آراء حره

دور مصر في دعم القضية الفلسطنية

 بقلم : د.احمد ممدوح 

 

منذ ضرب مشروع محمد علي في سوريا والقوى الإقليمية تعمل على عزل مصرعن سوريا والمشرق العربي ، فاقم ذلك فشل تجربة الوحدة السورية المصرية ١٩٥٨م، رغم أن عرب المشرق يعتبرون القاهرة عاصمتهم الحضارية منذ ثورة عرابي وسعد زغلول خاصة بعد أن عثرت على هويتها العربية إثر الحرب العالمية الثانية ، وتنبهت لدورها في محيط أمتها ، تجلى ذلك واضحاً في تداخل مطالب مصر في الاستقلال مع القضية الفلسطينية حيث كشفت الوثائق البريطانية كيف أن الحركة الصهيونية بذلت جهوداً للحيلولة دون اتفاق بين مصر وبريطانيا على معاهدة جديدة تستقر بها الأمور في البلدين قبل أن تقوم الدولة اليهودية في فلسطين.

 

لقد كان اشتراك مصر في مؤتمر فلسطين ١٩٣٨م، نقطة تحول بارزة في سياستها ، وأن المؤتمر انعقد على خلفية وقائع ثورة ١٨٣٦م، التي هزت فلسطين وما جاورها من البلدان العربية وكانت بحق ثورة شعبية قادهما مفتي القدس الحاج أمين الحسيني وعز الدين القسام وجمال الحسيني ورشيد الحاج ابراهيم وألفرد روك وراغب النشاشيبي وكثيرون من القادة الميدانيين أمثال الشيخ سليمان المحمود الذي كان لاجئاً في مخيم اليرموك في دمشق .

في تلك الفترة خطا الملك فاروق الشاب خطوته الأولى بدءاً من باريس التي كان الحاج أمين الحسيني مختبئاً فيها بعد أن هرب من العراق إلى إيران ثم تركيا فإيطاليا ثم ألمانيا حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بخسارتها.

 

كان السفير المصري في باريس محمود فخري باشا نسيب الملك يحاول العثور على الحاج أمين والتقاه فعلاً ليخبره بأن الملك فاروق يرحب به في مصر ، عندها استطاع مفتي القدس أن يتدبر أموره ويصل إلى مرسيليا ثم يستقل منها باخرة إلى الاسكندرية رغم محاولة عملاء الوكالة اليهودية خطفه ، وهكذا حلّ الحاج أمين الحسيني ضيفاً على الملك في مزرعته بانشاص ، ثم دعا الملك نفسه إلى أول قمة عربية في المزرعة نفسها، وكانت بداية لأول عمل عربي مشترك يتصدى لما يجري في فلسطين ، في هذا المؤتمر رحب الرؤساء العرب بمفتي القدس حتى أن الملك عبدالله ملك الأردن لم يبد اعتراضاً في البداية رغم أنه قال بعدها عنه : إن هذا الرجل لم يظهر في بلد إلا وحلّت المصائب فيه ، تصدى لثورة فلسطين ففشلت الثورة ، خرج إلى العراق فقامت فيه حركة رشيد عالي الكيلاني وضربها الانجليز ، خرج إلى طهران فإذا رضا خان يفقد عرشه ، وينفى إلى جنوب أفريقيا ، ثم ذهب إلى إيطاليا فسقط موسوليني ، وتوجه إلى برلين فإذا الجيش الألماني يهزم ، وهتلر يضطر إلى الانتحار .

 

ورغم مافي هذا القول من التجني على المفتي إلا أن الملك فاروق سارع إلى الدفاع عنه قائلاً إلا أنه جاء إلى مصر ولم يحدث فيها شيء ، لكن الملك عبدالله أجابه قائلاً : يابني لقد جاءتها الكوليرا .

 

منذ ذلك الوقت كان واضحاً التأثير العربي لمصر والذي أبرز يومها إرادةً عربية موحدة.

 

ولقد تم إنشاء الهيئة العربية الفلسطينية تحت زعامة المفتي واتخذت من القاهرة مقراً لها حتى جاءت الحقبة الناصرية والتي كان لها دورا كبيرا في دعم القضية الفلسطينية، واعتبرها عبدالناصر وبقية القادة العرب أنها القضية الأساسية الأولى ، ولازالت مصر حتى اليوم تلعب دوراً مفصلياً في حل مشاكل الفلسطينيين ، وهاهي اليوم تحاول استعادة وحدة الصف الفلسطيني وطي صفحة الانقسام الذي تسبب لهم فيه محور الممانعة الإيراني حيث تسعى إسرائيل إلى تكريس انفصال قطاع غزة عن القدس والضفة الغربية وإخراجه من معادلة الصراع ، الأمر الذي يتيح لها مشاريع تهويد القدس وتكريس الوقائع الاستيطانية على الأرض للقضاء على أي محاولة لبناء دولة فلسطينية.

 

بالطبع، كانت قضية فلسطين بالنسبة للمصريين شغلهم الشاغل منذ البداية، حتى أن المظاهرات والاضرابات فيها لم تتوقف منذ بداية الثورة الفلسطينية.

 

 إن مصر اليوم استطاعت أن تجمع في شرم الشيخ قادة أوروبا. وهاهي اليوم تجمع قادة كل الفصائل الفلسطينية لحوار وطني شامل لايقوم على تقاسم النفوذ والحصص.

 

ولقد حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة التصعيد الحالي في قطاع غزة. مشدداً على أن مصر «لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وأنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف».

 

وأكد السيسي أن بلاده «تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية»، مشيراً في تصريحات (الثلاثاء) إلى أن مصر «تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقناً لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

 

وقال الرئيس المصري إن «مصر تؤكد أن (السلام العادل والشامل)، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني». مضيفاً أن «مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية».

 

وأعرب السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية «عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية». وبشأن جهود بلاده لتحقيق التهدئة، قال الرئيس المصري إننا «نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين».

 

وفي وقت تتزايد فيه المخاوف من نزوج جماعي فلسطيني نحو الحدود المصرية مع قطاع غزة، شدد الرئيس السيسي على أنه «لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعياً بتعقيدات الموقف ومدركاً لحجم التهديد».

[١٢/‏١١ ٦:٠٧ م] اعلامي سفيردكتوراحمدعمارة:  دور مصر في دعم القضية الفلسطينية

 

بقلم : د.احمد ممدوح ” احمد عمارة “

 

منذ ضرب مشروع محمد علي في سوريا والقوى الإقليمية تعمل على عزل مصرعن سوريا والمشرق العربي ، فاقم ذلك فشل تجربة الوحدة السورية المصرية ١٩٥٨م، رغم أن عرب المشرق يعتبرون القاهرة عاصمتهم الحضارية منذ ثورة عرابي وسعد زغلول خاصة بعد أن عثرت على هويتها العربية إثر الحرب العالمية الثانية ، وتنبهت لدورها في محيط أمتها ، تجلى ذلك واضحاً في تداخل مطالب مصر في الاستقلال مع القضية الفلسطينية حيث كشفت الوثائق البريطانية كيف أن الحركة الصهيونية بذلت جهوداً للحيلولة دون اتفاق بين مصر وبريطانيا على معاهدة جديدة تستقر بها الأمور في البلدين قبل أن تقوم الدولة اليهودية في فلسطين.

 

لقد كان اشتراك مصر في مؤتمر فلسطين ١٩٣٨م، نقطة تحول بارزة في سياستها ، وأن المؤتمر انعقد على خلفية وقائع ثورة ١٨٣٦م، التي هزت فلسطين وما جاورها من البلدان العربية وكانت بحق ثورة شعبية قادهما مفتي القدس الحاج أمين الحسيني وعز الدين القسام وجمال الحسيني ورشيد الحاج ابراهيم وألفرد روك وراغب النشاشيبي وكثيرون من القادة الميدانيين أمثال الشيخ سليمان المحمود الذي كان لاجئاً في مخيم اليرموك في دمشق .

في تلك الفترة خطا الملك فاروق الشاب خطوته الأولى بدءاً من باريس التي كان الحاج أمين الحسيني مختبئاً فيها بعد أن هرب من العراق إلى إيران ثم تركيا فإيطاليا ثم ألمانيا حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بخسارتها.

 

كان السفير المصري في باريس محمود فخري باشا نسيب الملك يحاول العثور على الحاج أمين والتقاه فعلاً ليخبره بأن الملك فاروق يرحب به في مصر ، عندها استطاع مفتي القدس أن يتدبر أموره ويصل إلى مرسيليا ثم يستقل منها باخرة إلى الاسكندرية رغم محاولة عملاء الوكالة اليهودية خطفه ، وهكذا حلّ الحاج أمين الحسيني ضيفاً على الملك في مزرعته بانشاص ، ثم دعا الملك نفسه إلى أول قمة عربية في المزرعة نفسها، وكانت بداية لأول عمل عربي مشترك يتصدى لما يجري في فلسطين ، في هذا المؤتمر رحب الرؤساء العرب بمفتي القدس حتى أن الملك عبدالله ملك الأردن لم يبد اعتراضاً في البداية رغم أنه قال بعدها عنه : إن هذا الرجل لم يظهر في بلد إلا وحلّت المصائب فيه ، تصدى لثورة فلسطين ففشلت الثورة ، خرج إلى العراق فقامت فيه حركة رشيد عالي الكيلاني وضربها الانجليز ، خرج إلى طهران فإذا رضا خان يفقد عرشه ، وينفى إلى جنوب أفريقيا ، ثم ذهب إلى إيطاليا فسقط موسوليني ، وتوجه إلى برلين فإذا الجيش الألماني يهزم ، وهتلر يضطر إلى الانتحار .

 

ورغم مافي هذا القول من التجني على المفتي إلا أن الملك فاروق سارع إلى الدفاع عنه قائلاً إلا أنه جاء إلى مصر ولم يحدث فيها شيء ، لكن الملك عبدالله أجابه قائلاً : يابني لقد جاءتها الكوليرا .

 

منذ ذلك الوقت كان واضحاً التأثير العربي لمصر والذي أبرز يومها إرادةً عربية موحدة.

 

ولقد تم إنشاء الهيئة العربية الفلسطينية تحت زعامة المفتي واتخذت من القاهرة مقراً لها حتى جاءت الحقبة الناصرية والتي كان لها دورا كبيرا في دعم القضية الفلسطينية، واعتبرها عبدالناصر وبقية القادة العرب أنها القضية الأساسية الأولى ، ولازالت مصر حتى اليوم تلعب دوراً مفصلياً في حل مشاكل الفلسطينيين ، وهاهي اليوم تحاول استعادة وحدة الصف الفلسطيني وطي صفحة الانقسام الذي تسبب لهم فيه محور الممانعة الإيراني حيث تسعى إسرائيل إلى تكريس انفصال قطاع غزة عن القدس والضفة الغربية وإخراجه من معادلة الصراع ، الأمر الذي يتيح لها مشاريع تهويد القدس وتكريس الوقائع الاستيطانية على الأرض للقضاء على أي محاولة لبناء دولة فلسطينية.

 

بالطبع، كانت قضية فلسطين بالنسبة للمصريين شغلهم الشاغل منذ البداية، حتى أن المظاهرات والاضرابات فيها لم تتوقف منذ بداية الثورة الفلسطينية.

 

 إن مصر اليوم استطاعت أن تجمع في شرم الشيخ قادة أوروبا. وهاهي اليوم تجمع قادة كل الفصائل الفلسطينية لحوار وطني شامل لايقوم على تقاسم النفوذ والحصص.

 

ولقد حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة التصعيد الحالي في قطاع غزة. مشدداً على أن مصر «لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وأنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف».

 

وأكد السيسي أن بلاده «تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية»، مشيراً في تصريحات (الثلاثاء) إلى أن مصر «تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقناً لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

 

وقال الرئيس المصري إن «مصر تؤكد أن (السلام العادل والشامل)، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني». مضيفاً أن «مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية».

 

وأعرب السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية «عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية». وبشأن جهود بلاده لتحقيق التهدئة، قال الرئيس المصري إننا «نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين».

 

وفي وقت تتزايد فيه المخاوف من نزوج جماعي فلسطيني نحو الحدود المصرية مع قطاع غزة، شدد الرئيس السيسي على أنه «لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعياً بتعقيدات الموقف ومدركاً لحجم التهديد».

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى