تكنولوجيا

لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات 

لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات

كتب د وائل بدوى

لا شيء يضايق الإنسان أكثر من أن يُعامل بغير ما يستحق، خاصة حين يكون قد أدى كل ما عليه من التزامات. دخلت المؤتمر وأنا أتوقع تجربة مهنية وتنظيمًا راقيًا، لكن ما حدث كان أبعد ما يكون عن ذلك.

كأي مشارك ملتزم، دفعت الاشتراك المطلوب مقدمًا، حرصت على الالتزام بالمواعيد، ولم أتأخر عن أي دفعة. توقعت أن يكون المؤتمر على مستوى ما تم الترويج له، فوجدت بدلاً من ذلك عدم الاكتراث بنا وإهمالًا لا يليق بمكانة أي مشارك. منذ اللحظة الأولى، لم يكن هناك أي اهتمام بالحاضرين، وعندما توجهنا إلى الاستقبال، لم نجد من يوجهنا إلى أماكننا أو يهتم بوجودنا، بل تم إرشادنا مباشرة إلى المطعم، وكأن وجودنا لا قيمة له سوى كونه عددًا يُضاف للحضور.

وجبة لم تأتِ!

عند وصولنا إلى المطعم، استقبلنا النُدُل بوجبة رمزية: لفة سلطة! لم يكن هذا ما كنا ننتظره، ولكننا قلنا في أنفسنا: ربما هناك تأخير، لننتظر. انتظرنا حتى انتهت فترة الغداء، وظننا أن الطعام سيصل أخيرًا، لكن بدلًا من ذلك، بدأت عمال النظافة في تنظيف الطاولات، وجمع الأطعمة غير المستخدمة لإعادة تدويرها. لم يأتِ أي طعام، لم يتم تقديم أي شيء، وكأننا لم نكن هناك!

لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات 
لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات

الصدمة الأكبر: تبرؤ الإدارة من المسؤولية!

لم أستطع تجاهل الأمر، فتوجهت إلى إدارة المؤتمر للاستفسار عن سبب هذا الإهمال، فجاء الرد الصادم: “نحن لسنا مسؤولين عن تقديم الوجبات، هذا ليس دورنا!”

كيف لا يكون لهم دور، في حين أننا توجهنا إلى المطعم بناءً على تعليماتهم؟ كيف يكون الطعام جزءًا من الاشتراك المدفوع، ثم يتنصلون من مسؤوليتهم؟ إذا لم يكن ذلك ضمن التزاماتهم، فلماذا لم يتم إبلاغنا بذلك مسبقًا؟

في تلك اللحظة، انتابني شعور بالمهانة. دفعت كل المستحقات قبل الموعد، لم أتأخر في أي التزام مالي، لكن وجبتي أصبحت وكأنها صدقة أو هبة يجب أن أطالب بها! هذا لا يليق، لا بي ولا بأي مشارك آخر. لم أحضر هنا لأتسوّل وجبتي، ولم يكن هدفي أن أقاتل من أجل طعام كان من المفترض أن يكون جزءًا من حقوقي كحاضر في المؤتمر.

لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات 
لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات
لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات 
لم أشترك لأتسوّل وجبتي! ودور الذكاء الاصطناعى في إدارة الموتمرات

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل هذه المشكلة؟

وسط كل هذا الإهمال، تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة يمكن أن تُحدث ثورة في تنظيم المؤتمرات وضمان تجربة سلسة وعادلة للمشاركين. فلو تم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بفعالية، لما حدثت هذه الفوضى. إليك بعض الحلول الممكنة:

1.إدارة التسجيل والمدفوعات الذكية

•يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أنظمة تسجيل ذكية تتحقق من المدفوعات، وتحدد حقوق كل مشترك، بما في ذلك وجبات الطعام، وجدولة الجلسات، والخدمات المقدمة.

2.تخصيص الموارد وتحليل احتياجات المشاركين

•يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات التسجيل مسبقًا لتحديد عدد الوجبات المطلوبة بدقة، مما يمنع سوء التقدير أو الهدر، ويضمن حصول الجميع على حقوقهم دون فوضى أو إهمال.

3.روبوتات المحادثة لمساعدة الحاضرين

•بدلًا من توجيه المشاركين بطريقة عشوائية، يمكن استخدام روبوتات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإرشاد الحضور إلى أماكن الجلسات، قاعات الطعام، وحتى تقديم ردود فورية على استفساراتهم حول الخدمات المتاحة.

4.نظام مخصص لإدارة التغذية والضيافة

•يمكن اعتماد أنظمة ذكية لتوزيع الطعام بناءً على الحضور الفعلي، حيث يتم تسجيل دخول كل مشارك إلى قاعة الطعام تلقائيًا عبر رمز QR، مما يمنع الفوضى أو فقدان الوجبات.

5.تحليل رضا الحضور فورياً

•باستخدام تقنيات تحليل المشاعر والآراء، يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة ردود فعل الحاضرين في الوقت الفعلي، مما يسمح بإجراء تحسينات فورية أثناء الحدث، بدلاً من انتظار الشكاوى بعد فوات الأوان.

كرامتي لا تُشترى بوجبة!

في النهاية، تركت القاعة، غادرت المكان، وأنا أحمل في نفسي استياءً عميقًا، ليس فقط من سوء التنظيم، بل من الإهانة التي تعرضت لها. ليس الأمر في قيمة الطعام أو نوعيته، بل في المعاملة غير اللائقة، والإهمال الذي جعل الحاضرين يشعرون وكأنهم عبء على القائمين على الحدث، وليسوا شركاء فيه.

الذكاء الاصطناعي سبيلنا لمؤتمرات أكثر احترامًا وتنظيمًا

المؤتمرات ليست مجرد محاضرات وجلسات نقاشية، بل هي تجربة متكاملة تعكس مدى احترام الجهة المنظمة للحضور. الاحترام لا يكون فقط في الكلمات أو العناوين الكبيرة، بل في التفاصيل البسيطة التي تظهر مدى اهتمام القائمين على الحدث بالمشاركين.

لو تم استخدام الذكاء الاصطناعي بالشكل الصحيح، لما اضطر أحد الحاضرين أن يشعر بالإهمال، أو أن يُعامل وكأنه متسول في حدث دفع تكلفته بالكامل. التكنولوجيا هنا ليست رفاهية، بل ضرورة لضمان تجربة عادلة، منظمة، واحترافية.

ما حدث في هذا المؤتمر كان درسًا قاسيًا، ليس فقط لي، بل لكل من يتوقع أن الالتزام المالي وحده يكفي ليُعامل بكرامة. في النهاية، الكرامة لا تُباع ولا تُشترى، وهي أثمن من أي مؤتمر أو فعالية. أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي، فهو لم يعد مجرد أداة تقنية، بل وسيلة لضمان العدل والاحترام في كل مجال، حتى في أبسط الأمور مثل الحصول على وجبة مستحقة!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى