مصر والسعودية.. شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة: لقاء رئيس الوزراء بوزير الطاقة السعودي على هامش “إيجبس 2025”

مصر والسعودية.. شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة: لقاء رئيس الوزراء بوزير الطاقة السعودي على هامش “إيجبس 2025”
كتب د. وائل بدوى
في إطار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية، شهد مركز المنارة للمؤتمرات الدولية اليوم لقاءً رفيع المستوى جمع بين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة السعودي، وذلك على هامش فعاليات افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي الثامن للطاقة “إيجبس 2025”، بحضور وتشريف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
استهل رئيس الوزراء اللقاء بالترحيب بالوزير السعودي والوفد المرافق له، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين مصر والسعودية في قطاع الطاقة، باعتباره من المجالات الحيوية التي تمثل قاطرة للتنمية الاقتصادية في البلدين. كما أشار إلى الجهود المبذولة في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، وهو المشروع الذي من المتوقع أن يسهم في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية في البلدين، وفتح آفاق جديدة لتصدير الطاقة، لا سيما في ظل التوجه المتزايد نحو الطاقات المتجددة.
وفي حديثه عن رؤية مصر لمستقبل قطاع الطاقة، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية تعمل على التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال تحفيز استثمارات القطاع الخاص، بهدف دعم الشبكة القومية للكهرباء بمصادر طاقة مستدامة، تماشيًا مع استراتيجية مصر 2030 للتحول نحو الطاقة الخضراء.
من جانبه، أعرب وزير الطاقة السعودي عن سعادته بالمشاركة في “إيجبس 2025”، مشيدًا بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه مصر في قطاع الطاقة، والتطورات التي يشهدها قطاع البترول والغاز والطاقة المتجددة. كما أكد على حرص المملكة على تعزيز التعاون مع مصر، خاصة في مجالات تحسين كفاءة الطاقة، وتطوير مشروعات الطاقة المتجددة، ودعم الشبكة الكهربائية من خلال مشاريع تكاملية مثل الربط الكهربائي بين البلدين.

وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى إمكانات الشركات السعودية الرائدة في قطاع الطاقة، موضحًا أن التعاون المشترك سيشمل تبادل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة، بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للطرفين في تحقيق أمن الطاقة، والاستفادة من الإمكانات الضخمة التي يمتلكها كل من البلدين في هذا المجال الحيوي.

يعد مؤتمر ومعرض “إيجبس 2025” واحدًا من أبرز المنصات الإقليمية التي تجمع صناع القرار وكبار المسؤولين والخبراء في مجال الطاقة، لمناقشة أحدث الاتجاهات في الصناعة، وتبادل الرؤى حول مستقبل الطاقة في المنطقة. ويأتي هذا اللقاء ليؤكد على العلاقات الوثيقة بين مصر والسعودية، والتزام البلدين بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية في قطاع الطاقة، بما يدعم التنمية المستدامة ويسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للمنطقة بأسرها.
كلمة المحرر
يؤكد لقاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، على هامش مؤتمر ومعرض “إيجبس 2025”، أن التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في قطاع الطاقة لم يعد مجرد اتفاقات بروتوكولية، بل أصبح نموذجًا للشراكة الاستراتيجية التي تعكس رؤية مستقبلية واعية.
إن مشروع الربط الكهربائي بين البلدين ليس مجرد مشروع تقني، بل خطوة مهمة نحو تكامل الطاقة في المنطقة العربية، حيث يفتح المجال أمام استغلال الإمكانات الضخمة التي تمتلكها مصر والسعودية في مجال الطاقة المتجددة، ويمهد الطريق لمشروعات إقليمية كبرى في هذا المجال الحيوي.
ما يميز هذا التعاون هو أنه لا يقتصر فقط على تطوير الشبكة الكهربائية، بل يمتد ليشمل تبادل الخبرات، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير تقنيات المستقبل، مما يعكس إدراك البلدين لأهمية الاستثمار في الطاقة المستدامة كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية.
يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن لهذه المشاريع أن تؤثر على المواطن العادي؟ الإجابة تكمن في أن تحسين كفاءة الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر نظيفة يعني استقرارًا أكبر في إمدادات الكهرباء، وخفض التكلفة على المستهلك، وتعزيز فرص الاستثمار في القطاعات المرتبطة بالطاقة.
إن “إيجبس 2025” ليس مجرد مؤتمر ومعرض، بل منصة لصياغة مستقبل الطاقة في المنطقة، واللقاء بين قيادات مصر والسعودية يعكس بوضوح أن التعاون العربي في قطاع الطاقة بات ضرورة استراتيجية، وليس مجرد خيار.