بعد واقعة تمزيق الغراب للعلم الإسرائيلي… هل تكون بداية النهاية للكيان الصهيوني؟
بقلم : د. احمد ممدوح
فلقد قام غراب بنزع علم إسرائيل من عمود معلق عليه، فوق سطح إحدى البنايات، ويلقيه أرضا. وهذه ليست المرة الاولي ، بل قام غراب العام الماضي، بإلقاء العلم الإسرائيلي على الأرض وتمزيقه.
وكانت الغربان تحاول تمزيق العلم الإسرائيلي بمنقارها ومخالبها ، وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو، واعتبروها رسالة من الله عن زوال الكيان الصهيوني قريبًا، وأن الله بعث الغراب مرة أخرى لتكون رسالة بدفن الكيان وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذا المشهد يذكرنا بالأيام الأولى لحياة الإنسان. عندما علم الغراب قابيل طريقة الدفن. وكانة علامة علي دفن الكيان قريبا. و رسالة بقرب تحرير الاراضى الفلسطينية.
ولقد سربت بعض المواقع الإلكترونية الاجنبية عام ٢٠١٠ من، تقريراً للمخابرات المركزية الأمريكيةCIA يخص بإسرائيل. وفي هذا التقرير السري – الذي تم اختراقه – أعربت المخابرات الأمريكية عن شكوكها في بقاء اسرائيل بعد عشرين عاماً. وخلص التقرير الى أنه بدون عودة لاجئي عام ١٩٤٨م و١٩٦٧م، فلن يكون هنالك حلّ دائم ومستقر في المنطقة.
ويذكر التقرير أن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضي عام ١٩٤٨، سيتسبب برحيل أكثر من مليوني اسرائيلي الى الولايات المتحدة في السنوات الخمس عشرة القادمة، وأن هناك زهاء خمسمائة الف اسرائيلي لا زالوا يحتفظون بجوازات سفرهم الاميريكية، وان من لا يملك جوازات سفر أميريكية أو اوروبية، فقد تقدم بطلب للحصول عليها.
وسيتم عودة ما يزيد عن مليون ونصف اسرائيلي الى روسيا وبعض دول اوروبا، إلى جانب انخفاض نسبة الإنجاب والمواليد لدى الإسرائيليين مقارنة مع ارتفاعها لدى الفلسطينيين، مما يؤدي الى تفوق أعداد الفلسطينيين على الإسرائيليين مع مرور الزمن.
واكد وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر على أنّ إسرائيل لن تكون موجودة في المستقبل القريب، فقد نقلت عنه صحيفة نيويورك بوست القول “في العشر سنوات القادمة لن يكون هناك إسرائيل.
ووافق هذا الرأي أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أصدرت ست عشرة وكالة استخبارات أمريكية تحليلاً من ٨٢ صفحة بعنوان “الاستعداد لشرق أوسط بدون إسرائيل”، وأكدت خلاصة الدراسة أنّ إسرائيل لا يمكن أن تصمد أمام المؤيدين للفلسطينيين.
كما توقع الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس) أن تزول إسرائيل في غضون عام ٢٠٢٧م،
ففي شهر نيسان عام ١٩٩٨م، وخلال لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة ضمن برنامج “شاهد على العصر” تحدث عن رؤيته لمستقبل دولة إسرائيل بعد خمسين عاماً من قيامها، فقال «إن إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار».
وأضاف «إن القوة في العالم كله لا تدوم لأحد، الإنسان يولد طفلاً ثم مراهقاً ثم شباباً ثم كهلاً ثم شيخاً، وهكذا الدول تولد وتكبر ثم تتوجه للاندثار. إن إسرائيل ستزول إن شاء الله في الربع الأول من القرن القادم وتحديداً في عام ٢٠٢٧م، ستكون إسرائيل قد بادت وانتهت». ورداً على سؤال: لماذا هذا التاريخ؟ قال الشيخ: «لأننا نؤمن بالقرآن الكريم، والقرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل أربعين عاماً، في الأربعين الأولى كان عندنا نكبة، وفي الأربعين الثانية أصبح عندنا انتفاضة ومواجهة وتحدٍ وقتال وقنابل، وفي الأربعين الثالثة تكون النهاية. وهذا استشفاف قرآني، فحينما فرض الله على بني إسرائيل التيه أربعين عاماً، لماذا؟ ليغير الجيل المريض ويأتي بجيل مقاتل، وجيل النكبة بدّله الله بجيل الانتفاضة، والجيل القادم هو جيل التحرير إن شاء الله تعالى”. انتهى كلام الشيخ أحمد ياسين, الذي اغتالته الطائرات الاسرائيلية في ٢٢ مارس ٢٠٠٤م، اثناء عودته على كرسيه المتحرك بعد أداء صلاة الفجر في المجمع الاسلامي القريب من منزله في غزة.
كما ان ما يجري من احداث في اسرائيل تؤكد قرب زوال الكيان الإسرائيلي. حيث اندلعت في إسرائيل ثورة ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، بسبب محاولتة السيطرة على القضاء والمحكمة الدستورية العليا، وتحويل إسرائيل إلى دولة دينية يهودية أكثر تطرفا من خلال ما يسمى بالتعديلات القضائية، وتم طرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل إسرائيل، وعلاقة ما حدث بنبوءات «زوال إسرائيل»، التي أطلقها الكثير من قادة إسرائيل ومفكريها السنوات الماضية؟، وهل هذا الصراع بين اليمين المتطرف والتيار العلماني هو بداية النهاية للدولة الصهيونية كما يعتقد الكثير من المؤرخين والمفكرين الغربيين؟
أن أهم ما ذكر في قضية «زوال إسرائيل»، مقولة الكاتب الإسرائيلي، آرييه شافيت، الذي قال أن أهم تهديد وجودي لإسرائيل هو مواجهة الصراعات والنزاعات الداخلية
وأكد رئيس الوزراء المستقيل، نفتالي بينيت، للإسرائيليين “أن الدولة تقف أمام اختبار حقيقي ومفترق طرق تاريخي: إما استمرار العمل، أو العودة للفوضى، لأنها تشهد اليوم حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار، ومرة أخرى نواجه جميعًا لحظة مصيرية، فقد تفككت إسرائيل مرتين في السابق بسبب الصراعات الداخلية، الأولى عندما كان عمرها ٧٧عامًا، والثانية ٨٠ عامًا، ونعيش الآن حقبتنا الثالثة، ومع اقترابها من العقد الثامن، تصل إسرائيل لواحدة من أصعب لحظات الانحطاط التي عرفتها على الإطلاق”، محذرًا أن الدولة تواجه خطر السقوط والانهيار بسبب عدم الانسجام بين مكوناتها.
كما أبدى رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، في مقال صحفي مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ ٨٠ لتأسيسها، مستشهدًا في ذلك بـ “التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تُعمَّر لليهود دولة أكثر من ٨٠ سنة إلا في فترتين استثنائيتين، فترة الملك داوود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانتا بداية تفككهما في العقد الثامن، وإن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي الثالثة، على وشك دخول عقدها الثامن، وأخشى أن تنزل بها لعنته كما نزلت بسابقتها، لأن العصف يتملكنا، والتجاهل الفظ لتحذيرات التلمود”.
ووفق المعتقدات اليهودية، فقد قامت مملكتهم الأولى بين عامي ٥٨٦-٥١٦ قبل الميلاد، أما حقبة الحشمونائيم فاستغرقت بين عامي ١٤٠-٣٧ قبل الميلاد، وبالتالي فإن تجاوز إسرائيل للعقد الثامن يبدو مخالفًا لما درجت عليه سنن التاريخ اليهودي.
ولقد استحضر باراك في ذات المقال نماذج من شعوب العالم الذين أصابتهم “لعنة العقد الثامن”؛ فالولايات المتحدة نشبت فيها الحرب الأهلية في العقد الثامن، وإيطاليا تحولت إلى دولة فاشية خلاله، وألمانيا أصبحت دولة نازية فيه ما تسبب بهزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفيتي وانهار.
أما تامير باردو، الرئيس السابق لجهاز الموساد، فأكد في محاضرة بكلية “نتانيا” أنه “بينما كثر الحديث عن التهديدات الكبيرة التي تحوم فوق إسرائيل، فإن التهديد الأكبر يتمثل بنا نحن الإسرائيليين، بظهور آلية تدمير الذات التي جرى إتقانها في السنوات الأخيرة، تمامًا مثل أيام تدمير الهيكل الثاني، مما يستدعي منَّا وقف هذا المسار الكارثي قبل نقطة عدم العودة، لأن إسرائيل تنهار ذاتيًّا.
أما رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، فقد سبق كل هؤلاء، بقوله في ٢٠١٧م: إنني “سأجتهد كي تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المائة، لأن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمنًا، وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تُعمَّر دولة للشعب اليهودي أكثر من ٨٠ سنة”.