتماعي.. الحملة التي امتدت من الولايات المتحدة الامريكية حتى وصلت الى العالم العربي في القاهرة
ثانيا طرق التصدي للتحرش..
الثقة بالنفس
هذا هو المفتاح سحري لعدم التعرض للتحرش؛ المتحرش يخاف الاقتراب من الفتاة التي تبدو قوية، لذلك لا تجعلي انتشار ظاهرة التحرش تزرع الخوف داخلك من التعرض لها.
تعمدي السير في ثقة وقوة ولا تتجنبي السير بجوار الرجال في الشارع – بأن تنزلي من على الرصيف مثلاً أو تبتعدي لتسيري في عرض الشارع.
المتحرشون يلاحظون هذه التصرفات ويعرفون كيف يصطادون ضحيتهم جيداً، والفتاة التي تبدو ضعيفة ومرتعشة هي الاختيار الأول – بل والأمثل بالنسبة لهم. هم يعرفون أن الفتاة الضعيفة ستخاف ولن تعترض على تحرشهم وستفضل الهرب بعيداً على المواجهة.
تصدي للبذاءة
تتغاضى كثير من الفتيات عن التحرش اللفظي، وتفضل تكملة سيرها رغم ما سمعته من كلمات بذيئة، وهذا في الحقيقة ما يشجع المتحرشين لفظياً على التمادي في التعرض بالإيذاء للنساء ضامنين أنهن لن يعترضن أو يفضحوهم.
اللجوء إلى الشرطة
لو كنت تسيرين في الشارع، وتعرضت لمحاولة تحرش، وهناك رجل شرطة قريب منك، حتى لو كان من شرطة المرور، سيري نحوه بهدوء واطلبي منه التدخل بعد أن تحددي الجاني، الذي لن يتمكن من تدارك الأمر، وبعدها استخدمي حقك القانون
أرقام هامة
احتفظي دائماً معك بأرقام الخطوط الساخنة للجمعيات النسائية المهتمة بمكافحة التحرش؛ هم يقدمون دعماً قانونياً لكل من استطاعت أن تصل بالمتحرش إلى قسم البوليس.
للأسف نحن نعيش في مجتمع تكثر فيه حالات التحرش، سواء كان بدنياً أو لفظياً. في نفس الوقت، لا يقدم هذا المجتمع مساعدة حقيقية للمجني عليها، وفي كثير من الحالات يتعاطف مع المتحرش خاصة لو كان شاباً أو مراهقاً.
كثير من الحالات التي تعرضت للتحرش البدني في الشارع أكدن أنه عند الاستنجاد بالناس للقبض على الجاني، ساعدوه على الهرب وألقوا باللوم عليها بسبب ملابسها. في أوقات أخرى، يتم اتهامها بأنها ليست على شئ من الحياء أو الخجل، حيث من المفترض أن تصمت وتتجاوز عن الأمر.
إذا ما أصرت المجني عليها على الذهاب بالمتحرش إلى قسم البوليس، اتهموها بأنها ستجني على مستقبله وبالتالي يتحول الجاني إلى ضحية.
من أهم النقاط التي يجب على أي فتاة التأكد منها، أنها مهما ارتدت من ملابس محتشمة تماماً، هذا لن يحميها من التعرض للتحرش؛ كثير من الفتيات المنتقبات لم يقم النقاب بحمايتهن من التعرض لهذا الأذى.