مصر القديمة والعمارة القبطية ندوة بنقابة اتحاد الكتاب
مصر القديمة والعمارة القبطية... ندوة بنقابة اتحاد الكتاب
كتبت: رباب حرش
تحت رعاية نقيب الكتاب الدكتور علاء عبد الهادى ” الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب تقيم لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب والأديب عبدالله مهدى ندوتها الشهرية لشهر فبراير تحت عنوان (مصر القديمة والعمارة القبطية) الثالثة عصر الغد أول فبراير بمقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بالزمالك
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى لندوات لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بأن الندوة تستضيف المهندس الاستشارى معمارى عماد فريد ميخائيل المتخصص في العمارة البيئية والتراث والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العمارة ٢٠٠٥ وجائزة حسن فتحى من مكتبة الإسكندرية ٢٠١٠ وجائزة الأمم المتحدة لأفضل 20 مشروعًا في تحقيق التنمية المستدامة عام 2002، والمحاضر في العديد من الجامعات في العمارة البيئية والتراث وتاريخ العمارة القبطية
وأضاف الدكتور ريحان بأن المحاضرة تتضمن العمارة البيئية باعتبارها جزء لا يتجزأ من طرق البناء التقليدية بالمواد الطبيعية المستمرة حتى اليوم وهي عمارة ترتبط بالظروف المكانية والبيئية التي ينشأ فيها المبنى، وكل منطقة في مصر لها مميزات من خامات ومواد وعمالة من داخلها
ومنها أمثلة للموروث التاريخي بمنطقة سيوة التي اشتهرت بعلم وحكمة كهنة آمون وبها معبد آمون ومقبرة سي آمون من الأسرة 26 ومقابر محفورة في الحجر من القرن الأول والثاني الميلاديين، وبها بقايا مدينة قبطية تسمى “جلد الروم” ومدينة أثرية إسلامية اسمها “شالي” باللغة الأمازيغية ومعناها “المدينة” بنيت من حوالي 1300 سنة واستمرت على حالها 1000 سنة ثم بدأت تتهدم واستطاع فريق المهندس عماد فريد إعادة بناءها بالكامل
ونوه الدكتور ريحان بأن محاضرة المهندس الاستشاري عماد فريد تتضمن الموروث الإنساني والعنصر البشري باعتبارها أهم المعطيات في ترميم المدينة أو عمل أي مشروعات هناك، لمعرفتهم بالطرق التقليدية وتقنيات البناء الخاصة بهم وخبرتهم باستغلال الموارد الطبيعية في البناء بمادة “الكرشيف” والملح واستخدامه في الأسقف والقباب، والطرق الإعجازية لعزل الأسقف باستخدام بشر ورق الزيتون مع الطفلة في السطح النهائي ليكون عازل جيد ولا تحدث فيه شقوق واختيار النخيل المناسب للأسقف وخطوات إعداد النخيل للاستخدام في البناء لأنه يمر بمراحل دقيقة ومعقدة حتى يكون جاهزًا للاستخدام في البناء
وتتطرق المحاضرة إلى ”العمارة القبطية” بأنها عمارة المصريين دون الحكام فالحكام على مدار التاريخ المصري القديم بنوا معابد ومقابر بمهارة شديدة وتكلفة عالية، لكن العمارة المصرية القديمة الحقيقية التي عاش فيها الإنسان وبها كل مظاهر حياته اليومية كانت كلها من الطين حتى المباني الخدمية حول أي معبد كانت من الطين رغم أن المعبد نفسه مبني من الحجر.
ومن المباني المستخدم بها الطين قرية القرنة في الأقصر التي بناها الدكتور حسن فتحي وتولى المهندس عماد ترميم مبانيها المتبقية بتمويل من اليونيسكو وتميز تصميمها بالأحواش الداخلية واستخدام الملاقف الهوائية.
ومشروع قرية “إدرار أملال” وهي باللغة الأمازيغية ومعناها “الجبل الأبيض” التى بنيت في حضن الجبل الأبيض في سيوة بمادة “القرشيف” التي كانت تستخدم في سيوة منذ قديم الأزل، وأتاحت تلك المادة البنائية تصميم حر للمباني وبالرغم من أن هذا الفندق من العمارة البيئية وليس به أي كهرباء إلا أنه أغلى فندق في مصر وهذا يثبت أن العالم الاقتصادي لا ينفر من المباني البسيطة.
ومن ضمن جمال العمارة البيئية احترام الطبيعة من حولها ففي فندق “كنوز” المبني بالطوب النيء تم الاحتفاظ بشجرة الزيتون والنخيل فى الموقع ولم تقطع فأصبحت الطبيعة جزء مكون داخل المشروع وخارج من وسط المباني.
ويعرض المهندس عماد فريد أمثلة من الطراز القبطي النابع من ثقافة الإنسان المصري على مر العصور مثل دير أبو فانا المكتشف حيث ظهر فيه تنوع غني جدًا للبناء بالطوب النيء بمنتهى الدقة ورص الطوب باحترافية، والبجوات التي قال عنها حسن فتحي أنه تعلم بناء القباب من هذا المكان التي ظهرت بوضوح في مبانيها التدرج من المربع إلى المثمن إلى القبة الدائرية، وكذلك الطريق الموجود في دير الأنبا بولا يعتبر من أهم الشوارع الإنسانية المصممة على مدار التاريخ وأيضا مدينة هابو وهي مدينة سكنية مصرية قبطية فيها كل العبقرية في التصميم وفي الصرف الصحي والتغذية بالمياه.
وأشار الكاتب والأديب عبدالله مهدى إلى أن الندوة تأتى تأكيدًا للتواصل الحضارى المصرى وأن المعمارى القبطى قد استفاد كثيرًا من جده المعمارى المصرى القديم الذى تفوق وتسامى بعمارته بكل ما تحتويه من معان روحية ومادية وكان لهما صدى روحى بالغ الأثر في تكييف الفن المعمارى في جميع أنحاء العالم
فالعمارة المصرية القديمة حتى الدولة الحديثة انبثق من فنها وخطوطها اشعاعات قوية استطاعت على ضوئها اليونان والرومان أن يعرفوا منها كيف يضعون خطوطهم المعمارية لتتلاقى عند هدف واضح ، والعمارة القبطية حلقة مهمة مع حلقات أخرى متصلة مع العمارة المصرية القديمة حيث أن المدن المصرية التى أنشأها الأقباط تشبه في تخطيطها مدن مصر القديمة
يستقبل الحاضرون بالندوة رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وأعضاؤها الشاعر السيد داوود والكاتب محمد عجم والكاتب محمد الديب