آراء حره

عصر انتهاء الرجال قادم بسب تدهور كروموسوم Y

بقلم : د. احمد ممدوح(احمد عمارة)

أثبتت دراسة علمية أن عدد الرجال في العالم انخفض خلال المائة عام الماضية، حيث أكد العلماء على أن السبب يرجع الي هشاشة الكروموسوماتا، وإلى التغيرات الحاصلة في الوسط المحيط والتي تضعفها وتحطمها، في حين أن الكروموسومات الأنثوية أمنع منها بكثير.
 
و أكد العلماء على أن السبب وراء انخفاض عدد الرجال هو التيلوميرات الموجودة في جسم كل إنسان، هذه التيلوميرات تقلص وتضعف عند الرجل مع مرور الزمن، في حين أن لدى المرأة مجموعتين من كروموسومات، لذلك عند تلف إحداها تحل الثانية محلها فورا.

كما اكدت أبحاث حديثة إلى أن كروموسوم (Y) الذكري يتقلص تدريخيا ؛ وان كل انسان يحمل  
٤٦ كروموسوما، منها كروموسومان يحددان الجنس؛ إذ يحمل الرجل كروموسومي (XY)، في حين تحمل المرأة نسختين من كروموسوم (X) ليكون تركيبها الجيني هو (XX).

وتحتوي الحيوانات المنوية لدى الرجل والبويضة لدى المرأة نصف هذا العدد، أي ٢٣ كروموسوما.
وعند تلقيح البويضة في رحم الأم تندمج الكروموسومات من الحيوان المنوي مع نظيرتها في البويضة، ليعطيا معا ٤٦ كروموسوما من جديد، وهذا يضمن أن يحصل الأبناء على صفات وراثية من الوالدين، كما يحافظ على ثبات كمية المادة الوراثية في الجسم، إذ تؤدي زيادة أو نقصان عدد الكروموسومات لدى الأبناء إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الموت.

ويتم انتقال جين (Y) من الأب إلى الابن، ويحصل الابن على جين (X) من أمه، وفي حالة الفتاة فإنها تحصل على جينين (X) من أبيها وأمها.

ويحمل كروموسوم (Y) جين (SRY) الذي يحدد جنس الجنين، كما يحمل الكروموسوم جينات أخرى ولكنها ليست أساسية، ولذلك تستطيع المرأة العيش دونها بكل وضوح.

وتشير أبحاث إلى أن كروموسوم (Y) قد تدهور، مع بقاء الإناث مع اثنين من كروموسومات (X) الكاملة تماما، وإذا استمر تراجع كروموسوم (Y) بالمعدل نفسه فخلال ٤.٦ ملايين سنة سوف يختفي تماما.

و تقول العالمة كورويوا إن كروموسومات Y في العديد من الثدييات، بما في ذلك نحن، تتقلص على مدى عشرات الملايين من السنين ويمكن أن تختفي في النهاية.

وهناك العديد من أنظمة تحديد الجنس المختلفة في المملكة الحيوانية، ولكن في جميع الثدييات تقريبا، يعتمد الجنس على الكروموسومات X وY. فإذا ورث الجنين اثنين من الكروموسومات X، فإنه يتطور إلى أنثى. وإذا ورث X وY، يصبح ذكرا.

ويحدث هذا لأن الكروموسوم Y يحتوي على جين يسمى SRY يقوم بتشغيل الجينات “الذكورية” على الكروموسومات الأخرى – والأهم من ذلك الجين SOX9 الذي يحفز نمو الخصيتين.

ويخشى العلماء من اختفاء الرجال بعد اكتشافهم أن الفئران المهددة بالانقراض تفتقر إلى الكروموسوم الذكري Y.

وتؤكد الدراسات الحديثة أن الخلايا تفقد مع تقدم الرجال في العمر. لكن فقدان Y من مجموعة سكانية بأكملها يؤدي إلى الانقراض، لأنه لن يكون هناك المزيد من الذكور.

ولقد وجد العلماء، أن ذكور الفئران تحتوي علي إحدى نسختين من الكروموسوم ٣ على منطقة مكررة، بجوار SOX9 مباشرة. اي أن SOX9 يحل محل عامل تحديد الخصية أو العامل المحدد للخصية (SRY) بشكل فعال. لذلك، طورت الفئران الشوكية طريقة لجعل الذكور يستخدمون كروموسوما مختلفا تماما. يقدر الفريق أن هذه الطريقة نشأت منذ نحو مليوني سنة.

وقالت جيني غريفز، من جامعة لا تروب الأسترالية “لا يوجد سبب للاعتقاد بأن كروموسوم Y الخاص بنا أقوى منه عند الفأر الشوكي”. حيث توقعت سابقا أن الكروموسوم Y سيتوقف عن الوجود في غضون ١٠ ملايين سنة.

ولقد أكد باحثون آخرون أنه حتى لو كان اختفاء الكروموسوم Y يعني زوال ذكور الثدييات، فلن يعني ذلك بالضرورة نهاية النوع.

ولقد اوضح الباحث في التطور الجنسي في جامعة كارلتون، روت غوريليك، لمجلة نيوزويك: “الإناث التي أعني بها هنا الكائنات الحية التي تنتج أمشاجا كبيرة تسمى خلايا البويضة، يمكنها – في بعض الأنواع – تخصيب نفسها بنفسها”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى