هل مشروع ممر التنمية لفاروق الباز… يعتبر قاطرة التنمية لمصر
بقلم : د. احمد ممدوح
فلقد تقدم العالم الكبير الدكتور فاروق الباز، أستاذ البحث العلمي ومدير مركز الاستشعار عن بعد بحامعة بوسطن الأمريكية، بمشروع ممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية، في ١٩٨٥م، بغرض إنشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتى بحيرة ناصر في الجنوب وعلى مسافة تتراوح بين ١٠و٨٠ كيلو مترا غرب وادي النيل، يفتح هذا الممر آفاقا جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري حول مسافة تصل إلى ٢٠٠٠ كيلو متر. لكي يكون
قاطرة التنمية لمصر.
وقال العالم المصري الدكتور فاروق الباز، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل معه خلال تحضيره لخوض الانتخابات الرئاسية للولاية الأولى بشأن تضمين ممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية ببرنامجه الانتخابي ودراسة تنفيذه في اقرب وقت.
واكد فاروق البارز، إن ممر التنمية برنامج قومي لتحفيز النشاط الاقتصادي وتشغيل الأيدي العاملة، كما أنه يستهدف فتح مساحات جديدة في الدولة المصرية للعيش فيها لتخفيف الضغط عن منطقة الدلتا والتي يتكدس عليها الشعب المصري في مساحة لا تزيد على ٧.٥ مليون كيلومتر مربع.
كما ذكر أن حلم ممر التنمية بدأ خلال فترة الرئيس السادات، عندما طلب منه إيجاد مناطق جديدة في الصحاري المصرية تصلح للمعيشة.
وتابع: حاولنا في بداية الأمر التوسع في منطقة الواحات بالصحراء الغربية بالتحديدالفرافرة واثبتت التجربة أن المعيشة هناك صعبة جدا وبالتالي وجهنا تفكيرنا لإيجاد اماكن جديدة للمعيشة قريبه من النيل، لافتا إلى أن المساحة المقترح انشاء ممر التنمية عليها تفوق هذه المساحة بمره ونصف اي مايقرب من ١٠.٥ مليون كيلومتر مربع، موضحا أنه سوف يسهم في بناء عدد من المدن والقري علي جانبي ممر التنمية والذي يضم عدد كبير من التجمعات غرب النيل والدلتا تبدأ من منطقة العلمين وحتي اسوان تربط بينها وبين الوادي شبكة طرق بريه.
وقال ان محور ممر التنمية سوف يمتد في المستقبل من تحت اسوان ليعبر افريقيا كلها مشددا ان هذا الممر سيعتبر “مفتاح افريقيا” لأن أي تعاملات تجارية بين أوروبا وافريقيا ستكون من خلاله مما يعود علينا بالنفع الكبير، مؤكدا أن هذا الممر يوازي أو يفوق مايعود علي مصر من قناة السويس، مؤكدا على أن ممر التنمية هو مفتاح التقدم لمصر.
ولفت الباز، في محاضرته إلى أن هذا الممر سوف يفتح مجالات لسوق العمل بمصر حيث يحتاج تنفيذه مايقرب من عشر سنوات ويحتاج مايقرب من اربعمائة الف يد عامله مابين مهندسين وجيلوجيين وعمال.
ولفت الباز إلى خطورة البناء على الأرض الزراعية في مصر، معبرا عن هذه الخطورة بقوله «الأراضي الزراعية في مصر تتهالك وتنتحر» على حد وصفه.
وأوضح، أيضا أن الأراضي الزراعية اختفت تحت المباني وهذا مؤشر خطر يشير الي اننا خلال سنوات قليلة لن نجد مصادر للغذاء، مطالبا بضرورة تغيير منهج حياتنا والتكاتف للتوسع في مناطق المعيشة وضرب الباز المثل بما حدث في الهند وامريكا من تنمية حيث اقامت كلا منهما عدة محاور ساهمت بشكل كبير في هذه التنمية.
ويتضمن مقترح ممر التعمير إنشاء :
١- طريق رئيسي للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ من غرب الإسكندرية بمدينة العلمين ويستمر حتى حدود مصر الجنوبية بطول ١٢٠٠ كيلو متر تقريبا.
٢- إثنا عشر فرعا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني على طول مساره بطول كلي نحو ٨٠٠ كيلو متر.
٣- شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي.
٤- إنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوبا وحتى نهاية الطريق على ساحل البحر المتوسط.
ه- خط كهرباء يؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الأولية.
اما عن المزايا والمنافع المنتظرة للمشروع :
١- الحد من التعدي على الأراضي الزراعية داخل وادي النيل من قِبل القطاع الخاص والحكومي معاً.
٢- فتح مجالات جديدة للعمران بالقرب من أماكن التكدس السكان.
٣- إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل.
٤- توفير مئات الآلاف من فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والإعمار.
٥- تنمية مواقع جديدة للسياحة والاستجمام في الصحراء الغربية بالشريط المتاخم للنيل.
٦- الإقلال من الزحام في وسائل النقل وتوسيع شبكة الطرق الحالية.
٧- تأهيل حياة هادئة ومريحة في بيئة نظيفة تسمح للبعض للإبداع في العمل.
٨- ربط منطقة توشكى وشرق العوينات وواحات الوادي الجديد بباقي مناطق الدولة خلال وسيلة سريعة وآمنة.
٩- خلق فرص جديدة لصغار المستثمرين للكسب من المشاريع في ميادين مختلفة.
١٠- مشاركة شريحة واسعة من الشعب في مشاريع التنمية مما ينمي الشعور بالولاء والانتماء.
١١- فتح آفاق جديدة للعمل والتمتع بثمار الإنجاز في مشروع وطني من الطراز الأول.
١٢- خلق الأمل لدى شباب مصر وذلك لتأمين مستقبل أفضل.