هل تنجح دول اوروبا بتسعير النفط الروسي وتأثيرها على أسعار الطاقة
كتبت :د. سرى العبيدي
بعد اندلاع الازمة الأوكرانية الروسية توالت العقوبات الامريكية والاوربية على روسيا وابتدأت بالعقوبات الشخصية وعقوبات على بعض الشركات النفطية ، ثم اخراج روسيا من نظام سويفت وهكذا في محاولة للتأثير على روسيا وثنيها على مواقفها الثابتة.
نتيجة الحصار على روسيا انعكس سلبا فالتضخم ارتفع بشكل كبير ووصل الى اكثر من 10 % في أوروبا والمتضرر الأول هي أوروبا وخصوصا الدول التي تعتمد على الغاز والنفط الروسي مما جعل بعض الدول تعود لاستخدام الفحم في عملية توليد الطاقة الكهربائية بعد ان كانت تعتمد على مصادر الطاقة الروسي .
وحينما شعرت أوروبا و (حلف الناتو) ان العقوبات لا تؤثر بشكل كبير على روسيا بدأت تصدر حزمة أخرى من العقوبات الجديدة.
اخر ما توصلت اليه الدول المناوئة لروسيا قرار للاتحاد الأوروبي هو وضع سقف اعلى لبرميل النفط الروسي عند 60 دولار .
وحينما تكدست بعض ناقلات النفط الروسية في مضيق الدردنيل كان رد فعل روسيا هو عدم بيع النفط للدول التي تلتزم بقرار سقف السعر المحدد.
وهذا القرار سيشكل عبئا على الدول الاوربية اكثر من روسيا ولعدة اسباب
لكون روسيا لديها بدائل منها انها تبيع لشركات ثانوية وتلك الشركات تبيعها بسعر السوق وكذلك يوجد سبب اخر وهو ان معظم الموازنات العامة لروسيا في السنوات السابقة قد حددت سعر برميل النفط ما بين 40 الى 45 دولار وبالتالي ان أي انخفاض في سعر النفط او حجم المبيعات سوف لن يؤثر في موازنة روسيا للعام المقبل.
من الطبيعي ان العقوبات التي طالت القطاع النفطي الروسي ستؤثر في السوق العالمية فيقل العرض في السوق العالمي مما سيجعل الأسعار ترتفع ، بالإجمال.
اما اذا كان البديل عن النفط الروسي هو النفط العربي فهو يصل بالناقلات وهو أغلى في الوقت الذي يكون فيه النفط الروسي اقل سعرا لأنه يصل بالأنابيب وفي حالة الاستغناء عنه ستكون الاسعار أغلى مما يؤثر على الاقتصاد الاوربي.
نتيجة النقص بالإمدادات النفطية الواصلة للسوق من روسيا فقد توقعت معظم المعاهد العالمية وكذلك وزارة الطاقة الامريكية بان يكون سعر برميل النفط للعام المقبل بحدود 92 دولار
ان الحصص النفطية لدول أوبك محددة وجميع أعضاء المنظمة ملتزمين بمقررات المنظمة ومنها الحصص التي تم تحديدها.
لذا فان اي فرض في تحديد سعر نفط روسيا من قبل دول اوروبا لن يجدي نفعا ولم تلتزم به روسيا وسيكون وبالاً على الدول التي تحاول أن تنال من روسيا العظيمة .
واخر الكلام :
الحرب خاسرة، وأوروبا تنهار من الخاصرة، وروسيا لن تهزم، وعلى الغرب أن يعلم، ان التسوية مرارة لابد منها، والعنجهية لا تفيد، ولا بد من التخلي عنها، والبحث عن حل مفيد، والحل يبدأ بقبول تغيير الحدود، والتسليم بما وضع بوتين من شروط، ولن تزول أوكرانيا من الوجود، إذا أعيد رسم الحدود.