تكنولوجياتعليمجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى

بالصور – صالون د. حنان يوسف يفتح ملف جودة التعليم في ضوء الذكاء الاصطناعي: بين التحديات والفرص

بالصور – صالون د. حنان يوسف يفتح ملف جودة التعليم في ضوء الذكاء الاصطناعي: بين التحديات والفرص

كتب د. وائل بدوى

في ظل التحولات الرقمية الكبرى التي يشهدها العالم، لم يعد الحديث عن جودة التعليم رفاهية، بل أصبح ضرورة ملحّة لضمان بناء أجيال قادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة. من هنا، جاء انعقاد الدورة الثانية والستين من صالون حنان يوسف تحت عنوان “احتفالًا باليوم الدولي للتعليم: جودة التعليم.. لجودة الحياة”، حيث احتضن النقاشات حول أحد أكثر الموضوعات حساسية في عصر الذكاء الاصطناعي، بحضور نخبة من كبار الأكاديميين والمتخصصين من مختلف الدول العربية.

التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي: قفزة أم تحدٍ؟

افتتحت الدكتورة حنان يوسف، أستاذ الإعلام الدولي ورئيس المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي، الجلسة بالتأكيد على أهمية الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل المنظومة التعليمية، موضحة أن التعليم لم يعد مجرد نقل للمعرفة، بل بات يتطلب مهارات جديدة تتلاءم مع الثورة الرقمية الحالية. وأشارت إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم يطرح العديد من التساؤلات: هل سيؤدي إلى تعزيز الإبداع، أم سيكون سلاحًا ذا حدين يحدّ من التفكير النقدي ويؤثر على المهارات الإنسانية؟

آراء الخبراء: بين التفاؤل والتحذير

لم يكن النقاش نظريًا فقط، بل شهد الصالون طرح رؤى متعمقة من قبل المشاركين، الذين قدّموا مداخلات ثرية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على جودة التعليم. الدكتور وائل بدوي، خبير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في العملية التعليمية، لكن يجب توظيفه بحكمة لضمان تحقيق التوازن بين التقنية والإبداع البشري.

من جهته، أكد الدكتور حرز الله حوداشي، الخبير التربوي الجزائري، على أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا دون تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب قد يؤدي إلى جيل يعتمد على الحلول الجاهزة بدلًا من التفكير الابتكاري.

أما المهندس معتز رضوان، الخبير الدولي بالمؤسسة الأوروبية للجودة، فقد شدد على ضرورة وضع معايير صارمة لضمان أن تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم بدلاً من أن تصبح مجرد أدوات تكنولوجية بلا تأثير حقيقي.

جودة التعليم: حق أم رفاهية؟

لم يقتصر النقاش على الجانب التقني فقط، بل امتد ليشمل البعد الحقوقي للتعليم، حيث شددت الدكتورة منى الحديدي، أستاذ الإعلام وعضو المجلس الأعلى للإعلام، على أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يكون متاحًا للجميع بجودة عالية، بغض النظر عن التطورات التكنولوجية.

بدوره، أكد الدكتور يوسف صالح، أستاذ الاجتماع بالجامعة الليبية، أن جودة التعليم ليست مجرد مؤشرات أكاديمية، بل هي جزء من جودة الحياة نفسها، إذ تؤثر بشكل مباشر على مستوى التنمية والاستقرار في أي مجتمع.

رسائل ختامية: نحو رؤية مستقبلية

في ختام الصالون، أطلقت الدكتورة حنان يوسف عددًا من الرسائل المهمة، أبرزها:

•ضرورة تعزيز التفاعل بين التكنولوجيا والعنصر البشري في التعليم، بدلًا من استبداله بالكامل.

•أهمية تنظيم جلسات مستقبلية لمناقشة آليات الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي في التعليم.

•إدراج ملف جودة التعليم في مقدمة أولويات صناع القرار، باعتباره مفتاح التنمية المستدامة.

•التأكيد على أن التعليم هو ركيزة بناء الإنسان، وليس مجرد عملية ميكانيكية لنقل المعلومات.

نخبة عربية في قلب الحوار

ما ميّز هذا الصالون أنه لم يكن مجرد جلسة نقاشية، بل كان ملتقى فكريًا استثنائيًا جمع نخبة من الأكاديميين والإعلاميين وصناع القرار من مختلف الدول العربية، ومن أبرز الحضور:

•السفير الدكتور يوسف الشرقاوي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق.

•الدكتورة عزة أحمد هيكل، مستشار رئيس الأكاديمية العربية.

•الدكتور كمال عبدالعزيز، المخرج السينمائي.

•الإعلامية التونسية الدكتورة وهيبة غالي، إلى جانب مجموعة من الباحثين والإعلاميين.

الذكاء الاصطناعي.. شريك في التغيير أم تحدٍّ جديد؟

فتح هذا الصالون الثقافي ملفًا غاية في الأهمية، حيث لا يزال العالم العربي أمام تحدٍّ كبير لإيجاد التوازن بين التقنية والتربية، وبين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري. فهل نحن مستعدون لهذا التحول الجذري؟ وهل سيتمكن التعليم في المستقبل من الحفاظ على جوهره الإنساني وسط هذا الزخم التكنولوجي؟ أسئلة ستظل مفتوحة للنقاش، ولكن ما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من الواقع الذي لا يمكن تجاوزه، بل يجب الاستفادة منه بالشكل الأمثل لضمان تعليم أكثر جودة.. لحياة أكثر جودة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى