بدء العد التنازلي لطلوع الشمس من مغربها
بقلم :د. احمد ممدوح
طلوع الشمس من مغربها؛ هي إحدى علامات الساعة الكبرى وسوف تقع قبل يوم القيامة فهو حدث عظيم يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوعه وهو تغير مفاجئ في نظام حركة الأفلاك يشاهده الكبير والصغير ، وذلك أن الناس في صباح ذلك اليوم بينما ينتظرون إشراق الشمس و طلوعها من مكانها المعتاد من الشرق كما هو حالها منذ خلقها الله، فإذا بالشمس تطلع من الغرب، وعندها يقفل باب التوبة.
و عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات. فذكر (الدخان والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تطرد الناس إلى محشرهم).
ويرى علماء الإسلام أن طلوع الشمس من مغربها هي أول أو ثاني علامة من علامات الساعة الكبرى استنادا لقول النبي محمد.
و الادلة من القرآن :
– ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ).
ففي هذه الآية لم يذكر الله هذه العلامة مباشرة ولكن الرسول ﷺ قال بأن الشمس هي إحدى ثلاث إذا خرجن لن تنفع نفسا إيمانها لم تكن امنت من قبل لذلك ثبتت الآية على العلامة.
اما الأدلة من الأحاديث :
١- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه ﷺ قال: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، و الدجال ودابة الأرض) رواه مسلم.
٢- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفس أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتباعيانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها)) رواه مسلم.
٣- عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أتدرون أين تذهب الشمس؟)) قالوا:الله أعلم ورسوله؟ قال:((إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: إرتفعي، إرجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: إرتفعي، إرجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها إرتفعي، أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها) فقال ﷺ :((أتدرون متى ذاكم؟ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا))رواه مسلم.
٤- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إن أول الآيات خروجا، طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتهما فالأخرى على أثرها قريبا) رواه مسلم.
٥- وذكر لنا ان قائلا قال: يا نبي الله! ما آية طلوع الشمس من مغربها؟
فقال: ( تطول تلك الليلة، فتكون كقدر ليلتين، فيقوم المتهجدون لوردهم الذي كانوا يصلون فيه حتى يقضوا صلاتهم، والنجوم كأنها لا تسري، ثم يأتون فرشهم فيرقدون عليها حتى تكل جنوبهم، ثم يقومون فيصلون حتى يتطاول الليل، ويفزع الناس، ثم يصبحون ولا يصبحون عصرا. فبينا هم ينتظرون الشمس من مشرقها اذ فجئتهم من مغربها، فاذا رآها الناس آمنوا، وذلك حين لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في أيمانها خيرا. ).
٦- قال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره: … قال: سمعت رسول الله ص يقول: ( ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم هذه، فإذا كان ذلك عرفها المتنفلون، يقوم أحدهم فيقرأ حزبه، ثم ينام، ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام، فبينما هم كذلك، صاح الناس بعضهم في بعض، فقالوا: ما هذا؟ فيفزعون إلى المساجد، فإذا همٍ بالشمس قد طلعت حتى صارت في وسط السماء رجعت ، وطلعت من مطلعها، قال فحينئذ لا ينفع نفساً إيمانها).
٧- عن حذيفة، قال: سألت النبي ص : ما آية طلوع الشمس من مغربها؟ قال: ( تطول تلك الليلة حتى تكون قمر ليلتين فيتنبه الذين كانوا يصلون فيها، يعملون كما كانوا يعملون قبلها، والنجوم لا تسرى، قد باتت مكانها، يرقدون ثم يقومون فيصلون، ثم يرقدون ثم يقومون فيصلون، ثم يرقدون ثم يقومون، يتطاول الليل فيفزع الناس، ولا يصبحون، فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربها، فإذا رآها الناس آمنوا ولا ينفعهم إيمانهم ).
٨- عن حذيفة، قال: قال النبي ص : (… وطلوع الشمس من مغربها، ويكون طول تلك الليلة ثلاث ليال لا يعرفها إلا الموحدون أهل القرآن يقوم أحدهم فيقرأ جزءه فيقول قد عجلت الليلة، فيضع رأسه فيرقد رقدة ثم يهب من نومه فيسير بعضهم إلى بعض فيقولون: هل أذكرتم ما أنكرنا؟ فيقول: بعضهم ببعض عنه غدا تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها فعند ذلك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ….).
٩- وعن عبد الله بن أوفى ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (ليأتين على الناس ليلة بقدر ثلاث ليال من لياليكم هذه، فإذا كان ذلك يعرفها المصلون يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام، ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام، ثم يقوم فبينما هم كذلك إذ ماج الناس بعضهم في بعض فقالوا: ما هذا: فيفزعون إلى المساجد فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها، فضج الناس ضجة واحدة حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت وطلعت من مطلعها، وحينئذ لا ينفع نفسا إيمانها).
١٠- عن أمير المؤمنين(ع) قال: (… فاستبشروا ببشرى ما بُشرتم وطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه وتجنب ما يرديه ودخل مدخل الكرامة فغنم السلامة وحذر قارعة قبل حلولها ترج الأرض رجاً شرقاً وغرباً وأعلاها وأسفلها ليس بمنجاة ألا من نجاه الله، للواقعة زئير الرئبال يفتك بنساء كالرجال ورجال كالجبال ودور رفعت للشيطان رايات لها ومض النجوم ، تحرق وتغرق البلاد وبلاد تعوم يا ويلها ثم يا ويلها عند دوران الفلك لهذا اليوم …).
١١- عن أمير المؤمنين (ع) قال: (… من علامات الساعة يظهر صائح في السماء و نجم له ذنب في كل ناحية من المغرب و يظهر كوكبا ً في السماء من المشرق ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء عمود من نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرها شجر البراري والجبال …).
١٢- أخرج ابن أبي شيبة عن جندب بن عبد الله البجلي قال ( استأذنت على حذيفة ثلاث مرات في يوم جمعة فلم يأذن لي فرجعت فإذا رسوله قد لحقني. فقال : ما ردك ؟ قال : ظننت أنك نائم . قال : ما كنت لأنام حتى أنظر من أين تطلع الشمس . قال ابن عون فحدثت به محمد فقال : قد فعله غير واحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ).
اما الأساس العلمي لطلوع الشمس من المغرب بدل المشرق هو :
١- تبين الروايات ان انقلاب أقطاب أو محاور الكرة الأرضية في الطول هو ما سيحصل ليصبح القطب الشمالي الحالي جنوباً والقطب الجنوبي شمالاً مع استمرار نفس اتجاه دورانها الحالي من اليسار إلى اليمين أو من الغرب إلى الشرق الحالي.
٢- وتبين روايات استدارة الفلك كيفية حصول ذلك. ستبدو الشمس واقفة فوق الشرق الأوسط بين صلاتي الظهر والعصر (أي لحوالي ٣ ساعات بين توقيت الصلاتين صيفاً) ثم ترجع لتغيب في الشرق . ونستفاد من وصف توقف الشمس منتصف النهار فوق الشرق الاوسط ان مركز دوران الارض سيكون الشرق الاوسط وبالتحديد البيت الحرام لوقوعه على خط العرض السرطان (٢٣.٥ شمال) الذي تكون الشمس عمودية عليه صيفاً.
٣- أي ان دوران الأرض لن يتوقف بين صلاتي الظهر والعصر لكن اتجاه دورانها سيميل جنوباً أو شمالاً ليقلب الأرض ثم يعود دوران الأرض حول نفسها إلى اتجاهه الحالي من اليسار الى اليمين بعد حوالي ٣ ساعات.
و قد ذكرت تقارير إعلامية دولية، نقلا عن وكالة ناسا الفضائية أن الشمس اقتربت من أن تشرق من مغربها، حيث نشرت العديد من المواقع العالمية المهتمة بشؤون الفلك والعلوم المختلفة، بالإضافة إلى مواقع إخبارية كبرى مثل “ديلي ميل” و”هافينتجون بوست”، خبرًا ينقلون من خلاله تحذيرًا خطيرًا من وكالة الفضاء الأوروبية لسكان كوكب الأرض من اقتراب انقلاب الحقل المغناطيسي الأرضي، مما سيؤدي إلى شروق الشمس من المغرب بدلا من المشرق، بالإضافة إلى اختفاء التكنولوجيا كما نعرفها اليوم.
كما أكد الموقع العلمي ليف ساينس أن المجال المغناطيسي للأرض لم يعد قويًا مثلما كان في السابق بعدما تزايدت نسبة ضعفه ١٠ مرات عما كان من قبل خلال السنوات الماضية، وذلك خلال الـ ٦ شهرر الماضية فقط.
ومن المعروف أن المجال المغناطيسي للأرض يشكل غلافا دائريا لحماية الكرة الأرضية من العواصف الشمسية والأشعة الكونية الضارة، وتوقفه عن دوره في حماية الأرض مما يؤدي إلى انقلاب في الحقل المغناطيسي الأرضي، وهو ما يعتبر كارثة بكل المقاييس. كما أكدت الوكالة الأوروبية أنها تراقب وتتابع عن كثب هذه التغيرات منذ شهر نوفمبر من العام ٢٠٠٢م.
و قد أكد الباحثون، ان المجال المغناطيسي الارضي يتغير كل حوالي ٢٠٠ الف الى ٣٠٠ الف سنة ( عمر الارض حوالي ٤ بليون سنة). و وجدوا انه يسبق هذا الانقلاب في الاقطاب ضعف في المجال المغناطيسي الارضي بسبب انخفاض حرارة الجوف في الطرف الغربي وبالتالي انخفاض في شدة الجسيمات المتأينة التي تولد مجالا مغناطيسيا، و وجد ان ضعف المجال سريع نسبيا بمعدل ٥ % لكل ١٠ سنوات بدلا من ٥ % كل ١٠٠ سنة حيث سجل ذلك احد الاقمار الصناعية الحديثة.
و من المعروف أن الأقطاب المغناطيسية للأرض تتغير مرة كل مئات الآلاف من السنين، حيث إن هذه التغيرات جزء من دورة محددة، ولكن الملفت في هذا التقرير هو المعدل السريع لضعف المجال المغناطيسي الأرضي لأن المعدل الطبيعي هو أن ينخفض بنسبة ٥ % كل ١٠٠ عام، ولكن البيانات الجديدة تؤكد انخفاضه الآن بمعدل ٥ % كل عشر سنوات فقط، وهو ما ينذر بكارثة في القريب العاجل.
وقد توقع العلماء سابقا، أن يحدث هذا التغيير بعد مرور ٢٠٠٠ عام تقريبا من الآن، ولكن بهذه المعدلات الجديدة فإنه على ما يبدو قد يحدث في مدة أقل بكثير من توقعاتهم.
ولقد كشفت الموجات الزلزالية التي تمر عبر طبقات الأرض المختلفة أن اللب الداخلي لكوكبنا ربما توقف عن الدوران خلال العقد الماضي، وقد يكون دورانه في طور الانعكاس في الوقت الحالي.
وبحسب دراسة حديثة فإنه يبدو أن اللب الداخلي الصلب لكوكب الأرض يدور بمعدل أبطأ من معدل دورات الكوكب نفسه، لكن العلماء أكدوا أن الأمر لا يثير القلق وأن هذه الواقعة حدثت عدة مرات تغيرت فيها سرعة واتجاه لب الأرض على مدى سنوات طويلة.
وتشير دراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Nature Geoscience، فحصت عدة عقود من البيانات بحثًا عن أنماط في دوران النواة الداخلية للأرض، أن اللب الداخلي توقف عن الدوران – مقارنة بحركة المواد السائلة داخل طبقة الوشاح الأرضي- بين عامي ٢٠٠٩م و ٢٠٢٠م.
ومنذ عام ٣٠٢٠م، يبدو أن لب الأرض أصبح يدور للخلف. يذكر أنه تم اكتشاف توقف لب الأرض عن الدوران في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات.
ويقول الباحثان يي يانغ وشياودونغ سونغ ، من مختبر SinoProbe في جامعة بكين إن البيانات من عام ١٩٦٤م إلى ٢٠٢١م، تشير إلى العثور على زلازل متكررة قوية بما يكفي لإنتاج موجات زلزالية يمكن أن تخترق النواة الداخلية وأنه بدراسة طبيعة تلك الموجات على مدى سنوات اتضح من الرسوم البيانية للزلازل وجود انعكاس شبه كامل للموجات الزلزالية، وبالتالي وأنه كلما زاد الدوران الفائق للنواة، كلما كان طول اليوم أقصر والعكس صحيح أيضاً.
وتوقعت الدراسة أن تبدأ دورة الدوران العكسية للب الأرض من الشرق إلى الغرب في حوالي عام ٢٠٤٠م.