تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي الفرنسي تحت المجهر: نموذج “لوسي” يثير السخرية ويواجه التحديات

الذكاء الاصطناعي الفرنسي تحت المجهر: نموذج “لوسي” يثير السخرية ويواجه التحديات

كتب د. وائل بدوى

في تطور أثار جدلاً واسعًا، تم سحب نموذج الذكاء الاصطناعي الفرنسي “لوسي” من الإنترنت بعد تقديمه إجابات غريبة وغير منطقية أثارت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. “لوسي”، الذي تم تطويره بدعم من الحكومة الفرنسية، قدم إجابات مضللة مثل تعريفه لـ”بيض الأبقار” واقتراحه أن “الجذر التربيعي للماعز يساوي واحدًا”.

إطلاق مبكر وإثارة للجدل

أعلنت مجموعة “ليناغورا”، وهي جزء من الكونسورتيوم الذي يعمل على تطوير “لوسي”، أن النموذج لا يزال مشروعًا أكاديميًا في مراحله الأولى. وفي بيان صدر يوم السبت، اعترفت الشركة بأن إطلاق “لوسي” كان “سابقًا لأوانه” وأنه كان ينبغي توضيح حدود النموذج للمستخدمين بشكل أفضل. وقالت الشركة: “لقد انقاد فريق العمل بحماسه المفرط، مما أدى إلى هذه النتائج غير المتوقعة”.

وأوضح ميشيل-ماري موديه، المدير العام لمجموعة “ليناغورا”، أن الفريق سيعمل على تحديث النموذج وإطلاق نسخة تجريبية “بيتا” خاصة للاختبار قبل إعادة إطلاقه للجمهور.

إجابات مثيرة للسخرية

بعد إطلاق “لوسي” يوم الخميس، شارك المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الإجابات المثيرة للدهشة التي قدمها النموذج. من بين الإجابات التي أثارت جدلاً كبيرًا، تعريفه لـ”بيض الأبقار” حيث قال: “بيض الأبقار، المعروف أيضًا ببيض الدجاج، هو بيض صالح للأكل تنتجه الأبقار. يُعتبر بيض الأبقار مصدرًا للبروتين والمغذيات، وهو غذاء صحي ومغذٍ.”

كما أثبت “لوسي” فشله في العمليات الحسابية البسيطة. على سبيل المثال، عندما طُلب منه ضرب 5 في (3+2)، أجاب بـ17 بدلاً من الإجابة الصحيحة 25. بالإضافة إلى ذلك، قدم تعريفًا غريبًا بأن “الجذر التربيعي للماعز يساوي واحدًا”.

أهداف طموحة لمنافسة النماذج العالمية

تم إطلاق “لوسي” بهدف تحدي هيمنة اللغة الإنجليزية في نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية، وتقديم بديل للنماذج الشهيرة مثل ChatGPT. وأشارت “ليناغورا” إلى أن اسم “لوسي” مستوحى من أقدم أسلاف البشرية، في حين استُوحي شعارها من رمزية “ماريان”، رمز فرنسا الوطني، والممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون التي لعبت دور البطولة في فيلم “لوسي”.

يتميز شعار “لوسي” بشال يحمل ألوان العلم الفرنسي: الأزرق والأبيض والأحمر، مما يعكس هويتها الفرنسية السيادية.

دعم حكومي قوي وسط تحديات

حصل مشروع “لوسي” على دعم قوي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعتبره جزءًا من برنامج استثمار فرنسا 2030، الذي يشمل مشاريع بقيمة إجمالية تصل إلى 54 مليار يورو (56.8 مليار دولار). ويأتي هذا الدعم في إطار جهود فرنسا لتعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي سياق موازٍ، يستعد ماكرون لاستضافة قمة العمل حول الذكاء الاصطناعي في باريس يومي 10 و11 فبراير، حيث سيجتمع قادة العالم وخبراء التكنولوجيا لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتحدياته.

الخاتمة: فرصة للتعلم والنمو

رغم السخرية التي واجهها “لوسي” في بداياته، إلا أن المشروع يمثل خطوة طموحة لتعزيز مكانة فرنسا في مجال الذكاء الاصطناعي. الأخطاء التي ظهرت في النموذج تسلط الضوء على أهمية الاختبار الدقيق قبل الإطلاق، لكنها أيضًا تفتح الباب لتحسين النموذج وتقديم نسخة أكثر تطورًا في المستقبل. يعكس “لوسي” التحديات التي تواجهها الدول في سعيها لتطوير تقنيات متقدمة، لكنه يبقى مثالًا على أهمية الإصرار والابتكار لتحقيق النجاح.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى