تكنولوجياطاقةمؤتمرات

شركات الطاقة العالمية تشيد بشراكتها مع مصر خلال “إيجبس 2025”: شراكة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة

شركات الطاقة العالمية تشيد بشراكتها مع مصر خلال “إيجبس 2025”: شراكة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة

كتب د. وائل بدوى

في مشهد يعكس المكانة المتميزة التي أصبحت تحتلها مصر على خريطة الطاقة العالمية، شهد افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة “إيجبس 2025”، الذي أقيم تحت رعاية وتشريف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور فخامة الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس، إشادات واسعة من رؤساء كبريات شركات الطاقة العالمية، الذين أكدوا على عمق الشراكة مع قطاع البترول المصري، ودور مصر المحوري في تأمين إمدادات الطاقة ودعم الاستدامة في منطقة شرق المتوسط.

رئيس شركة “إيني” الإيطالية: تعاون مصري قبرصي يعزز الاستدامة الاقتصادية

أعرب المهندس كلاوديو ديسكالزي، رئيس شركة “إيني” الإيطالية، عن فخر شركته بشراكتها الممتدة مع مصر منذ أكثر من 70 عامًا، مشيرًا إلى أن المؤتمر شهد خطوة مهمة نحو تعميق التعاون الإقليمي في قطاع الطاقة، تمثلت في توقيع اتفاقية لتنمية وتطوير حقل كرونوس القبرصي للغاز الطبيعي، من خلال استغلال البنية التحتية المصرية لتسهيل عمليات الإنتاج والنقل، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في كفاءة القطاع المصري.

وأكد ديسكالزي أن هذه الاتفاقية ليست مجرد مشروع في قطاع الطاقة، بل نموذج لشراكة استراتيجية بين مصر وقبرص، تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي، وخلق فرص جديدة للنمو والاستدامة. كما أشاد بالدور الريادي لمصر في قيادة التعاون بين دول شرق المتوسط، معتبرًا أن المنطقة أصبحت اليوم لاعبًا أساسيًا في ضمان أمن الطاقة العالمي.

الرئيس التنفيذي لشركة “أباتشي” العالمية: مصر شريك نجاح.. ومستمرون في دعم التحول إلى مركز إقليمي للطاقة

من جانبه، أكد جون كريسمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أباتشي” العالمية، على أهمية مؤتمر “إيجبس” كمنصة تجمع صناع القرار وخبراء قطاع الطاقة لبحث مستقبل الصناعة عالميًا، مشيدًا بـالشراكة المثمرة التي تربط “أباتشي” بقطاع البترول المصري منذ أكثر من 30 عامًا، حيث أصبحت الشركة حاليًا أكبر منتج للبترول في مصر.

وأشار كريسمان إلى أن الشركة تضع نصب أعينها دعم رؤية مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، منوهًا بالتعاون المثمر مع الحكومة المصرية لمواجهة التحديات، ورفع كفاءة الإنتاج، وخفض الانبعاثات الكربونية. وأوضح أن “أباتشي” تمكنت خلال السنوات الثلاث الماضية من تقليل مليون طن من الانبعاثات الضارة، في إطار التزامها بتحقيق التنمية المستدامة.

ولم تقتصر مساهمات “أباتشي” على النشاط البترولي فقط، بل امتدت لتشمل مجالات التنمية المجتمعية، خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، وهو ما يعكس حرص الشركة على تحقيق التكامل بين النجاح الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية.

إشادات عالمية بدور مصر المحوري في قطاع الطاقة

تعكس هذه التصريحات، الصادرة عن قيادات كبريات شركات الطاقة العالمية، حجم الثقة في قدرة مصر على قيادة جهود التنمية في قطاع الطاقة بالمنطقة، ودورها كحلقة وصل محورية بين منتجي الغاز ومستهلكيه، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز، وتطوير بنيتها التحتية، إلى جانب الدعم السياسي القوي من القيادة المصرية لهذا القطاع.

ويأتي هذا الاهتمام الدولي في وقت تواصل فيه الدولة المصرية تنفيذ استراتيجيتها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، من خلال التوسع في مشروعات الغاز الطبيعي، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتعاون الإقليمي مع دول شرق المتوسط، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة، وتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الاقتصاد الوطني.

إن نجاح مصر في استقطاب هذا العدد من كبار المستثمرين العالميين في قطاع الطاقة، يعكس قوة المناخ الاستثماري في البلاد، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو، بما يعزز مكانتها كأحد أهم المراكز الإقليمية والعالمية في قطاع الطاقة.

كلمة المحرر

تثبت مصر يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد سوق واعدة في قطاع الطاقة، بل أصبحت لاعبًا إقليميًا مؤثرًا ومحورًا أساسيًا في تأمين إمدادات الطاقة بمنطقة شرق المتوسط. ما شهده مؤتمر ومعرض “إيجبس 2025” من إشادات قادة كبرى شركات الطاقة العالمية، وعلى رأسهم “إيني” و”أباتشي”، ليس مجرد عبارات بروتوكولية، بل شهادة عملية على نجاح الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة.

هذه الشراكات، وعلى رأسها مشروع تطوير حقل “كرونوس” القبرصي باستخدام البنية التحتية المصرية، تعكس قدرة مصر على استثمار موقعها الجغرافي ومقدراتها في قطاع الغاز الطبيعي، لتصبح نقطة التقاء بين المنتجين والمستهلكين، وهو ما يمنحها قوة تفاوضية وسياسية واقتصادية في المنطقة.

اللافت أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا وضوح الرؤية السياسية، والدعم المستمر من القيادة السياسية، ومرونة قطاع البترول المصري في تهيئة المناخ الاستثماري أمام الشركات العالمية.

يبقى التحدي في استمرار هذا الزخم، وضمان تحقيق الاستدامة، سواء في الإنتاج، أو في التوسع في حلول الطاقة النظيفة، وهو ما باتت شركات كبرى مثل “أباتشي” تنفذه على الأرض، عبر خفض الانبعاثات ودعم المبادرات المجتمعية.

إن قطاع الطاقة في مصر لم يعد مجرد رقم في الاقتصاد، بل تحول إلى قوة ناعمة تُعزز مكانة مصر الإقليمية، وترسخ صورتها كوجهة استثمارية آمنة وجاذبة، في وقت يبحث فيه العالم عن استقرار الطاقة، وضمان مستقبل أكثر استدامة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى