قناة السويس.. بوابة الاستثمار الصناعي: تدشين مشروع “FBB – Tech” للإلكترونيات باستثمارات 38 مليون دولار في السخنة

قناة السويس.. بوابة الاستثمار الصناعي: تدشين مشروع “FBB – Tech” للإلكترونيات باستثمارات 38 مليون دولار في السخنة
كتب د. وائل بدوى
في خطوة تعكس تنامي ثقة المستثمرين الدوليين في المناخ الاستثماري المصري، شهدت المنطقة الصناعية بالسخنة، صباح اليوم الاثنين 17 فبراير 2025، حدثًا اقتصاديًا بارزًا، حيث قام السيد/ وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بوضع حجر الأساس لمشروع شركة “FBB – Tech” للإلكترونيات، باستثمارات تبلغ 38 مليون دولار، على مساحة 110 آلاف متر مربع، وذلك بحضور قيادات من شركة “تيدا-مصر”، ومجموعة “هايسنس” الصينية، وشركة “إف بي بي القابضة”، وعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين.
يهدف المشروع، الذي يُعد شراكة صناعية بين الاستثمارات الإماراتية والخبرات الصينية، إلى إنتاج مليون وحدة إلكترونية سنويًا، مع توفير 337 فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى إتاحة فرص غير مباشرة مرتبطة بسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية. ومن المقرر أن يتم توجيه 30% من الإنتاج للسوق المحلي، فيما سيتم تصدير 70% إلى الأسواق الأوروبية وشمال وشرق أفريقيا، بما يعزز الصادرات المصرية ويدعم خطة الدولة للتحول إلى مركز صناعي إقليمي.

في كلمته، أكد السيد/ وليد جمال الدين أن اختيار منطقة السخنة الصناعية لإقامة هذا المشروع يعكس ما توفره المنطقة الاقتصادية من بنية تحتية متطورة، ومرافق لوجستية متكاملة، تسهم في تحقيق أعلى معايير الإنتاج، وتسهل عمليات النفاذ للأسواق الدولية عبر موانئ المنطقة. وشدد على التزام الهيئة بتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين، لافتًا إلى أن وجود 120 مصنعًا قيد الإنشاء حاليًا داخل نطاق المنطقة الاقتصادية في آن واحد، يمثل معدلًا غير مسبوقًا، ودليلًا واضحًا على ثقة المستثمرين في قدرة قناة السويس الاقتصادية على خلق بيئة محفزة للإنتاج والتصدير.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن مشروع “FBB – Tech” يعكس توجه الدولة نحو جذب الاستثمارات النوعية، لا سيما في قطاعات الصناعات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية، التي تعد أحد ركائز التنمية الاقتصادية الحديثة، لما لها من دور حيوي في توطين التكنولوجيا ورفع القيمة المضافة للمنتج المصري.
من جانبه، أعرب السيد/ تساو هوي، العضو المنتدب لشركة “تيدا – مصر”، عن اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية مع مصر، مشيرًا إلى أن مشروع “هايسنس – FBB” يمثل خطوة جديدة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين القاهرة وبكين، من خلال منطقة التعاون الاقتصادي التي تديرها “تيدا – مصر”، والتي أصبحت نموذجًا مشرقًا للشراكة الصينية-المصرية، حيث تضم حاليًا 180 شركة باستثمارات تفوق 3 مليارات دولار، تغطي قطاعات متنوعة، منها مواد البناء، الصناعات الكيماوية، الأجهزة المنزلية، السيارات، الطاقة الشمسية، والمنسوجات.
فيما أكد السيد/ وائل عامر، ممثل شركة “إف بي بي – FBB”، أن المشروع الجديد يمثل إضافة قوية لقطاع الإلكترونيات في مصر، مشيدًا بالدعم الذي تلقاه المشروع من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي أسهم في تسهيل مراحل الإعداد والتخطيط حتى الوصول إلى لحظة وضع حجر الأساس. كما نوه بأهمية التكنولوجيا التي تقدمها مجموعة “هايسنس” الصينية، باعتبارها واحدة من أكبر 10 شركات في العالم في مجال صناعة التليفزيونات والشاشات.
الجدير بالذكر أن شركة “إف بي بي القابضة”، التي تأسست عام 2019 ومقرها الرئيسي في دبي، تُعد من الشركات التجارية العالمية الرائدة، ولديها تواجد قوي في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تمتلك فروعًا وشراكات في بلجيكا، ألمانيا، ليبيا، مصر، قبرص، الأردن، البحرين، والإمارات.
ويأتي هذا المشروع كجزء من استراتيجية الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لجذب الاستثمارات في القطاعات الصناعية المتقدمة، بما يساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات التكنولوجية، ويدعم خطط الدولة لتوسيع قاعدة التصنيع المحلي وزيادة الصادرات، في إطار رؤية “مصر 2030”.
كلمه المحرر
تشهد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اليوم مرحلة استثنائية من النمو والازدهار، تؤكدها حركة التوسع الصناعي والاستثماري غير المسبوقة، والتي جعلت منها قبلة للمستثمرين من مختلف دول العالم. وضع حجر أساس مشروع “FBB – Tech” للإلكترونيات، باستثمارات 38 مليون دولار، ليس مجرد تدشين لمصنع جديد، بل هو دليل حي على نجاح الرؤية الاستراتيجية للدولة في تحويل هذه المنطقة إلى مركز صناعي إقليمي، يجمع بين التكنولوجيا الحديثة، والتصنيع المتطور، والانفتاح على الأسواق العالمية.
هذا المشروع، الذي يمثل شراكة بين الاستثمارات الإماراتية والخبرات الصينية، يعكس أهمية التعاون الدولي في دفع عجلة التنمية، كما يبرز قدرة مصر على استقطاب الشركات الكبرى بفضل ما توفره من بيئة استثمارية مرنة وبنية تحتية متطورة. ومع وجود 120 مصنعًا قيد الإنشاء في آن واحد داخل المنطقة الاقتصادية، تتأكد حقيقة أن مصر باتت على أعتاب انطلاقة صناعية كبرى.
تظل التحديات قائمة، لكن المؤشرات الإيجابية، مثل زيادة فرص العمل وتعزيز التصدير ورفع القدرة التنافسية للمنتج المصري، تبعث برسالة أمل مفادها أن الصناعة المصرية، بدعم من الدولة وشراكة القطاع الخاص، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد.