تحليل حول انعكاسات تحقيقات الفساد على العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وقطر
تحليل ومتابعة: محمود عبداللطيف
تحقيقات الفساد هل ستلقي بظلالها على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وقطر؟ مخاطر ما حدث على العلاقات المستقبلية بين بروكسل والدوحة؟ القيمة الأخلاقية تحت ضغط الحاجة إلى الواقعية السياسية حتى لا تفسد الشراكة..
و تطرق موقع “ديكود 39” الإيطالي لفضيحة الفساد بالاتحاد الأوروبي حيث سلط الضوء على بعض الآليات الداخلية والعلاقات الخارجية وقواعد الكتلة والتدخل الخارجي.
وكانت السياسية اليونانية إيفا كايلي نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي اتهمت بالفساد في قضية مرتبطة بقطر وتم ايداعها في سجن ببروكسل مع ثلاثة أشخاص آخرين. والقضية تتعلق بمبالغ كبيرة دفعتها الدولة التي استضافت أول بطولة تاريخية لكأس العالم 2022 للتأثير على السياسة الأوروبية.
وأشار الموقع إلى أنه بالنسبة لمعظم المواطنين الأوروبيين لا يجب أن تشكل حقيقة ظهور حالة فساد من داخل المؤسسات الأوروبية مفاجأة كبيرة. و قال 68% من المشاركين في استطلاع على مستوى أوروبا الربيع الماضي أجرته مؤسسة ستاتيستا أن الفساد منتشر في بلادهم.
وذكر الموقع أن قطر تتضرر بشدة حيث إنها في تطور كامل ولم تكن تحت الأضواء الدولية كما في الأسابيع الأخيرة سواء من المواطنين أو السياسيين والمستثمرين. وجاء كأس العالم بعد سلسلة من الأنشطة التي شهدت انخراط المسؤولين الدبلوماسيين القطريين بشكل مباشر في إدارة العلاقات المعقدة للغاية مع حركة طالبان ونيابة عن الأوروبيين مع تراجع موقفهم في منطقة إستراتيجية هي آسيا الوسطى وهي مهمة لأوروبا وحيث يتزايد دور قطر.
وتطرق الموقع لدور قطر في البحث عن طرق لحل أزمة الحرب الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن مونديال كأس العالم بات مناسبة لانتقاد الدوحة بشأن استغلال العمال الذين أسسوا المصانع.
وأشار الموقع إلى الانتقادات التي طالت حفل توزيع الجوائز عندما جعل الأمير تميم نجم البطولة ليو ميسي يرتدي العباءة، حيث رأى البعض إجبار ميسي على ارتداء العباءة التقليدية وسيلة لتختتم البطولة بقوة المال القطري.
وقال إن المقياس الأدبي الصحفي الإيطالي سيجد نفسه أمام الحديث عن ما يطلق عليه “عدالة الساعة” حيث أن أخبار التحقيق جاءت على وجه التحديد بالتزامن مع كأس العالم و مراحله النهائية أيضًا لأن التحركات الأولى كانت تبدو جاهزة بالفعل في الصيف ولكن بعد ذلك أقنع المحققون أنفسهم بانتظار التطورات الأخرى قبل التفويض.
واعتبر الموقع أن الخطر يتمثل في أن ما حدث سيؤدي إلى تعقيدات في العلاقات مع قطر في وقت تكون فيه الدولة مهمة للغاية وخصوصاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وشدد الموقع على أن الدوحة جزء أساسي من تلك المنطقة التي تبني معها بروكسل شراكة استراتيجية جديدة، كما أنها أكثر أهمية كمورد للطاقة. ويعد الغاز الطبيعي المسال القطري جزء من إمدادات الطاقة للدول الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا.
ورجح تزايد أهمية قطر كمصدر موثوق للغاز بفضل “صفقات السوق الفورية” ولكن أيضًا وفقًا لبرنامج توسيع الإنتاج الذي يصل إلى عام 2027 واتفاقيات مدتها خمسة عشر عامًا مثل الاتفاقية الألمانية.
وقال إنه في حال أشركت السلطات البلجيكية الدوحة رسميًا في تحقيقها في فساد أعضاء البرلمان الأوروبي، حينها ستكون برلين و روما مدعوة لاتخاذ خيار سياسي.
واعتبر الموقع أن توسيع محيط القضية إلى المغرب حيث اعترفت كايلي بأنها كانت جزءًا من منظمة تستخدمها الدوحة والرباط للتأثير على الشؤون الأوروبية يفتح الباب أمام سيناريو آخر. وقال إنه في حال كانت قضية أمن الطاقة تقود العلاقات مع الدوحة مع ارتباطها بالاستثمارات المتبادلة ودور موازن في بعض الملفات من أوكرانيا إلى أفغانستان فإن التوازن مع المغرب لشمال إفريقيا مهم.
ودانت قطر التحقيقات التي تجريها بلجيكا. وقال دبلوماسي قطري إن قرار فرض مثل هذه القيود التمييزية التي تحد من الحوار والتعاون، قبل إنتهاء التحقيق سيؤثر سلبا على التعاون الأمني الإقليمي والعالمي، فضلاً عن المحادثات الجارية حول أمن الطاقة العالمي.