من هم «آغوات الحرمين» وما هي شروط اختيارهم ؟
كتبت : أمل مصطفى
“أغوات الحرمين” قصة بدأت أحداثها منذ أكثر من 800 عام “برؤية” لسلطان مسلم عام 557هـ الموافق 1161م، وأنهى فصلها الأخير عالم إسلامي عام 1979م لتطوى صفحة مفعمة بأحاديث وذكريات لفئة خدمت الحرمين الشريفين لقرون.
وقد يتساءل الكثير من الناس عن من يكونوا أغوات الحرم، والجدير بالذكر أن تاريخ الأغوات يعود إلى معاوية بن أبي سفيان، حيث كان أول من قام بوضع خادم للكعبة الشريفة من العبيد، كما أنه كان أول من اتخذ الخصيان لخدمة الكعبة.
وإن الأغوات هم جماعة من الرجال الأفاضل الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، كما أن لقب أغا يرجع إلى لفظ أغا الذي كان يُستعمل في اللغات التركية والكردية والفارسية، كما كان يُطلق هذا اللقب على الخصيان الذين يخدمون القصر.
لماذا اغوات الحرم مخصيين
لقت ذكر المؤرخون على مر تاريخ المملكة العربية السعودية أن الخصيان كانوا يعلمون على خدمة الحرمين، والجدير بالذكر أن السبب وراء أن الأغوات مخصيين وأنهم تم استخدامهم لخدمة الكعبة أنهم لا يلتفتون إلى ملذات الحياة وشهواتها، وبالتالي يكون كامل تركيزهم موجه نحو العمل.
ويعتبر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، أول من وضع خدامًا للكعبة المشرفة من ”العبيد“، أما أول من اتخذ ”الخصيان“ لخدمة الكعبة فهو ابنه يزيد بن معاوية، الذي تولّى الخلافة بعد وفاة والده، العام 60 هجرية، وأول من رتب الآغوات في المسجد الحرام هو الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور
وعن ألوان ملابسهم، كانت ملابس خاصة يتميزون بها عن غيرهم داخل وخارج الحرمين الشريفين، ولهذه الملابس درجات تميز بعضهم عن الآخر، فمن كان منهم في درجة الخبزية وما فوقها يضع الشال – حزامًا من صوف – على كتفه، ومن كان دون درجة الخبزية فإنه يربطه على وسطه، وللآغوات مراتب أعلاها مرتبة شيخ الآغوات.
اما عن المهمات شريفة التي كان الآغوات يقومون بها سابقًا، سواء بالمسجد الحرام أو المسجد النبوي، وقد حصر بعض المؤرخين تلك المهام فوجدوا أنها تتجاوز الأربعين وظيفة.
وبين أن أولى هذه الوظائف قيامهم بالفصل بين الرجال والنساء في الحرمين الشريفين، ومنع النساء من الطواف بعد الآذان، وتولّي مسؤوليات كنس وتنظيف صحن المطاف، وتقديم سقيا ماء زمزم للملك، ورؤساء الدول الإسلامية، والوفود الرسمية بعد انتهائهم من الطواف ، وأيضا أنهم يتولون تنظيف الحجرة النبوية، وفتحها لضيوف الدولة بناءً على موافقة صادرة من الدولة، إضافة إلى دورهم في تنظيف وإنارة القناديل.
الموقع الذي يجتمعون فيه الاغوات يوجد في المسجد النبوي الشريف موقع يعرف بالصُّفة أو كما يقال بالعامية دكة الآغوات، وهو في الركن الشمالي الشرقي من المسجد النبوي، وهو الموقع الذي ”أمر به النبي فظُلل بجريد النخل، وأُطلق عليه اسم ”الصُّفة“ أو ”الظلة“.
وقيل: ”أُعدت الصفة لنزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا أهل فكان يقل عددهم حينًا، ويكثر أحيانًا، وكان النبي كثيرًا ما يجالسهم، ويأنس بهم، ويناديهم إلى طعامه، ويشركهم في شرابه؛ فكانوا معدودين في عياله“، وكانت دكة الآغوات ملتقى لهم في بداية أعمالهم بالمسجد النبوي الشريف ، أما عن مصادر دخل أغوات الحرمين الشريفين، فأوضح حلبي نقلًا عن مسؤولين، ”أنهم يتلقون راتبًا يبلغ 3370 ريالًا، وأكثر راتب يستلمونه هو 4700 ريال (1250 دولارًا)“.
شروط الالتحاق بأغوات الحرم
يوجد العديد من المصادر التي ذكرت أن الالتحاق بأغوات الحرم لابد أن يلتزم بشروط، والتي نعرضها لكم على النحو التالي:
حيث لابد له أن يكون مخصيًا وأن يوافق على تطبيق نظام الأغوات عليه.
يتوجب عليه أن يرابط في الحرم مدة 7 سنوات متواصلة، ويكون ذلك تبعًا لجدول المناوبة للأغوات.
يشترط أن يقوم بتأدية واجبه على أكمل وجه ويحرص على إطاعة أوامر رؤسائه.
لابد أن يكون في صحة جيدة.
يجدر الإشارة إلى الأغوات كانوا يتم إحضارهم من خلال السفارة السعودية ويقومون بإجراء فحص طبي لهم ويتم رفع ملفهم إلى وزارة الحج والأوقاف.
بالنسبة للوقت الحالي فلا يتم قبول استقدام اغوات جدد وهذا وفقًا لأوامر سامية، حيث تم تعيين آخر أغا عام 1399 هـ، وعدد الأغوات الحالي هو 12 أغا في الحرم المدني الشريف.
إن عدد كبير من المواطنين السعوديين يرغبون في التعرف على من هم اغوات الحرم، ويزداد فضول الناس للاطلاع على سبب الأقاويل أن أغوات الحرم مخصيين، كما عرضنا لكم فيما سبق السبب في ذلك، والجدير بالذكر أنهم كانوا يتمتعون بمكانة مهمة في المملكة العربية السعودية على مر التاريخ