الدفاع عن الحضارة.. الأدلة الأثرية في كشف مقبرة تحتمس الثاني غير كافية
الدفاع عن الحضارة.. الأدلة الأثرية في كشف مقبرة تحتمس الثانيغيركافية.

كتبت: رباب حرش
أعلنت وزارة السياحة والآثار أمس 18 فبراير الجارى أن البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة تمكنت من الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثاني آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشر في مصر التي تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، وذلك أثناء أعمال حفائر ودراسات أثرية لمقبرة رقمC4 التي تم العثور على مدخلها وممرها الرئيسي عام 2022 بمنطقة وادي C بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر، والذي يقع على بعد حوالي 2.4 كيلومتر غرب منطقة وادي الملوك، حيث تم العثور على أدلة تشير بوضوح إلى أنها تخص الملك تحتمس الثاني، وعند عثور البعثة على مدخل المقبرة وممرها الرئيسي في أكتوبر 2022، اعتقد فريق العمل أنها قد تكون مقبرة لزوجة أحد ملوك التحامسة، نظرا لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وقربها كذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت والتي أعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتقلد مقاليد حكم البلاد كملك وتدفن في وادي الملوك. ولكن مع استكمال أعمال الحفائر، خلال هذا الموسم، اكتشفت البعثة أدلة أثرية جديدة حددت هوية صاحب المقبرة الملك تحتمس الثاني، وأن من تولى إجراءات دفنه هي الملكة حتشبسوت بصفتها زوجته وأخته غير الشقيقة، وأكد على أن أجزاء أواني الألباستر التي تم العثور عليه بالمقبرة كان عليها نقوش تحمل اسم الملك تحتمس الثاني بصفته “الملك المتوفى”، إلى جانب اسم زوجته الملكية الرئيسية حتشبسوت مما يؤكد هوية صاحب المقبرة.
ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل هذا الكشف بأنه أحد أهم الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، حيث إن القطع الأثرية المكتشفة بها تُعد إضافة هامة لتاريخ المنطقة الأثرية وفترة عهد الملك تحتمس الثاني حيث تم العثور لأول مرة على الأثاث الجنائزي لهذا الملك الذي لا يوجد له أي أثاث جنائزي في المتاحف حول العالم.
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الحملة قامت بالتحليل العلمى للكشف عن طريق منسقة البحوث والدراسات الأثرية بالحملة الآثارية رنا التونسى والتي أكدت أن الأدلة الأثرية المذكورة بالكشف غير كافية لإثبات أن هذه المقبرة هي الخاصة بالملك تحتمس الثاني فهذه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها أسم الملك تحتمس الثاني داخل مقبرة، فبحسب الموقع الرسمي للمتحف القومي للحضارة المصرية أن الكثيرين اعتقدوا أن المقبرة KV42 هي المقبرة الخاصة به وهى أيضًا منسوبه له في العديد من المراجع، كما ذكر اسمه في أكثر من مقبرة أخرى خاصة بأفراد اسرته مثل المقبرةKV20 بوادي الملوك بالأقصر التي صممت لدفن الملك تحتمس الأول ودفنت فيها حتشبسوت كما أن الصور التي أعلنت تحت اسم الأثاث الجنائزي للملك قليلة جدًا لا تساعد في تكوين أي صورة واضحة عن صاحب المقبرة والصور المعلنة الخاصة بالمقبرة مهدمة تمامًا خالية من النقوش.
علمًا بأن المومياء التي تعتبر واحدة من أهم الأدلة على ملكية المقبرة سبق واكتشفت خارج المقبرة حيث كانت أحد مومياوات “خبيئة الدير البحري” مسجل على لفائفها الكتانية الخارجية بطاقة بالخط الهيراطيقي تفيد ترميم دفنته في السنة السادسة من حكم الملك سمندس ملك شمال مصر في عصر الأسرة الحادية والعشرين.
ولذلك تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بتوثيق الكشف بشكل علمى قبل الإعلان عنه والحسم في اسم صاحب المقبرة بأدلة أثرية حيث أن الملك تحتمس الثاني ابن تحتمس الأول من زوجته الثانوية موت نفرت هو الابن الوحيد الذي عاش لأبيه وتزوج من أخته الملكة الأشهر حتشبسوت وأنجب منها الأميرتين نفرو رع وميريت رع، كما تزوج أيضًا من زوجة ثانوية تدعى إيزيس التى أنجبت أعظم ملوك مصر القديمة وسيد المحاريين تحتمس الثالث، وقد نشأ بينه وبين زوجته حتشبسوت العديد من الخلافات نتج عنها انقسام البلاد إلى حزبين وسادت الدسائس والمؤامرات، وتحين النوبيون الفرصة وحاولوا السيطرة على جزء من الأراضي المصرية من العام الأول من حكمه وكانت هذه هي عادتهم في إشعال الثورة، وعلى الفور أرسل تحتمس الثاني جيشًا إلى النوبة ليس بقيادته فهزم الثوار وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي وسجل هذا الحدث على لوحة تذكارية أقيمت بين أسوان وفيلة، وذكر الموظف الشهير أحمس ابن نحيت في سيرته الذاتية المعروفة أنه خاض حربًا في عهد تحتمس الثاني، وحرص فيها على ضرب البدو الشاسو الذين كانوا يعيشون على حدود فلسطين، كما عثر في منطقة الدير البحري على نقوش من عهد تحتمس الثاني تشير إلى حملات نفذها في بعض الأماكن في سوريا، وربما استغلت بعض القبائل المقيمة في صحراوات مصر الغربية فرصة الخلاف بين الملك والملكة على عرش البلاد فنفذت الثورة وشقت عصا الطاعة مما دفع الملك إلى إرسال حملة حربية للسيطرة عليهم، وذلك وفقًا لنص سجل اسم الملك عليه في واحة الفرافرة.