تكنولوجياجمعيات ومنظمات المجتمع المدنىسياحة وطيراننقابات واتحادات

مجلس الشيوخ يوافق على اقتراح إنشاء نقابة مستقلة لخريجي الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي

مجلس الشيوخ يوافق على اقتراح إنشاء نقابة مستقلة لخريجي الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي

كتب د. وائل بدوى

في خطوة مهمة لدعم قطاع التكنولوجيا والكوادر المتخصصة في مصر، وافقت لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ، برئاسة النائب مجدي سليم، على الاقتراح المقدم من النائب علاء مصطفى بشأن إنشاء نقابة مستقلة لخريجي كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي.

جاءت الموافقة خلال جلسة حضرها عدد من المسؤولين والخبراء، من بينهم الدكتور عصام خليل، رئيس لجنة قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية، والدكتورة هالة حلمي زايد، أمين لجنة القطاع، من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمستشار وليد عبد الرازق، مدير عام الإدارة العامة لشئون المنظمات النقابية، من وزارة العمل.

تسمية النقابة وتوصيات اللجنة

وافقت اللجنة على التسمية المقترحة للنقابة، وهي “نقابة مهن الحوسبة والمعلوماتية”، والتي قدمتها لجنة قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية. كما أوصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإعداد مسودة مشروع قانون لإنشاء النقابة لضمان تنظيم المهنة ودعم العاملين في هذا القطاع المتنامي.

أهمية النقابة في ظل التحول الرقمي

أكد النائب علاء مصطفى أن إنشاء النقابة بات ضرورة وطنية، نظرًا للتطورات السريعة في مجال التكنولوجيا وأهمية هذا القطاع في دعم التحول الرقمي واستراتيجية الدولة للتقدم التكنولوجي. وأشار إلى أن النقابة ستسهم في:

1.تنظيم المهنة: وضع معايير مهنية واضحة لحماية حقوق العاملين.

2.تطوير المهارات: توفير فرص تدريب مستمر لرفع كفاءة الأعضاء ومواكبة متطلبات السوق.

3.تمثيل الأعضاء: تمثيل العاملين أمام الجهات الرسمية والدفاع عن حقوقهم.

4.تشجيع الابتكار: دعم المشروعات والابتكارات التكنولوجية التي تعزز مكانة مصر إقليمياً ودولياً.

وأضاف مصطفى أن النقابة ستسهم في سد الفجوة بين احتياجات السوق المحلي والعالمي وبين مهارات الخريجين، من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة وشهادات معتمدة تضيف قيمة حقيقية للأعضاء.

التحديات السابقة لإنشاء النقابة

استعرض النائب مصطفى المحاولات السابقة لإنشاء النقابة منذ عام 2010، والتي واجهت عقبات تشريعية وتنظيمية حالت دون تحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن غياب النقابة أثر سلبًا على تمثيل خريجي كليات الحاسبات والمعلومات وأدى إلى ضعف تنظيم المهنة، مؤكدًا أن الوقت قد حان للتغلب على هذه التحديات واستكمال الإجراءات اللازمة.

الإحصائيات: زيادة أعداد الخريجين وأهمية التنظيم

كشف مصطفى عن أن عدد كليات الحاسبات والمعلومات في مصر بلغ 92 كلية ومعهدًا، مع أكثر من 106 آلاف خريج حتى الآن. هذه الزيادة الكبيرة في أعداد الخريجين تبرز الحاجة إلى كيان تنظيمي يدعمهم ويوفر إطارًا قانونيًا يحمي حقوقهم المهنية.

الدعم الحكومي والتحرك التشريعي

شدد النائب على أهمية الإسراع في استكمال الإجراءات التشريعية لإنشاء النقابة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعكس التزام الدولة بدعم الكوادر التكنولوجية ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال. كما أشاد بتعاون الجهات المختلفة، مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة العمل، لضمان نجاح هذا المشروع.

النقابة كداعم رئيسي لرؤية مصر التكنولوجية

إن إنشاء “نقابة مهن الحوسبة والمعلوماتية” سيكون إضافة نوعية لقطاع التكنولوجيا في مصر، حيث ستعمل النقابة كجسر يربط بين الخريجين وسوق العمل، مع تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع. كما ستسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 من خلال دعم التحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.

نحو دور أكبر للنقابة في دعم الاقتصاد الرقمي

1. تعزيز فرص العمل للخريجين

•إنشاء النقابة سيفتح آفاقًا جديدة لخريجي كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، من خلال توفير فرص عمل ملائمة في السوق المحلي والدولي.

•النقابة ستعمل على بناء شراكات مع القطاعين الحكومي والخاص لتوفير الوظائف وتلبية احتياجات سوق العمل المتنامية في مجالات البرمجة، علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي.

2. دعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال

•النقابة ستسهم في تشجيع الابتكار من خلال دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة في المجالات التكنولوجية.

•تقديم استشارات قانونية ومالية وتدريبية للأعضاء الذين يسعون لتأسيس مشاريعهم الخاصة في مجال التكنولوجيا.

3. بناء منصات تدريبية وتعليمية

•النقابة يمكنها إنشاء منصات تدريبية متخصصة بالشراكة مع الجامعات والمراكز التكنولوجية العالمية لتقديم برامج تدريبية متقدمة في مجالات الحوسبة والذكاء الاصطناعي.

•هذه البرامج ستعزز من مهارات الأعضاء وتجعلهم أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمي.

التحديات المستقبلية ودور النقابة في مواجهتها

1. مواكبة التطورات العالمية

•مع التطور السريع في التكنولوجيا، يتعين على النقابة أن تضمن تحديث مستمر للمهارات والمعايير المهنية لأعضائها.

•تنظيم مؤتمرات وورش عمل دولية لعرض أحدث الابتكارات وتعزيز مكانة مصر على خريطة التكنولوجيا العالمية.

2. معالجة فجوة المهارات

•رغم زيادة أعداد الخريجين، هناك فجوة ملحوظة بين المهارات التي يتمتع بها الخريجون واحتياجات سوق العمل.

•النقابة ستسهم في سد هذه الفجوة من خلال التعاون مع الشركات لتحديد المهارات المطلوبة وتطوير برامج تدريب تلبي هذه الاحتياجات.

3. تعزيز ثقافة العمل الأخلاقي

•النقابة ستضع معايير للسلوك المهني وتروج لأخلاقيات العمل لضمان بيئة عمل صحية ومستدامة في القطاع التكنولوجي.

النقابة كحلقة وصل بين الحكومة والخريجين

1. تمثيل الأعضاء أمام الجهات الرسمية

•النقابة ستلعب دورًا محوريًا في تمثيل خريجي الحاسبات والمعلومات أمام الهيئات الحكومية، لضمان حقوقهم وتلبية احتياجاتهم المهنية.

2. دعم استراتيجية التحول الرقمي

•من خلال تعزيز كفاءة الأعضاء ودعم مشروعات التحول الرقمي، ستسهم النقابة في تحقيق أهداف الدولة المتعلقة بالرقمنة وتطوير الخدمات الحكومية الإلكترونية.

3. تحسين ظروف العمل

•النقابة ستعمل على تحسين ظروف العمل في القطاع التكنولوجي من خلال وضع معايير واضحة للأجور، ساعات العمل، والتأمينات الاجتماعية.

مستقبل النقابة: رؤية شاملة لدورها

1. تعزيز البحث العلمي

•النقابة يمكنها إنشاء مراكز بحثية متخصصة لتطوير التكنولوجيا ودعم الأبحاث في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة.

•تقديم منح دراسية وبرامج تبادل علمي للطلاب والباحثين المتميزين.

2. تقوية الروابط الإقليمية والدولية

•من خلال التعاون مع نقابات مشابهة في الدول الأخرى، يمكن للنقابة أن تفتح فرصًا جديدة للأعضاء وتعزز من تبادل الخبرات.

3. تطوير التشريعات والقوانين

•النقابة ستساهم في تطوير التشريعات المتعلقة بالقطاع التكنولوجي لضمان مواكبتها للتطورات العالمية.

 نقابة لمستقبل أفضل

إن إنشاء نقابة مستقلة لخريجي كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي يمثل خطوة هامة نحو تطوير قطاع التكنولوجيا في مصر. هذه النقابة لن تكون مجرد كيان تنظيمي، بل ستكون منصة لتمكين الخريجين، دعم الابتكار، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا.

بدعم الحكومة والجهات المعنية، يمكن للنقابة أن تحقق تغييرات جذرية في تنظيم المهنة، وتوفر بيئة داعمة للخريجين ليكونوا جزءًا فاعلًا في تحقيق التنمية الاقتصادية والتحول الرقمي. إنها ليست مجرد نقابة، بل جسر نحو مستقبل أفضل للتكنولوجيا والمجتمع المصري.

خطوة نحو المستقبل

يمثل إنشاء نقابة لخريجي الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي خطوة تاريخية نحو تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا. ومع الدعم الحكومي والتعاون بين الجهات المعنية، يمكن لهذه النقابة أن تكون نموذجًا يحتذى به في تنظيم المهن التكنولوجية وتطوير الكوادر الوطنية لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى