كتب : محمد صلاح
كنت ومازلت أتعامل مع عملى بالتعايش، وليس السمع، أجتهد فى عملى الصحفى، حتى أكتب حقائق بعيدًا عن التأليف والمزايدات، حاربت الإرهاب الداخلى وانا مندوب صحفي لوزارة الداخلية واستطعت أن أتعايش مع رجال القوات الخاصة ومعظم قيادات وضباط وأفراد الداخلية، واستطعت نقل الجانب الخفى لقلوب وإنسانية هؤلاء الرجال الذين يسهرون على أمن الوطن الداخلى، كنت أنقل الحقيقة، تعايشت معهم كما كنت متعايشًا أيام عملى قبلها كمحرر قضائى بمكتب النائب العام ودار القضاء العالى، وتعايشت كصحفى مقاتل فى الحرب ضد الإرهاب داخل سيناء، وانا أشرف بعملى محررًا عسكريًا لقواتنا المسلحة، وكيف ضحت مصر بخير اجنادها وابطالها من اجل ان تبقى مصر مستقرة أمنة! كنت وما زلت أنقل بكل صدق ما أراه فى الواقع عن رجال لا ينامون من أجل أن يبقى هذا الوطن.
واليوم اذكركم «ما تخافوش يا مصريين» فاكرين هذا الوعد الذى قطعه الرئيس على نفسه منذ توليه المسئولية، بل وقبلها، فاكر يا صاحبى ولا نسيت؟ أكيد فاكر بس للأسف أولوياتك هى أمور أخرى لا تتعلق سوى باحتياجاتك الخاصة فقط، وليس احتياجات دولة كانت تحت الهيمنة الأمريكية لعقود، دولة كانت على الهامش، غارقة فى الديون والخطط الخمسية، والمسكنات لشعب طفح به الكيل، وعاش أكثر من ٤٠ عامًا فى خرابة ونهب، وفساد، وصل للرقاب، وليس للركب، كما شهد أحد كبارهم فى مجلس الشعب.
أعلم جيدًا أن الأزمة الاقتصادية التى نعيش فيها جميعاً ما زالت ضاربة بجذورها نتيجة لعوامل، وأزمات عالمية، وأخرى داخلية تتعلق بممارسات الحكومة ووزارة المالية والتى أدت إلى انهيار الجنيه أمام ارتفاع الدولار، والأسعار التى هربت ولم تجد قبضة حكومية قوية تحاول إيقافها!!
صديقى من فضلك «انظر حولك»، وصِف لى مدى الاستقرار، والأمن، الذى تعيش فيه وسط أولادك، فى الشارع، فى الساحل الطيب، والساحل الشرير، فى الجامعة، فى سهراتك حتى الصباح، بعدما كنا نخشى على نزول أطفالنا، وبناتنا الشارع، بعدما كانت الطرق وحتى القطارات تتوقف بالساعات، لأن أحد الأشخاص توفى له خروف صدمته إحدى السيارات!
الاستقرار، والأمن، والأمان، كان أول أهداف بداية بناء مصر، وتطوير أجهزة أمنها الداخلى، ورحلة شاقة شهدت تضحيات بطولية من خير أجنادنا جيش، وشرطة، فى مكافحة لإرهاب غاشم حاول إسقاط الدولة بدعم مخابرات دول أجنبية!
نعم، قالها لى سائق تاكسى، وأنا أجلس معه «يا أستاذنا لو الاستقرار والأمن والأمان هى نتيجة هذه المرحلة التى نعيش فيها، فهذا حمد ونعمة، لقد ذقنا الرعب على الطرق أيام الفوضى»
نعم كان الاستقرار والأمان هما هدف الرئيس «السيسى» الذى عرف كيف يفعل المستحيل، بروشتة إصلاح قوية، لبناء القوى الشاملة لهذه الدولة، من تطوير الجيش بما يشبه المعجزة، لكيلا تستطيع أى دولة لى ذراع مصر، وليكون قادرًا على استمرار البناء المخطط، الذى أعاد مصر ليراها العالم، من لم يشاهد ما تم ويتم تشييده فى مصر الحديثة القوية، من بناء فى كل ربوع مصر، وحماية الفقراء، لا بد أن يذهب للكشف عن ضميره.
انظر لموقف الرئيس ومصر فى حرب غزة، وكيف تقف مصر بقوة لايقاف ارهاب الإسرائيليين قتلة الأطفال والنساء فى غزة، بل وتحقيق حلم دولة فلسطين المستقلة بطرح حل الدولتين الذى ايده العالم اجمع حتى امريكا راعية اسرائيل!! لا تنسى موقف الرئيس القوى رغم محاولات جر مصر لتنفيذ مخططهم لإخضاعها واسقاطها.
ولكن هيهات مصر تخوض حربا خفية بكامل قوتها الاستراتيجية، والدبلوماسية، لوقف الحرب وحل القضية الفلسطينية طبقا للشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني، وبالتوازى مع حماية الأمن القومى المصرى على كافة حدودنا الإستراتيجية، انظر، وانظر، وانظر، ولن أنتهى! وبمشيئة المولى ستجتاز مصر هذه الأزمة، كما اجتازت الصعاب ولا تزال، «ما تخافوش يا مصريين»، قالها، وفعلها، رئيس مصر، لأنه بنى مصر الجديدة القوية، وسلاما لجيشنا وشرطتنا وتضحياتهم الذين جعلونا نعيش ليلًا امنًا.