محاكاه تجربة التسويق السياحي السعودي تحليل الفرص والتحديات:
كتبت : بسمة حسن
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من النماذج الرائدة في التسويق السياحي في المنطقة العربية، وذلك بفضل جهودها المبذولة في تنظيم الفعاليات والمهرجانات الكبيرة التي تستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم. لكن يبقى السؤال، هل يمكن لمصر أن تطبق نفس الاستراتيجية بنجاح؟ وهل تنظيم المهرجانات والحفلات يمكن أن يجذب السياح أكثر من السياحة التقليدية التي تعتمد على الشواطئ والمتاحف والآثار التاريخية؟
يجيب على ذلك السؤال علاء خليفة خبير ومستشار التسويق السياحي الدولي
التسويق السياحي قائلا أن النموذج السعودي نموذج ناجح اليوم حيث تمكنت المملكة العربية السعودية من تحقيق نقلة نوعية في مجال السياحة بفضل رؤية 2030 التي تركز على تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط. ومن أبرز هذه الجهود تنظيم فعاليات ضخمة مثل موسم الرياض، الذي يجمع بين الترفيه والفنون والثقافة، ويساهم في جذب أعداد كبيرة من السياح. كما أن الاستثمار في البنية التحتية السياحية وتنمية الخدمات الفندقية والترفيهية لعب دورًا كبيرًا في دعم هذا النموذج.
أما عن السياحة المصرية ومقارنتها بما حققته السياحة السعودية يقول خليفة فى تصريحه الخاص للشروق نيوز أن السياحة في مصر كنز تاريخي وطبيعي
حيث تعد مصر واحدة من أغنى الدول بالآثار والمتاحف التاريخية التي تعود لآلاف السنين، بالإضافة إلى الشواطئ الجميلة في البحر الأحمر وسيناء. ورغم ذلك، تعتمد السياحة في مصر بشكل رئيسي على السياحة التقليدية المتعلقة بالآثار والشواطئ، ولم يتم استغلال إمكانات السياحة الترفيهية والمهرجانات بشكل كافٍ.
ولكي تتمكن مصر من تحقيق نجاح مشابه لما حققته السعودية،أشار خليفة أن هناك بعض النقاط التي يجب على مصر التركيز عليها:
1. تنويع المنتج السياحي: بالتأكيد لا يمكن الاكتفاء بالسياحة التقليدية فقط. يجب تطوير عروض سياحية جديدة تشمل الفعاليات الترفيهية بكل مستمر المهرجانات الموسيقية، والمعارض الثقافية والفنية.
2. تحسين التجربة السياحية: يجب أن تكون تجربة السائح في مصر مريحة وسلسة. يتطلب ذلك تحسين البنية التحتية السياحية وتوفير خدمات متميزة تلبي احتياجات السياح.
3. تعزيز حرية السائح: يجب أن يشعر السائح بحرية التنقل دون قيود أو أنظمة إبلاغ غير مباشرة تحد من حركته. ينبغي توفير بيئة تتيح للسياح اكتشاف جميع جوانب مصر بحرية وأمان.
4. التسويق الفعال: يعتمد نجاح أي استراتيجية تسويقية ترويجيه على القدرة على الوصول إلى الجمهور المستهدف. و كذلك تطابق الرساله التسويقيه مع التجربه السياحيه ، ياتي ذلك طبعا مع تزامن استخدام وسائل الإعلام الحديثة والتواصل الاجتماعي الحديثه بفعالية للترويج للانماط السياحيه و للفعاليات والمهرجانات وكذلك لمقاصد السياحيه المختلفه .
5. التعاون المستمر بين القطاعين العام والخاص: يتطلب نجاح هذه المبادرات تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص لضمان توفير التمويل والخدمات اللازمة. لحملات تسويقيه مشتركه
وعن اهميه استخدام التنكولوجيا في ترويج المقاصد يقول خبير التسويق السياحى الدولى
أن اليوم في عصر التحول الرقمي، أصبحت التكنولوجيا أحد الأدوات الأساسية للوصول إلى العميل المستهدف وتنمية المقاصد السياحية.
فلم يعد التسويق السياحي يعتمد فقط على الطرق التقليدية، بل أصبح التفاعل مع السياح المستقبليين من خلال الوسائل الرقمية أحد أهم العوامل في جذبهم إلى الوجهات المختلفة. في هذا السياق، تبرز أهمية استخدام التكنولوجيا وتنويع المنتج السياحي في تعزيز السياحة المصرية.
ولفت علاء خليفة الى أهمية استخدام التكنولوجيا في التسويق السياحي وذلك من خلال استهداف العملاء بدقة باستخدام أدوات التكنولوجيا مثل البيانات الكبيرة (Big Data) والذكاء الاصطناعي (AI)، يمكن تحديد الفئات الأكثر اهتمامًا بالسياحة المصرية بشكل دقيق. يمكن تخصيص حملات إعلانية تستهدف هؤلاء العملاء بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم على الإنترنت.
ألى جانب التواصل الفوري والمستمر والتى تتيحه وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية إمكانية التواصل المباشر والمستمر مع السياح المحتملين. يمكن من خلال هذه القنوات تقديم محتوى جذاب يعكس جمال وتنوع المقاصد السياحية المصرية، مما يسهم في زيادة الوعي وزيادة عدد الزوار.
فضلاً عن التجربة الافتراضية وذلك من خلال الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، يمكن للسياح تجربة المواقع السياحية المصرية بشكل افتراضي قبل زيارتها. هذه التكنولوجيا تساعد في تحفيز الرغبة في زيارة الأماكن على أرض الواقع وزيادة معدل الحجوزات.
ومن جهته أشر خليفة الى أهمية تنويع المنتج السياحي المصري من خلال جذب شرائح جديدة من السياح: من خلال تقديم منتجات سياحية متنوعة تتناسب مع مختلف الأذواق والاهتمامات، يمكن لمصر جذب شرائح جديدة من السياح. مثلاً، بجانب السيا
فضلا عن التغيير في الفكر حيث يعد من أهم العوامل لتحقيق هذا النجاح هو التغيير في الفكر وتبني رؤية شاملة للتنمية السياحية. يجب على جميع الجهات المعنية بالسياحة في مصر أن تدرك أن السياحة ليست فقط عن المواقع التاريخية والشواطئ، بل تشمل أيضًا الترفيه والثقافة والفنون. يتطلب هذا التغيير في الفكر استثمارًا في التدريب والتعليم لتعزيز مهارات العاملين في القطاع السياحي وجعلهم قادرين على تقديم تجربة سياحية متميزة ومتكاملة.
وأكد خليفة على أن مصر تعد بمثابة كنز سياحي يمتلك إمكانيات هائلة لم يتم استغلالها بشكل كامل بعد. من خلال التعلم من تجارب الدول الأخرى مثل الامارات او السعودية وتبني استراتيجيات تسويقية مبتكرة ومتنوعة، يمكن لمصر أن تحقق نموًا كبيرًا في قطاع السياحة وتجذب أعدادًا أكبر من السياح من مختلف أنحاء العالم.
لافتاً إلى أن التغيير في الفكر وتطوير البنية التحتية والتعاون بين مختلف الأطراف، بالإضافة إلى تحسين التجربة السياحية وتعزيز حرية السائح، هي مفاتيح النجاح لتحقيق هذا الهدف.