“الحليب به سمًُ قاتل” شركة عالمية تضحي بأطفال الدول النامية.
كتبت/ آلاء سعيد
حصار الدول النامية مازال قائم .. بل تزداد حدته ،، فلم يقتصر الأمر علي كونه عسكرياً أو ثقافيا فقط ، بل في الغذاء أيضاً .. لنجد أن شركة عالمية لجأت للتفرقة الطبقية ليصبح الأطفال ضحايا هذه المؤامرة الغير شريفة
شركة نستلة بين التحقيقات والإنتقادات الدولية:
تعرضت شركة نستله السويسرية لانتقادات واسعة بعد تقرير أجرته منظمة “Public Eye” التي تدافع عن التزام الشركات السويسرية بحقوق الإنسان، وكشف التقرير عن إضافة الشركة مادة السكر لأغذية الأطفال التي تباع في الدول النامية تحديدا، وهو ما يتعارض مع المبادئ التوجيهية الدولية التي تهدف إلى الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
” الحليب والسيريلاك ” يتصدران القائمة:
وتزعم نتائج التحقيق أنّ اثنين من أكثر منتجات الأطفال شيوعا من شركة “نستله” في الهند، وهما حليب “النيدو” و”السيريلاك”، يحتويان على مستويات عالية وخطيرة من السكر المضاف والذي يسبب أمراض للأطفال الرضع قد تودي بحياتهم و تضيف لمستهلكي تلك المنتجات ما بين 6 أشهر حتى عامين على نحو مكعب سكر تقريبا، في حين تبين احتواء حليب نيدو المجفف للأطفال من عمر سنة فما فوق على نحو جرامين سكر في المتوسط في كل عبوة، بينما ترفع الشركة نسبة السكر إلى 5.3 جرام تقريبا في العبوات التي يتم بيعها في بنما.
ما أثار الجدل الأكبر في التحقيق هو ادعاء القائمين عليه بوجود اختلافات في محتوى السكر بين المنتجات المباعة في الدول النامية والمتقدمة.
ووفقا للتقرير، فإن طريقة تصنيع حليب الأطفال من نستله في العديد من دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تتضمن إضافة المزيد من السكر والعسل إلى حليب الأطفال ومنتجات الحبوب. ويعتبر هذا انتهاكًا مباشرًا للمبادئ الدولية القياسية المعتمدة للوقاية من السمنة والأمراض المزمنة الأخرى.
كارين هوفمان، أستاذ الصحة العالمية بجنوب إفريقيا
صرح “كارين” إنه شكل من أشكال الاستعمار لا ينبغي التسامح معه، إذ أنه يعتبر مخالفة لإرشادات منظمة الصحة العالمية التي تمنع إضافة السكر للأطفال دون سن الثالثة.
رولينز يصرح : هناك معايير مزدوجة هنا لا يمكن تبريرها”، مضيفاً أن هذه الممارسة “تمثل إشكالية من منظور الصحة العامة والمنظور الأخلاقي”.
رودريغو فيانا، عالم الأوبئة
صرح الآخر “رودريغو” والأستاذ في قسم التغذية بجامعة بارايبا الفيدرالية في البرازيل: “هذا مصدر قلق كبير. لا ينبغي إضافة السكر إلى الأطعمة المقدمة للأطفال الرضع والأطفال الصغار لأنه قد يسبب ضررًا، وهو منتج غير ضروري ويؤدي إلى الإدمان بشدة”.
أضرار السكر علي الرضع :
وحسب مراكز السيطرة على الأمراض في امريكا CDC فإن تناول الأطفال للسكر والعسل في سن أقل من عام، يمكن أن يتسبب في التسمم السجقي، والذي قد يؤدي إلى الشلل أو الموت
كما يؤثر السكر سلباً في صحة الأسنان اللبنية التي تبدأ بالبزوغ ما بين الشهرين الرابع والثامن. كما أنه يزيد السكر من خطر تعرّض الطفل لزيادة كبيرة في الوزن، تتأتى عنها إصابة محتملة بالسكري النوع الثاني وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان وهذا ما يُعد محرم دولياً ومعارض لمبادئ منظمة الأغذية العالمية
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيه الشركة السويسرية للانتقادات فقد سبق وأن تمت الدعوة لمقاطعتها بعد اتهامها بدعم الاحتلال الإسرائيلي والذي يرتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، إذ إن شركة نستله اشترت نسبة 51% من أسهم شركة استثمارية إسرائيلية متخصصة في مجال تصنيع وتوزيع منتجات غذائية في الأسواق المحلية والعالمية.
ونتيجة لهذا التقرير، أطلقت سلطات الهند وبنغلاديش ومصر تحقيقا في أغذية الأطفال التي تنتجها شركة نستله في أسواقها، كما أطلقت منظمة “Public Eye” عريضة تطالب الشركة بوضع حد لمعاييرها المزدوجة في التعامل بين الدول المتقدمة والنامية.
فضيحة نستلة عام ١٩٧٤ و” قاتل الأطفال” :
وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها نستله لهذه الانتقادات، حيث تورطت الشركة في عام 1974 بمشكلة مماثلة لحليب الأطفال عرفت باسم “قاتل الأطفال”، والتي أدت إلى إنشاء المدونة الدولية لمنظمة الصحة العالمية في عام 1981، حيث تسببت الشركة حينذاك بمرض ووفيات الرضع في المجتمعات الفقيرة في دول العالم الثالث من خلال الترويج لمنتجاتها من حليب الأطفال على حساب الرضاعة الطبيعية.