تكنولوجياتحقيقات و تقاريرتعليمتنمية بشريةمال واعمالوظائف

تقرير مستقبل الوظائف 2025: الوظائف المستقبلية والمهارات المطلوبة لتحقيقها

تقرير مستقبل الوظائف 2025: الوظائف المستقبلية والمهارات المطلوبة لتحقيقها

كتب د. وائل بدوى

كشف تقرير “مستقبل الوظائف 2025” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عن إعادة تشكيل سوق العمل العالمي بشكل جذري نتيجة للتغيرات التكنولوجية والاقتصادية والديموغرافية. ويشير التقرير إلى أن الاتجاهات الكلية العالمية ستؤدي إلى خلق حوالي 170 مليون وظيفة جديدة خلال هذا العقد، أي ما يعادل 14% من إجمالي الوظائف الحالية.

لكن في المقابل، سيتعرض 92 مليون وظيفة للإلغاء بسبب نفس الاتجاهات، مما يترك صافي زيادة قدرها 78 مليون وظيفة في سوق العمل العالمي.

ما هي الوظائف المستقبلية؟

قام التقرير بتحليل اتجاهات الوظائف بناءً على استطلاع شمل أكثر من 1000 من أكبر أرباب العمل حول العالم، والذين يمثلون 22 قطاعًا صناعيًا وأكثر من 14 مليون عامل. وأسفر التحليل عن تحديد الوظائف التي ستشهد أكبر نمو وأخرى ستنخفض بشكل كبير.

أبرز الوظائف التي ستشهد نموًا كبيرًا

1.العاملون في المزارع: تأتي في صدارة الوظائف المتوقع نموها مع خلق 34 مليون وظيفة إضافية بحلول عام 2030. يعزى ذلك إلى التحولات المرتبطة بالاستدامة البيئية، مثل تقليل انبعاثات الكربون ومعالجة تحديات المناخ.

2.سائقو التوصيل: ازدياد الطلب على خدمات التوصيل بفعل الاقتصاد الرقمي وارتفاع الطلب على التجارة الإلكترونية.

3.مطورو البرمجيات: تزايد الاعتماد على التحول الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة يدفع إلى نمو هذه المهنة بشكل مستمر.

4.عمال البناء: الحاجة إلى تطوير البنية التحتية في الاقتصادات المتنامية.

5.موظفو مبيعات المتاجر: ارتفاع عدد الوظائف نتيجة لزيادة الطلب على الخدمات المباشرة في التجزئة.

كما يشهد قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية نموًا واضحًا بسبب شيخوخة السكان، مما يرفع الطلب على الوظائف مثل الممرضين والعاملين الاجتماعيين.

المهارات المطلوبة للوظائف المستقبلية

يتوقع أرباب العمل أن 39% من المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل ستتغير بحلول عام 2030. وهذا يعكس درجة كبيرة من التحول، ولكن بنسب أقل مقارنة بـ44% في عام 2023.

المهارات الأكثر أهمية

1.المهارات التكنولوجية:

•الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

•الشبكات والأمن السيبراني.

•المعرفة التقنية والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

2.المهارات الإنسانية:

•التفكير الإبداعي.

•المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات.

•الفضول والتعلم المستمر.

3.مهارات القيادة والتأثير الاجتماعي:

•إدارة المواهب.

•التفكير التحليلي.

•الفهم البيئي والاستدامة.

مبادرات لمواجهة التحديات

يشير التقرير إلى أن الشركات العالمية تستثمر بشكل متزايد في برامج إعادة التأهيل والتطوير المهني لتجهيز العمال بالمهارات اللازمة للتكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة. كما يعمل المنتدى الاقتصادي العالمي على مبادرات مثل ثورة إعادة التأهيل الوظيفي للمساعدة في إعداد القوى العاملة للمستقبل.

التحديات التي تواجه سوق العمل المستقبلي

على الرغم من الفرص الكبيرة التي يقدمها التحول في سوق العمل، هناك العديد من التحديات التي يجب التصدي لها لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرص:

1.الفجوة في المهارات:

لا يزال هناك نقص في المهارات المتقدمة التي يتطلبها سوق العمل المستقبلي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني.

2.التفاوت الإقليمي:

تركز فرص العمل الجديدة غالبًا في الدول المتقدمة، مما يعمق الفجوة بين الدول النامية والمتقدمة.

3.التكنولوجيا والاستبدال الوظيفي:

على الرغم من خلق وظائف جديدة، فإن الاعتماد المتزايد على الأتمتة قد يؤدي إلى فقدان ملايين الوظائف التقليدية، مما يخلق ضغوطًا اقتصادية واجتماعية.

4.التحديات البيئية:

مع تزايد التركيز على التحول الأخضر، تحتاج الأسواق إلى التكيف مع متطلبات جديدة لتحقيق أهداف الاستدامة.

دور الحكومات والمؤسسات التعليمية

للتغلب على هذه التحديات، يجب على الحكومات والمؤسسات التعليمية وشركات القطاع الخاص اتخاذ خطوات استباقية لضمان التكيف مع المتغيرات:

•إصلاح النظم التعليمية:

تطوير المناهج الدراسية لتشمل المهارات المستقبلية مثل التفكير الإبداعي، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي.

•تعزيز التدريب المهني:

إطلاق برامج تدريب مستمرة للعاملين، مما يمكنهم من اكتساب مهارات جديدة ويضمن استدامة الوظائف.

•تعزيز الشمولية:

ضمان أن تكون الفرص متاحة لجميع الفئات السكانية، بما في ذلك النساء والأقليات والفئات المهمشة.

النظرة المستقبلية لسوق العمل

مع تزايد الاستثمار في التكنولوجيا والتحول الأخضر، فإن سوق العمل في عام 2030 سيكون مختلفًا تمامًا عما نعرفه اليوم. الوظائف لن تكون فقط محصورة في القطاعات التقليدية، بل ستشمل أدوارًا مبتكرة تعتمد على الإبداع والتكنولوجيا.

سيكون النجاح في هذا السوق مرهونًا بقدرة الأفراد على التعلم المستمر، ومواكبة التغيرات، وتطوير المهارات التي تتماشى مع احتياجات الاقتصاد العالمي الجديد.

الاستنتاج

في ظل التحولات الجذرية في سوق العمل، سيظل الاستثمار في تطوير المهارات التقنية والإنسانية أمرًا حيويًا لتحقيق النجاح. ومع استمرار الشركات والحكومات في دعم المبادرات التعليمية والتدريبية، فإن مستقبل الوظائف سيعتمد بشكل كبير على قدرة الأفراد على التكيف مع هذه التغيرات.

في النهاية، مستقبل العمل لا يتعلق فقط بالوظائف، بل أيضًا بالإنسان وقدرته على الابتكار والتكيف مع عالم دائم التغير.

التحضير لمزيج متوازن بين المهارات التقنية والإنسانية سيكون المفتاح للنجاح في سوق العمل المستقبلي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى