بين الموت والحياه “الإنسان يعيش”
كتبت : زينب الفخراني
نعيش كل يوم تجربه الموت وتمر علينا مرور الكرام بشكل آلى دون أن نقدر ونستوعب عظمه الله سبحانه وتعالى فى سر من أسراره وأيه من آياته الكثيره على الأرض.
إنه النوم الذى أطلق عليه العلماء (الموت الصغير)، وذكره الله عز وجل فى كتابه {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الزمر 42) صدق الله العظيم، وسبحان من أحيانا بعد ما أماتنا.من هنا سأخذكم فى رحله نغوص فيها كى نعرف أكثر عن النوم وآلياته.
إن النوم بشكل بسيط آليه جسميه تحدث بصوره دوريه منتظمه، تنتظم معها بنفس الايقاع كل استجابات الانسان.
حاز النوم على اهتمام العلماء منذ زمن بعيد وبدأوا فى دراسته حتى أنشئ علم النوم(Hypnology) وهو المبحث الذى اهتم بدراسه النوم بالاعتماد على الأسلوب التجريبى والتقنيات الحديثه.
وجد العلماء أن النوم يتحكم فيه حزمه من الأعصاب التى تنظم افراز الماده الكيميائيه الباعثه للنوم وتسمى هرمون النوم (الميلاتونين) والذى ينظم الساعه البيولوجيه الموجوده فى جسم الانسان ويظبط وقت النوم ووقت الإستيقاظ لكل انسان، ووجدوا أن النوم له فضائل كثيره على الإنسان فهو يعمل على صيانه الجسم وترميمه من الإجهاد النفسى والبدنى التى يتعرض لها أثناء اليقظه، كما أن له مهمه كبيره فى تنظيم النشاط المخى ومساعده الدماغ على أداء وظيفته فى تحسين الذاكره وزياده التركيز.
وهذا ما يفسر نصائح العلماء بأن أفضل وقت للإستذكار قبل النوم حيث يظل المخ فى عمل مستمر أثناء النوم لتثبيت المعلومات وترديدها بشكل يجعلها تخزن فى الذاكره بشكل جيد واسترجاعها بشكل جيد، وقد اهتم العلماء بطبيعه الدوره اليوميه للنوم وكيفيه حدوثها والمراحل التى يمر بها من خلال التخطيط الدماغى EEG وتخطيط العضلات الكهربائى EMG والذى يقيس شدة وعمق النوم خلال الليل.
وتم تحديد دوره النوم من 80الى120 دقيقه يمر خلالها الإنسان بمراحل النوم العديده والتى تبدأ بمرحله الإسترخاء أو ما يطلق عليها(النعاس) وتكون مرحله تمهيديه تساعد فى نقل الانسان من مرحله اليقظه الى وضع النوم ومنها الى مرحله النوم الخفيف الذى يكون فيها الجسم مسترخيا تماما ويفقد النائم سيطرته على الحركه لكن وعيه على الحواف،ثم تأتى مرحله النوم العميق وهى مرحله النوم الحقيقى المريح لجميع وظائف أجهزه الجسم بما فيها الدماغ والذاكره وفى هذه المرحله يصل فيها النائم الى أعمق درجات النوم فيفقد معها الوعى والإراده فضلا عن صعوبه ايقاظه.
وهذه المرحله مهمه جدا لاستعاده الجسم نشاطه، وتجديد خلايا الدم الحمراء، وعمل جهاز المناعه، ومحاربه الأمراض. ثم تنتهى الرحله عند مرحله حركه العين السريعه وتسمى أيضا (بالنوم الحالم) لأن الأحلام تحدث خلاله ويقضى النائم حوالى 25٪من فتره النوم فى هذه المرحله حيث تحدث كل 90 دقيقه طول فتره النوم. فجميعنا نحلم فى نومنا دوما حتى وان لم نتذكر أحلامنا، ويقضى الأطفال الرضع فتره طويله من النوم معظمها فى هذه المرحله.
هنا سنتوقف قليلا لنستكمل رحلتنا فى النوم والأحلام فى مقالنا القادم، ولكن نذكركم أن النوم أحد أهم لذات الحياه. نعشقه لأننا عرفنا كيف نفيق منه أما الموت الأكبر والحقيقى لاندرك لذته لذلك نهابه ونخافه.