رحلة الحيرة: كيف اختارت ليلى تخصصها بين هندسة الحاسبات وعلوم الحاسبات والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني والقرصنة الأخلاقية والشبكات والهندسة الطبية الحيوية والمعلوماتية
كتب د وائل بدوى
في صباح يوم مشمس من شهر سبتمبر، جلست ليلى في غرفة المعيشة بمنزلها، تفكر بعمق في مستقبلها الأكاديمي. كانت قد تخرجت من المدرسة الثانوية بامتياز، وكل من حولها كانوا يتوقعون منها أن تختار التخصص الأمثل الذي يتناسب مع قدراتها وطموحاتها. ولكن مع كل تلك الخيارات المتاحة، وجدت نفسها في حيرة شديدة.
قررت ليلى زيارة الجامعة للمشاركة في فعالية تعريفية عن التخصصات المختلفة. دخلت إلى قاعة المحاضرات الكبيرة، حيث استقبلها الدكتور سامي بابتسامة ودية. بدأ الدكتور سامي بالتحدث عن التخصصات المتاحة في الجامعة، وكلما تحدث عن تخصص، شعرت ليلى بأنها تزداد حيرة.
“هندسة الحاسبات،” بدأ الدكتور سامي، “تخصص يركز على تصميم وتطوير الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر. إذا كنت تستمتعين بالعمل مع الأجهزة وتطوير التكنولوجيا المادية، فقد يكون هذا التخصص مناسبًا لك.”
فكرت ليلى: “أحببت مادة الفيزياء والإلكترونيات في المدرسة، لكن هل هذا يكفي لاتخاذ قرار؟”
“علوم الحاسبات،” تابع الدكتور سامي، “تركز على البرمجة، تطوير الخوارزميات، وإدارة البيانات. إذا كنت تحبين البرمجة وحل المشكلات الرياضية، فقد تجدين نفسك مناسبة لهذا التخصص.”
هزت ليلى رأسها قليلاً: “البرمجة تبدو مثيرة، لكن ماذا عن باقي التخصصات؟”
“لننتقل إلى الذكاء الاصطناعي،” قال الدكتور سامي، “وهو مجال موجه نحو تطوير الأنظمة التي يمكنها التعلم واتخاذ القرارات بذكاء.”
شعرت ليلى بشيء من الإثارة، فهي قد سمعت كثيرًا عن الذكاء الاصطناعي وإمكانياته.
“أما علوم البيانات،” استمر الدكتور سامي، “فهي تركز على تحليل البيانات الضخمة واستخراج المعلومات منها.”
فكرت ليلى: “أحببت الرياضيات والإحصاء في المدرسة، ربما يكون هذا مناسبًا لي.”
“وفي عالم اليوم المتصل، الأمن السيبراني أصبح أكثر أهمية،” قال الدكتور سامي، “يهدف هذا المجال إلى حماية الأنظمة والشبكات من الهجمات السيبرانية.”
“أحب فكرة حماية المعلومات، لكن هل هذا هو ما أريده حقًا؟”
“بالإضافة إلى ذلك، لدينا القرصنة الأخلاقية التي تركز على اختبار اختراق الأنظمة لاكتشاف الثغرات الأمنية.”
ابتسمت ليلى قليلاً، فقد بدت فكرة القرصنة مثيرة وغامضة.
“وأخيرًا، لدينا الهندسة الطبية الحيوية والمعلوماتية،” أنهى الدكتور سامي حديثه، “تخصصات تجمع بين التكنولوجيا والعلوم الطبية، وتطبيق تكنولوجيا المعلومات لتحسين الحياة اليومية.”
بعد انتهاء المحاضرة، شعرت ليلى بأنها تحتاج إلى المزيد من التوجيه. قررت التحدث مع مستشار التوجيه الأكاديمي في الجامعة.
قال المستشار بحكمة: “ليلى، من المهم أن تفكري في اهتماماتك وشغفك. اسألي نفسك ما هي المواد التي كنت تحبينها في المدرسة؟ ما هي الأنشطة التي تجلب لك السعادة؟ تحدثي إلى أساتذة وطلاب في التخصصات المختلفة، احضري بعض المحاضرات، وحاولي اكتساب بعض الخبرة العملية من خلال التدريبات أو المشاريع.”
بعد أسابيع من التفكير والمشاورات، بدأت ليلى تشعر بالوضوح. قررت الانضمام إلى نادي البرمجة في الجامعة واكتسبت بعض الخبرة من خلال مشاريع صغيرة. وجدت نفسها تستمتع بتحديات البرمجة وحل المشكلات.
وفي يوم من الأيام، بينما كانت تعمل على مشروع صغير للذكاء الاصطناعي، شعرت ليلى بأنها وجدت ما كانت تبحث عنه. قررت اختيار تخصص علوم الحاسبات، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
بدأت ليلى فصلها الدراسي الأول بشعور من الثقة والحماس. كل يوم كان مليئًا بالتحديات الجديدة، لكنها شعرت بأنها في المكان الصحيح. اختارت مسارًا يجمع بين شغفها بالرياضيات، البرمجة، والذكاء الاصطناعي.
من خلال رحلتها في البحث عن التخصص المناسب، تعلمت ليلى أن الحيرة والتخبط جزء طبيعي من عملية اتخاذ القرار. الأهم هو الاستماع إلى النفس، البحث عن المعلومات، وتجربة الأشياء الجديدة. ومع الوقت، سيصبح الطريق أكثر وضوحًا.
في نهاية المطاف، وجدت ليلى طريقها، وبدأت رحلتها الأكاديمية بروح جديدة، مليئة بالأمل والتطلع لمستقبل مشرق.
كلمه المؤلف
هذه القصة هي دعوة للتأمل في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية. وتمثل هذه القصة رحلة خيالية في عالم الذكاء الاصطناعي، تأخذ القارئ في مغامرة لاستكشاف إمكانيات هذه التكنولوجيا وتأثيراتها المحتملة على مستقبلنا. من خلال أحداثها، نسعى لنشر الوعي وتقديم نظرة متوازنة حول فوائد الذكاء الاصطناعي والتحديات التي قد تواجهنا.
الأحداث والشخصيات المذكورة في هذه القصة هي ثمرة خيال المؤلف ولا تمثل أو تشير إلى أشخاص أو أحداث حقيقية. أي تشابه مع الواقع هو محض صدفة. ندعو القارئ للاستمتاع بالقصة، مع الاحتفاظ بفكرة أنها تمثل رؤية المؤلف الشخصية للمستقبل، مستندة إلى بحوثه ومعرفته في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.