تكنولوجياآراء حره

رحلة مصر نحو الطاقة المتجددة: نحو الريادة الإقليمية

رحلة مصر نحو الطاقة المتجددة: نحو الريادة الإقليمية

كتب د وائل بدوي

أصبحت مصر لاعبًا أساسيًا في سوق الطاقة المتجددة الإقليمي، خاصة في مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين. من خلال أهداف طموحة ومبادرات استراتيجية، تسعى البلاد إلى تحقيق مزيج طاقة متنوع ونظيف يلبّي احتياجات المستقبل ويعزز مرونة الاقتصاد. وأكدت مصر التزامها بالطاقة المستدامة خلال قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، ما جذب اهتمامًا واستثمارًا دوليًا كبيرًا نحو مشروعات الطاقة الخضراء.

تمثل مصر واحدة من أهم الأسواق الإقليمية للطاقة المتجددة في إفريقيا، حيث شهدت تطورات ملموسة في مشروعات الطاقة النظيفة والانتقال نحو مصادر الطاقة المستدامة. لعبت مصر دورًا بارزًا في استضافة قمة COP27 للمناخ في شرم الشيخ عام 2022، والتي أسفرت عن إعلان مشاريع ضخمة، منها مزرعة الرياح بقدرة 10 جيجاوات التي تنفذها شركة مصدر الإماراتية، مما يبرز التزام مصر بالطاقة المتجددة وتعزيز الاستثمار في هذا القطاع.

هدف مصر للطاقة المتجددة حسب السنة: يُظهر هذا الرسم البياني تطور مصر نحو زيادة حصة الطاقة المتجددة في إجمالي مزيج الكهرباء، بهدف الوصول إلى 60٪ بحلول عام 2040.الوصول المتوقع للكهرباء في إفريقيا (في المناطق الريفية والحضرية): يوضح هذا الرسم البياني الزيادة المتوقعة في الوصول إلى الكهرباء عبر إفريقيا، مع هدف الوصول إلى نسبة 75٪ بحلول عام 2040.
هدف مصر للطاقة المتجددة حسب السنة: يُظهر هذا الرسم البياني تطور مصر نحو زيادة حصة الطاقة المتجددة في إجمالي مزيج الكهرباء، بهدف الوصول إلى 60٪ بحلول عام 2040.
الوصول المتوقع للكهرباء في إفريقيا (في المناطق الريفية والحضرية): يوضح هذا الرسم البياني الزيادة المتوقعة في الوصول إلى الكهرباء عبر إفريقيا، مع هدف الوصول إلى نسبة 75٪ بحلول عام 2040.

هدف مصر للطاقة المتجددة حسب السنةيُظهر هذا الرسم البياني تطور مصر نحو زيادة حصة الطاقة المتجددة في إجمالي مزيج الكهرباء، بهدف الوصول إلى 60٪ بحلول عام 2040.

الوصول المتوقع للكهرباء في إفريقيا (في المناطق الريفية والحضرية): يوضح هذا الرسم البياني الزيادة المتوقعة في الوصول إلى الكهرباء عبر إفريقيا، مع هدف الوصول إلى نسبة 75٪ بحلول عام 2040.

 

جهود مصر نحو التحول إلى الطاقة المتجددة

تسعى الحكومة المصرية لتحقيق طموحها بأن تشكل الطاقة المتجددة 42٪ من إجمالي إمدادات الكهرباء بحلول عام 2030، مع زيادتها إلى 60٪ بحلول عام 2040. ولتحقيق ذلك، تعمل مصر على تطوير مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتوسيع شبكة الربط الكهربائي مع دول الجوار، بما في ذلك الأردن والسودان وليبيا، بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي الجاري مع السعودية والتخطيط لربط كهربائي مع أوروبا.

نظرة عامة على قطاع الطاقة في مصر

تتنوع مصادر الطاقة في مصر، حيث تعتمد بشكل رئيسي على الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة والنفط. في عام 2021، كان توزيع إنتاج الكهرباء في مصر على النحو التالي:

  • الغاز الطبيعي: حوالي 81٪
  • مصادر الطاقة المتجددة والمصادر منخفضة الكربون: 11.5٪
  • النفط: 7٪

شهدت مصر في السنوات الأخيرة استثمارات كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة، ومن أبرز هذه المشاريع “مجمع بنبان للطاقة الشمسية”، الذي يُعد واحدًا من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بقدرة إجمالية تبلغ 1.65 جيجاوات.

تهدف مصر إلى أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 42٪ من مزيج الطاقة لديها بحلول عام 2040، مما يعكس التزامها بالتحول نحو الطاقة النظيفة.

دور مصر كمركز إقليمي للطاقة

تطمح مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، وهو ما يتطلب تحديث شبكة توزيع الكهرباء لجعلها أكثر كفاءة واستدامة. على الرغم من التحديات الاقتصادية الناتجة عن تقلبات قيمة الجنيه المصري، تعمل مصر على تعزيز الاستثمارات الأجنبية والمحلية في قطاع الطاقة، مع التركيز على الاستفادة من قوانين وتشريعات مشجعة مثل قانون الطاقة المتجددة رقم 203 لعام 2014 وقانون الكهرباء الجديد رقم 87 لعام 2015.

تأثير مصر على قطاع الطاقة الإفريقي

من خلال مشاركة مصر في قمة إفريقيا للطاقة 2024، والتي ستقام في كيغالي برواندا، تتاح لها فرصة لمشاركة خبراتها وتجاربها في مشروعات الطاقة المتجددة ودعم التعاون بين الدول الإفريقية. يمثل المعرض أيضًا فرصة لمصر لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة ونقل تجربتها في الطاقة النظيفة إلى الدول المجاورة، مما يسهم في تحقيق أهداف الطاقة المستدامة على مستوى القارة.

تطورات كبرى في مجال الطاقة المتجددة

من بين أبرز الإعلانات في COP27 كان مشروع مزرعة رياح بقدرة 10 جيجاوات، الذي تنفذه شركة “مصدر” الإماراتية، ما يعكس جاذبية مصر المتزايدة للمستثمرين الدوليين. يأتي هذا الاستثمار ضمن استراتيجية مصر لتحقيق 42٪ من طاقتها الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2030، مع طموح رفع النسبة إلى 60٪ بحلول عام 2040. وقد بلغت نسبة الطاقة المتجددة في عام 2022 نحو 10٪، ومن المتوقع أن تزداد بسرعة مع دخول المشاريع الجديدة حيز التنفيذ.

بالإضافة إلى هذه المشاريع المتجددة، تطمح مصر لتعزيز دورها في الطاقة النووية كمصدر آخر منخفض الكربون. فقد بدأ بناء أول محطة نووية مصرية في منتصف عام 2022 على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث من المتوقع أن تساهم في تنويع مزيج الطاقة في البلاد ودعم رحلة مصر نحو اقتصاد منخفض الكربون وآمن من ناحية الطاقة.

تشهد مصر تطوراً كبيراً في قطاع الطاقة الشمسية، وذلك ضمن جهودها للتحول نحو الطاقة المتجددة. ومن أبرز مشاريع الطاقة الشمسية في مصر:

  1. مجمع بنبان للطاقة الشمسية
  • الموقع: محافظة أسوان.
  • القدرة الإنتاجية: يُعد مجمع بنبان أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل إلى 1.65 جيجاوات.
  • الوصف: يتألف المجمع من عدة محطات توليد طاقة شمسية تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير الكهرباء لحوالي مليون منزل. يُعد هذا المشروع مثالًا للتعاون بين الحكومة المصرية والبنك الدولي ومؤسسات استثمارية أخرى.
  1. محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية
  • الموقع: قرب مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان.
  • القدرة الإنتاجية: حوالي 200 ميجاوات.
  • الوصف: يهدف المشروع إلى تلبية جزء كبير من احتياجات مصر من الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة المتجددة، بدعم من مؤسسة التمويل الدولية.
  1. محطة الزعفرانة للطاقة الشمسية
  • الموقع: منطقة الزعفرانة على ساحل البحر الأحمر.
  • القدرة الإنتاجية: حوالي 50 ميجاوات.
  • الوصف: تُعتبر من أوائل المشاريع الكبرى للطاقة الشمسية في مصر وتساهم في توفير الطاقة النظيفة.
  1. محطة سيدي كرير للطاقة الشمسية
  • الموقع: سيدي كرير، محافظة الإسكندرية.
  • الوصف: تعمل الحكومة المصرية على تطوير هذه المحطة بهدف تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة، وتلبية احتياجات المناطق الساحلية من الكهرباء.
  1. مشاريع صغيرة للطاقة الشمسية على أسطح المنازل والمباني العامة
  • تقوم الحكومة بتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة للطاقة الشمسية على أسطح المباني السكنية والتجارية، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير التكاليف.

أهداف هذه المشاريع

تأتي هذه المشاريع ضمن استراتيجية مصر للوصول إلى 42% من إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وذلك بهدف:

  • تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
  • خفض الانبعاثات الكربونية.
  • تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة وتعزيز استقلال الطاقة في مصر.

تعمل مصر على جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع الطاقة المتجددة، مما يجعلها مركزاً إقليمياً للطاقة النظيفة في المنطقة. وتعمل مصر على تطوير عدة مشاريع كبيرة للطاقة الرياح ضمن استراتيجيتها لتعزيز إنتاج الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ومن أبرز مشاريع طاقة الرياح في مصر:

  1. مزرعة الرياح في جبل الزيت
  • الموقع: منطقة جبل الزيت، على ساحل البحر الأحمر.
  • القدرة الإنتاجية: حوالي 580 ميجاوات.
  • الوصف: تُعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتتألف من أكثر من 300 توربينة رياح. تتميز هذه المزرعة بموقعها المتميز الذي يوفر رياح قوية ومستدامة، مما يعزز إنتاج الطاقة على مدار العام.
  1. مزرعة الرياح في خليج السويس
  • الموقع: خليج السويس.
  • القدرة الإنتاجية: حوالي 250 ميجاوات (مع خطط للتوسع).
  • الوصف: تعتبر هذه المزرعة جزءاً من خطة أكبر لتطوير مزارع الرياح على طول خليج السويس، بدعم من عدة مؤسسات دولية.
  1. مشروع الرياح بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية
  • الوصف: ضمن شراكة استراتيجية بين الحكومة المصرية وشركة سيمنز الألمانية، يتم العمل على تطوير عدة مشاريع ريحية بقدرة إجمالية تصل إلى 2 جيجاوات، موزعة على مواقع متعددة.
  1. مشروع رياح رأس غارب
  • الموقع: رأس غارب، على ساحل البحر الأحمر.
  • القدرة الإنتاجية: حوالي 262.5 ميجاوات.
  • الوصف: يعتبر مشروع رياح رأس غارب من المشاريع الريحية الكبيرة التي نفذتها مصر بالتعاون مع شركات أجنبية، ويعتمد بالكامل على تمويل القطاع الخاص.
  1. مشروع الرياح في غرب النيل
  • الموقع: في منطقة غرب النيل.
  • الوصف: تسعى الحكومة المصرية لتطوير مشاريع ريحية جديدة غرب النيل، مما يساعد على تقليل العبء على الشبكة الكهربائية الوطنية ويعزز إنتاج الطاقة المتجددة في تلك المنطقة.

أهداف مشاريع طاقة الرياح في مصر

تأتي هذه المشاريع كجزء من خطة مصر للوصول إلى 42% من إجمالي إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وتشمل الأهداف الأساسية لهذه المشاريع:

  • تحقيق استقلالية في قطاع الطاقة وتوفير موارد محلية مستدامة.
  • تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية.
  • تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة المتجددة وجذب الاستثمارات الدولية في هذا القطاع.

دعم وتمويل المشاريع

تتلقى مشاريع طاقة الرياح في مصر دعمًا من مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، مما يساعد في تحقيق تلك المشاريع بنجاح ويعزز استدامة القطاع في المدى البعيد. وتسعى مصر إلى توسيع إنتاج الطاقة النظيفة بشكل متزايد، عبر استراتيجيات ومشاريع متعددة تشمل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الهيدروجين الأخضر، وحتى الطاقة النووية، لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وفيما يلي بعض الطرق التي تتبعها مصر لتحقيق هذا التوسع:

  1. تطوير مشاريع طاقة شمسية كبرى
  • مشروع بنبان للطاقة الشمسية: يُعد واحدًا من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.65 جيجاوات، ويقع في محافظة أسوان.
  • مشاريع أخرى للطاقة الشمسية: تشمل محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية بقدرة 200 ميجاوات، إضافة إلى مشاريع صغيرة على أسطح المباني والمنازل.
  1. الاستثمار في طاقة الرياح
  • مزارع الرياح الكبرى: تشمل مشاريع مثل مزرعة الرياح في جبل الزيت بقدرة 580 ميجاوات، ومزرعة الرياح في رأس غارب بقدرة 262.5 ميجاوات، إضافة إلى شراكات مع شركات دولية مثل شركة سيمنز الألمانية لتطوير مزارع رياح جديدة.
  • توسيع طاقة الرياح في خليج السويس وغرب النيل: استغلال المناطق ذات الرياح القوية لتوفير إمدادات مستدامة للطاقة.
  1. الهيدروجين الأخضر
  • إنتاج الهيدروجين الأخضر: تعمل مصر على تطوير أول منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بدعم من شركات دولية كجزء من استراتيجيتها لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، والذي يعتبر وقود المستقبل.
  1. مشروع الطاقة النووية
  • محطة الضبعة النووية: محطة الضبعة تقع على ساحل البحر المتوسط وتُعد أول مشروع نووي في مصر، بقدرة إجمالية تصل إلى 4.8 جيجاوات. يسهم المشروع في توفير طاقة نظيفة ومستدامة دون انبعاثات كربونية.
  1. تعزيز الربط الكهربائي الإقليمي
  • شبكات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة: تشمل الأردن، السودان، وليبيا، بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي الجاري مع السعودية وخطط محتملة لربط الشبكة مع أوروبا. يهدف هذا الربط إلى تبادل الطاقة ودعم استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والدول المجاورة.
  1. التشريعات والدعم المالي
  • القوانين الداعمة للاستثمار: مثل قانون الطاقة المتجددة رقم 203 لعام 2014 وقانون الكهرباء الجديد رقم 87 لعام 2015، حيث تقدم هذه التشريعات الحوافز وتسهيلات للمستثمرين.
  • الدعم من المؤسسات الدولية: تحصل مصر على دعم مالي وفني من مؤسسات دولية كالبنك الدولي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وغيرهم لتعزيز قدراتها في الطاقة النظيفة.
  1. تحسين البنية التحتية وتحديث شبكة الكهرباء
  • تطوير شبكة النقل والتوزيع: تحسين كفاءة شبكات توزيع ونقل الكهرباء لتجنب الفاقد الكهربائي وضمان استقرار التيار الكهربائي، بما يتماشى مع زيادة استخدام الطاقة المتجددة.
  1. التعاون مع القطاع الخاص
  • الشراكات بين القطاعين العام والخاص: تحفيز الشركات المحلية والدولية على الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة، مما يسهم في تسريع عملية التحول إلى مصادر الطاقة المستدامة.

الأهداف المستقبلية

تطمح مصر لأن تحقق الطاقة المتجددة نسبة 42٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030 و60٪ بحلول عام 2040. يعتبر هذا التوسع جزءاً من استراتيجية مصر لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز أمن الطاقة، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويضع مصر في مركز القيادة الإقليمية للطاقة النظيفة.

التكامل الإقليمي وتطوير البنية التحتية للطاقة

أحد الأهداف الرئيسية لمصر هو أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، حيث تسعى إلى ربط إمدادات الطاقة مع دول الجوار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. تربط مصر بالفعل شبكاتها مع الأردن والسودان وليبيا، مما يسهم في تبادل الكهرباء الفائضة وتعزيز أمن الطاقة الإقليمي. كما يجري إنشاء رابط جديد مع السعودية، ويُجرى بحث خيارات ربط أخرى مع أوروبا، مما يجعل مصر حلقة وصل بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.

ولكن لتحقيق هذه الأهداف، يجب إجراء تحديثات واسعة للبنية التحتية لتأمين توزيع فعال وتقليل الفاقد. تواجه مصر تحديات اقتصادية مثل التضخم وانخفاض قيمة العملة، مما يؤثر على تكاليف بناء وصيانة البنية التحتية للطاقة. سيكون الاستثمار في شبكة توزيع الكهرباء ضروريًا لدمج الطاقة المتجددة على نطاق واسع والحفاظ على استقرار الشبكة.

الجهات الفاعلة الرئيسية والدعم التشريعي

تتقدم مسيرة الطاقة المتجددة في مصر بفضل التعاون بين جهات حكومية وخاصة، من أبرزها:

  • هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة: تتولى تطوير ودمج مشاريع الطاقة المتجددة في مصر، بدءًا من محطات الرياح والشمس وصولاً إلى مشاريع الهيدروجين.
  • الشركة القابضة لكهرباء مصر: تدير توليد وتوزيع الكهرباء لضمان التزويد الموثوق.
  • الشركة المصرية لنقل الكهرباء: مسؤولة عن نقل الكهرباء والربط الكهربائي بين المناطق والدول.
  • صندوق مصر السيادي: يدعم المشاريع المستدامة، ويجذب رؤوس الأموال الأجنبية، ويدعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع الطاقة.

ويدعم هذه المؤسسات إطار تشريعي يسهّل الاستثمار ويبسّط الإجراءات. حيث يضع قانون الطاقة المتجددة رقم 203 لعام 2014 وقانون الكهرباء الجديد رقم 87 لعام 2015 إرشادات لإنتاج الطاقة المتجددة بمشاركة القطاع الخاص. كما يشجع قانون الاستثمار رقم 72الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال تقديم حوافز وحمايات للمستثمرين الدوليين.

الطريق إلى الأمام

إن رحلة مصر في مجال الطاقة المتجددة طموحة وشاملة، تجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة، وتعزيز التعاون الإقليمي، وتحديث البنية التحتية. تتوافق رؤية مصر مع سعيها نحو الانتقال إلى مصادر طاقة مستدامة وتحقيق اندماج إقليمي أكبر. ومن خلال الاستثمار المتواصل في التكنولوجيا النظيفة وتعزيز الربط الإقليمي، تضع مصر نفسها لتكون لاعبًا رئيسيًا في مجال الطاقة المتجددة في إفريقيا والشرق الأوسط.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى