شتاء القاهرة البارد.. كيف أنقذ الذكاء الاصطناعي الأرواح؟
![](https://www.elshorouk-news.com/wp-content/uploads/2025/02/231871D3-C918-41C1-A7CD-A6ACC65138C3-780x470.webp)
شتاء القاهرة البارد.. كيف أنقذ الذكاء الاصطناعي الأرواح؟
كتب د. وائل بدوى
لم تكن القاهرة معتادة على بردٍ قارس كما هو الحال في أوروبا، لكن في شتاء 2025، حدثت مفاجأة غير متوقعة. انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من 5 درجات مئوية، وتساقطت الأمطار الغزيرة، وتجمّدت بعض الطرق بفعل الصقيع. شوارع المدينة التي كانت تعجّ بالحركة، أصبحت شبه خالية، والناس يحتمون في منازلهم من موجة البرد التي لم تعهدها مصر من قبل.
لكن حسام، المهندس الشاب، كان لديه فكرة لإنقاذ المشردين والمحتاجين الذين لم يكن لديهم مأوى دافئ يقيهم هذا الطقس القاسي. قرر استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مبتكرة لمساعدة من هم في أمس الحاجة إليه.
الذكاء الاصطناعي في مواجهة البرد
قام حسام بتفعيل منصة ذكاء اصطناعي متصلة بالكاميرات الذكية المنتشرة في شوارع القاهرة. كانت هذه الكاميرات، المدعومة بتقنيات التعرف على الوجه والحرارة، قادرة على تحديد الأشخاص الذين يجلسون في العراء لفترات طويلة، خاصة في المناطق التي يتجمع فيها المشردون.
بمجرد أن رصد النظام شخصًا معرضًا للخطر بسبب انخفاض حرارة جسمه، كان يرسل إشعارًا فوريًا إلى فرق الإغاثة التابعة للهلال الأحمر وجمعيات المجتمع المدني، مما يسمح لهم بالتوجه بسرعة إلى الموقع وإنقاذه قبل أن يتعرض لمضاعفات صحية خطيرة.
الاستجابة السريعة.. والإنقاذ الذكي
في إحدى الليالي، رصد النظام رجلاً مسنًا يجلس على الرصيف في ميدان رمسيس، يرتجف من البرد، وملابسه لا تكفي لحمايته من الطقس القاسي. تلقى فريق الإغاثة إشعارًا على الفور، وانطلق روبوت ذكي محمول على عجلات مزودًا ببطانيات حرارية وشاي دافئ، ليصل إليه خلال دقائق.
عندما وصل المتطوعون، وجدوا أن درجة حرارة جسم الرجل بدأت في الانخفاض بشكل خطير، فتم نقله فورًا إلى أحد مراكز الإيواء التي تم تجهيزها مسبقًا بفضل تنبؤات الذكاء الاصطناعي التي حذرت من هذه الموجة الباردة قبل حدوثها بأيام.
تحليل البيانات وتوجيه الموارد
لم يكن الأمر مقتصرًا على إنقاذ الأفراد فقط، بل قامت الأنظمة الذكية بتحليل بيانات الطقس والتوزيع السكاني، وحددت الأماكن الأكثر تأثرًا بالبرد، مثل القاهرة الجديدة وأطراف الجيزة حيث تقل المرافق الخدمية. وبناءً على هذه التحليلات، تم إرسال دفايات وأغطية إلى الأسر الفقيرة قبل اشتداد العاصفة، مما ساهم في تقليل عدد الحالات الحرجة التي كان يمكن أن تحدث بسبب البرد.
مصر الذكية.. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغيّر الواقع؟
بعد هذه التجربة الناجحة، أدركت السلطات أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح. وبدأت الحكومة في تنفيذ مشاريع تعتمد على:
•التنبؤ بالطقس بدقة لتوجيه الحملات الإغاثية بشكل استباقي.
•نشر حساسات ذكية في الشوارع لمراقبة درجات الحرارة وتوجيه الإنذارات في حالات الطقس القاسي.
•تطوير تطبيقات ذكية تساعد المواطنين على إيجاد أقرب مراكز الإيواء والمساعدات الغذائية خلال الأزمات المناخية.
المستقبل أكثر أمانًا مع التكنولوجيا
في نهاية ذلك الشتاء البارد، جلس حسام يراقب نتائج النظام الذي أسسه. شعر بالفخر لأنه ساهم في إنقاذ العشرات من الأرواح، ومنح بعضهم فرصة لحياة أفضل. لم يكن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية، بل كان أملًا جديدًا في مواجهة التحديات، حتى في بلد دافئ مثل مصر.
فالذكاء الاصطناعي قد لا يمنع البرد، لكنه يستطيع إيجاد الحلول الذكية لحماية من يعانون منه. واليوم، لم يعد الشتاء القاسي يشكل خطرًا كما في الماضي، لأن التكنولوجيا جعلت الإنقاذ أسرع، والمستقبل أكثر ذكاءً وأمانًا.
رأي المحرر: الذكاء الاصطناعي.. من رفاهية إلى ضرورة لإنقاذ الأرواح
لطالما اعتُبر الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تكنولوجية متقدمة تُستخدم في تحسين الإنتاج، وتطوير الخدمات، وتسهيل حياة البشر. لكن في التجربة التي شهدتها مصر خلال موجة البرد القارس، ظهر وجه آخر للذكاء الاصطناعي، ليس كرفاهية، بل كضرورة حيوية لإنقاذ الأرواح وحماية الفئات الأكثر ضعفًا.
ما قام به حسام وفريقه لم يكن مجرد مشروع ذكي، بل كان رؤية للمستقبل، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من البنية التحتية الإنسانية، قادرًا على التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها، وتوجيه الموارد إلى الأماكن التي تحتاجها بشكل أكثر دقة وكفاءة.
لكن السؤال الأهم هو: هل نحن مستعدون لتوسيع هذه التقنيات في مصر؟
•هل يمكننا نشر أنظمة ذكاء اصطناعي لمراقبة الطقس وتحليل البيانات المناخية، بحيث لا ننتظر حدوث الأزمات بل نتحرك قبلها؟
•هل تستطيع المؤسسات الحكومية والخاصة التعاون لإنشاء منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المحتاجين، مثل المشردين والفقراء؟
•هل يمكننا توظيف التكنولوجيا في إنشاء مدن ذكية قادرة على التعامل مع الكوارث الطبيعية بسرعة وفاعلية؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة لا تتعلق فقط بالتقنيات المتاحة، بل بالإرادة والرؤية. ما شهدناه في هذه القصة يعكس إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لصنع فارق حقيقي في حياة الناس، لكنه يفتح باب التساؤل حول مدى جاهزية المجتمع لاعتماد هذه الحلول على نطاق أوسع.
في النهاية، أثبتت هذه التجربة أن التكنولوجيا ليست مجرد ترف، بل يمكن أن تكون خط الدفاع الأول في الأزمات. واليوم، أمامنا فرصة حقيقية لجعل مصر أكثر ذكاءً واستعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل، سواء كان ذلك في مواجهة الطقس القاسي، أو غيره من الأزمات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون فيها المنقذ الصامت، لكنه الأكثر فاعلية.
كلمه المحرر
“هذه القصة هي رحلة خيالية في عالم الذكاء الاصطناعي، تأخذ القارئ في مغامرة لاستكشاف إمكانيات هذه التكنولوجيا وتأثيراتها المحتملة على مستقبلنا. من خلال أحداثها، نسعى لنشر الوعي وتقديم نظرة متوازنة حول فوائد الذكاء الاصطناعي والتحديات التي قد تواجهنا.
الأحداث والشخصيات المذكورة في هذه القصة هي ثمرة خيال المؤلف ولا تمثل أو تشير إلى أشخاص أو أحداث حقيقية. أي تشابه مع الواقع هو محض صدفة. ندعو القارئ للاستمتاع بالقصة، مع الاحتفاظ بفكرة أنها تمثل رؤية المؤلف الشخصية للمستقبل، مستندة إلى بحوثه ومعرفته في هذا المجال.”