تكنولوجياآراء حرهتنمية بشرية

العادات العاشرة ودليل نحو التغيير الفعّال

العادات  العاشرة ودليل نحو التغيير الفعّال

كتب د. وائل بدوى

في الأصل، كتاب “العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية” لم يتناول سوى سبع عادات أساسية. لكن مع تطور التفكير في التنمية الذاتية والإدارة الفعّالة، اقترح البعض تطوير العادات السبعة بإضافة عادتين جديدتين، أطلق عليهما العادة التاسعة والعادة العاشرة، وقبل ان نبدأ لنناقش  “العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية”، تأليف خبير الإدارة والتنمية الذاتية ستيفن كوفي، يُعد من أبرز الكتب التي أثرت في حياة ملايين الأشخاص حول العالم. منذ صدوره عام 1989 وحتى اليوم، احتفظ الكتاب بمكانته كأحد أعمدة كتب التنمية الذاتية، حيث تُرجم إلى أكثر من 38 لغة وبيعت منه أكثر من 25 مليون نسخة.

هذا الكتاب يحتفل بعامه الـ 36 هذا العام، ويطرح تساؤلاً جوهرياً: هل يمكن أن تغير العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية حياتك؟ الإجابة تعتمد على القارئ نفسه. فمن يقرأ الكتاب ويتبنّى هذه العادات بوعي يمكن أن يجد تحولاً في حياته. أما من لم يطلع على الكتاب، فلابد أن يسأل: ما هي هذه العادات؟ وكيف يمكن أن تجعل الإنسان أكثر فاعلية؟

العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية

1. كن مبادراً

العادة الأولى تدعو إلى تحمل المسؤولية الشخصية. المبادرة تعني أن تكون أفعالك نابعة من قراراتك، لا مجرد ردود أفعال على أفعال الآخرين. إنها القدرة على اتخاذ الخطوة الأولى، وهي التي تميّز القادة والمؤثرين عن الآخرين.

2. ابدأ والغاية في ذهنك

تعني هذه العادة أن تكون لديك رؤية واضحة لما تريد تحقيقه. قبل أن تبدأ أي مشروع أو تخطو أي خطوة، يجب أن تعرف وجهتك. كما أن كل قرار وخطة يجب أن يتماشى مع أهدافك طويلة المدى، مثل سفينة تعرف مرساها قبل أن تُبحر.

3. افعل الأمور الأهم أولاً

ترتيب الأولويات هو أساس الفاعلية. ليس كل ما يبدو مهماً هو كذلك بالفعل. لذا عليك تصنيف مهامك حسب الأهمية، ومن ثم التركيز على الأهم فالأهم. النجاح يبدأ بإتقان فن إدارة الوقت، وتحقيق التوازن بين الأهداف اليومية والرؤية الكبرى.

4. فكر بمنطق المكسب المشترك

العلاقات الناجحة مبنية على مبدأ المنفعة المتبادلة. تسعى هذه العادة إلى بناء شراكات تحقق فائدة لكل الأطراف. فالنجاح الحقيقي لا يأتي من السيطرة أو الاستحواذ، بل من التعاون وتبادل المصالح.

5. افهم أولاً قبل أن تُفهم

التواصل الفعّال يبدأ بالإنصات. قبل أن تسعى لجعل الآخرين يفهمونك، عليك أولاً فهم وجهات نظرهم. الفهم العميق للآخرين يساعد على بناء الثقة ويخلق بيئة إيجابية للتعاون.

6. التعاون الخلاق

هذه العادة تدعو إلى تعزيز العمل الجماعي حيث يكون الناتج أكبر من مجموع الأجزاء. عندما تتكامل الأفكار والجهود بطرق إبداعية، تتحقق إنجازات لا يمكن تحقيقها بالعمل الفردي.

7. اشحذ المنشار

تدعو هذه العادة إلى الحفاظ على التوازن بين العمل والراحة. أخذ وقت للاسترخاء وتجديد طاقتك الجسدية والعقلية والاجتماعية هو مفتاح الاستمرارية. فالعقل والجسد بحاجة إلى الصيانة تماماً كالأدوات.

العادة الثامنة: من الفاعلية إلى العظمة

بعد النجاح الكبير للكتاب، أصدر ستيفن كوفي في عام 2004 كتابه المكمل بعنوان “العادة الثامنة: من الفاعلية إلى العظمة”. يقدم هذا الكتاب نظرة أكثر عمقاً، تركز على تحقيق العظمة الشخصية والمهنية.

يرى كوفي في هذا الكتاب أن العالم مليء بالتحديات وأن الناس قد يكونون غير منصفين، لكنك رغم ذلك يجب أن تظل ملتزماً بمبادئك. تتضمن رسالته دعوة لمواصلة العمل بنزاهة وحب وتفانٍ، حتى في مواجهة الصعوبات. يشجعك الكتاب على تقديم أفضل ما لديك للعالم، بصرف النظر عن التحديات أو الانتقادات.

هل يمكن لهذه العادات أن تغير حياتك؟

الجواب نعم، إذا تم تطبيقها بوعي والتزام. “العادات السبع” ليست مجرد مبادئ نظرية، بل هي أسلوب حياة يساعدك على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتحقيق النجاح المستدام. سواء كنت تسعى للتميز في عملك، بناء علاقات قوية، أو إيجاد سلام داخلي، فإن هذا الكتاب يقدم الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك.

ختاماً، لا يقتصر تأثير الكتاب على الأفراد فقط، بل يمتد إلى المؤسسات والمجتمعات التي تطبق هذه المبادئ. إذا كنت تبحث عن كتاب يُحدث فرقاً في حياتك، فإن “العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية” قد يكون بداية رائعة.

لمواكبة تحديات العصر الحديث. وهنا عرض لتلك العادات الإضافية:

العادة التاسعة: الإبداع المستمر (Think Creatively)

التعريف

تشير هذه العادة إلى ضرورة تبني التفكير الإبداعي المستمر كوسيلة لحل المشكلات ومواجهة التحديات. الإبداع ليس ميزة حصرية للمبدعين أو الفنانين، بل هو مهارة يمكن لأي شخص تطويرها من خلال التفكير خارج الصندوق.

كيفية التطبيق

1.ابحث عن طرق جديدة لأداء المهام اليومية.

2.استخدم أسلوب “العصف الذهني” لتوليد الأفكار.

3.جرّب حلولاً غير تقليدية، حتى وإن بدت مخاطرة.

4.طور مهاراتك في الابتكار من خلال تعلم أدوات مثل التفكير التصميمي (Design Thinking).

الفائدة

تساعد هذه العادة على مواجهة تعقيدات العصر الحديث، وتمنحك المرونة للتكيف مع التغيرات السريعة في الحياة والعمل.

العادة العاشرة: الاستدامة الشخصية والاجتماعية (Sustain for the Long Run)

التعريف

تركز العادة العاشرة على أهمية الاستدامة، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي. الاستدامة الشخصية تعني الحفاظ على التوازن بين جوانب الحياة المختلفة، بينما تعني الاستدامة المجتمعية المساهمة في تحقيق تأثير إيجابي مستدام في المجتمع.

كيفية التطبيق

1.شخصياً:

•حافظ على صحتك الجسدية والعقلية.

•حدد أهدافاً طويلة الأجل بدلاً من السعي وراء المكاسب السريعة.

•التزم بتطوير مستمر لنفسك عبر التعليم والتدريب.

2.اجتماعياً:

•شارك في مبادرات تهدف إلى تحسين المجتمع.

•كن مسؤولاً في استخدام الموارد.

•ادعم الجهود التي تهدف إلى حماية البيئة والإنسانية.

الفائدة

تضمن هذه العادة أن تبني نجاحك على أسس ثابتة ومستدامة، مع تحقيق تأثير إيجابي يمتد للأجيال القادمة.

لماذا إضافة هذه العادات؟

مع التغير السريع الذي يعيشه العالم، أصبحت الحاجة إلى الإبداع والاستدامة أمرين لا غنى عنهما لتحقيق النجاح الفعلي. الإبداع يمنحك ميزة تنافسية، بينما الاستدامة تساعدك على الحفاظ على ما حققته من إنجازات على المدى الطويل.

بإضافة العادتين التاسعة والعاشرة إلى العادات السبع الأصلية، يمكننا القول إننا نمتلك الآن “دليل العشر عادات للنجاح الفعّال والمستدام”، وهو نهج شامل يمزج بين الفاعلية اليومية والرؤية المستقبلية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى