شروط الأضحية وأحكامها
بقلم/ أميرة سعيد البرعي
تعد الأضحية من الشرائع التي تهدف إلى التقرب من الله، ويطلق لفظ أضحية على ما يضحى به من البهائم بنية التقرب من الله في وقت مخصص لذلك، وسميت بهذا الاسم؛ نسبة إلى موعد بدايتها وقت الضحى، وتعود قصة الأضحية إلى الاقتداء بقصة سيدنا إبراهيم حين رزقه الله سبحانه وتعالى بسيدنا إسماعيل عليه السلام، وكان شديد القرب منه ويحبه كثيرًا، وذات ليلة رأى سيدنا إبراهيم منامًا غريبًا بأنه يقوم بذبح ولده إسماعيل، واستيقظ منزعجًا من المنام وحكى لسيدنا لإسماعيل ما رأى فكان رده على هذا المنام هو “افعل ما أومرت به وستجدني من الصابرين” وحدث بالواقع ما رأى حين وقف سيدنا إبراهيم على جبل عرفة حتى يلبي أوامر الله ويذبح ولده؛ لأن الرؤيا حق، ولكنه تفاجىء بحدوث أمر غير متوقع وهو قيام الله بفداء الابن بكبش عظيم.
ويفعل ذلك المسلمين من وقت حدوث هذه القصة ويقومون بذبح ما تيسر لهم من أغنام أو إبل، ويكون الوقت المناسب للأضحية من بعد صلاة العيد وحتى ثالث يوم من أيام العيد من أيام التشريق، وإن تخطى المسلم هذا الوقت فهي تعتبر صدقة فقط وليس أضحية.
أحكام الأضحية
ذهب فريق من الفقهاء على أنها سنه مؤكده واستدلوا بحديث أم سلمة قوله “صلى الله عليه وسلم” (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره “أو كما قال، وذهب البعض الآخر على أنها واجبة واستدلوا بالأمر في قوله”فصلي لربك وانحر” سورة الكوثر آية(2)
شروط الأضحية
ما يتعلق بالمضحى به
1)أن تكون من بهائم الأنعام كالإبل والبقر والغنم والماعز
2) سن الإبل 5 سنوات و البقر سنتين و الغنم يجوز 6 شهور و الماعز سنه.
3)أن تكون خالية من العيوب، أي لا تكون مقطوعة أو مشقوقة الأذن والذيل ولا مكسورة القرن والهتماء ليس بها أسنان إلى غير ذلك من العيوب الظاهرة، أيضا الحيوانات التي تأكل من القمامة لا يجوز ذبحها، روى البراء “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مَاذَا يُتَّقَى مِنْ الضَّحَايَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ أَرْبَعًا وَكَانَ الْبَرَاءُ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ يَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي”.
شروط الصحة والمضحي
-أن تكون ملكًا للمضحي.
-الذبح في الوقت المحدد يبدأ من بعد صلاة العيد “نهاية الوقت اختلف العلماء بعضهم قال ينتهي ثاني أيام التشريق، والبعض الآخر قال ينتهي ثالث أيام التشريق”
– لا يتعلق بها حق للغير، و التصدق بجزء منها قال تعالى” فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر”
– الذبح بآله حاده واستقبال القبلة والنيه وعدم رؤيه الذبيحه آله الذبح
-يجوز للمضحي أن يولي غيره مهمة الذبح.
-لا تصح الأضحية بالمرهون أن يتم التضحية بها في الوقت المحدّد في الشرع.
-نية التضحية؛ لأن الذبح قد يكون للحم، وقد يكون للقربة، أن تكون النية مقارنة للذبح أو مقارنة للتعيين السابق على الذبح قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى” رواه البخاري.
وقت الأضحية
يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، مع العلم أن أيام التشريق التالية لعيد الأضحى، وتذبح في النهار فقط، ويؤخذ بعين الاعتبار أن الأضحية إذا ذُبحت قبل صلاة العيد فإنها لا تعدّ بحكم الأضحية.
ما يقال عند الذبح
ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري -رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ذبح يوم العيد كبشين، ثم قال حين وجههما: “وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، بسم الله والله أكبر، اللهم منك ولك عن محمد وأمته”.
ومن سنن الأضحية وآدابها: التسمية والتكبير، والإحسان في الذبح بحدِّ الشفرة وإراحة الذبيحة والرفق بها، وإضجاعها على جنبها الأيسر موَّجهة إلى جهة القبلة لمن استطاع.
توزيع الأضحية
يستحب أن يجمع المسلم بين الأكل من أضحيته والصدقة والهدية منها، فلا يوجد حد، فيأكل بعضها، ويتصدق ببعضها، ويهدي بعضها، ولا يشترط أن تكون القسمة أثلاثاً متساوية، وذلك من نعمة الله علينا.