ياسر عامر: الرجل الآخر!!!.. “الجزء الثاني”
قصة قصيرة بقلم / ياسر عامر
لم تستوعب جملته لها ” أنا رسول من صنع الأعوان الذين يؤمنون بسيدنا مكلف ان أحقق لك أحلامك” اغمضت عينيها بعد ان وضعت اصبعها علي مكان التوقيع ووقعت العهد بدون تفكير وكأنها مسحورة ، لكنها نظرا لتربيتها من قبل اسرتها المتدينة أفاقت من غفوتها و امسكت الورقة التي كتب عليها العهد الملعون محاولة أن تمزقها ولكن هيهات كانت من نوع مختلف لا يمكن تمزيقه ولا محو توقيعها تذكرت انها وقعت باصبعها فقط علي نموذج” تاتش اسكرين” وأرسل العهد في الحال الي سيده !!! هكذا قال لها .. رفضها الشديد كان نوعا من التمرد غير المسموح به، واخبرها انها في العهد لابد أن تحقق جميع بنوده إلا لن تستطع العيش لحظة في راحة بال ولفت نظرها أن لكل شيء ثمن لا بد ان يدفعه وهذا دين تدفعه سواء طوعا او كرها.
شهور تجري من عمرها مر عام حققت خلاله شهرة عالية في مجال علاج وتقويم الأسنان حني أصبحت تمتلك مركزا ضخمة شهيرا في تقويم الأسنان وتجميل الفك ساعدها علي ذلك شهرتها التي حققتها في مجال الغناء وبعض ادور لها في أعمال وألبومات غنائية بعد سنوات لا تعد علي أصابع اليد الواحدة أصح لديها المئات من المعاونين وملايين المتابعين علي صفحات التواصل الاجتماعي وتهرول ورائها البرامج الفضائية لاستضافتها عارضة عليها ملايين الجنيهات لدقائق معدودات. غرتها شهرتها وجمالها الاخاذ الذي يزداد عام بعد عام بشكل ملحوظ وجاذبيتها التي لا تقاوم .
رفضت طوابير العرسان وطالبي يدها للزواج عروض كثيرة من مختلف البلدان عربية واجنبية بكافة الإجراءات وهي ترفض مقابلتهم حتى أنها وظفت متخصصين علاقات عامة لمقابلة جحافل الخطاب ومقابلتهم بالرفض.
وفي يوم من الأيام فوجئ أهلها بعجوز في تكوف بفيلتهم تلح في الدخول تحت ضغط الحاحها رغم ريبتهم الشديدة وافق والدها علي المقابلة، العجوز أنيقة في ملبسها رغم المظهر القديم كأنها عبرت منذ العصور الغابرة بآلة الزمن الي زمننا الحالي كأنها هاربة من أساطير الاولين، تزامن مع دخولها الفيلا رياح باردة علي غير أصابت الموجودين بالقشعريرة وبإصرار وصوت حاد قاطع جاد أخبرتهم أنها أتت تطلب يد ابنتهما لابنها الوحيد مخرجة من حقيبة يدها صورة شاب في الثلاثين من عمره تقريبا وجهه أبيض شاحب غريب، كأنه لا يوجد به دماء، عيون متجمدة جاحظة كأنها من زجاج، يشبه والدته كثيرا ، مقعد علي كرسي متحرك عتيق، وفي لحظات كان رد والدها ووالدتها في توقيت واحد ” معندناش بنت للجواز” احسن منه واترفض بنتنا مش عاوزة ترتبط شرفتي لما تتغير ملامح وجه العجوز كأنها كانت تتوقع الرد و ردت في هدوء مرعب : ” الصورة معاكوا انصحها توافق ” موجهة تهديدها للوالد وضعت الصورة علي منضدة الصالون أمامهما وانصرفت مرددة” عارفة طريقي اكتر منكم” وأمهلتهم ثلاث ايام انصرفت مرددة انصح بنتك توافق… انصح بنتك توافق.
وكأن الرياح ترافقها أتت وانصرفت معها ولكنها أبت إلا أن تشارك في الموقف وتترك بصمتها فطارت صورة العريس المنتظر من فوق المنضدة أخذت تطير فوق الدرج وكأن الحياة دبت بها رويدا رويدا حتى استقرت أمام غرفتها كأنها تنتظر الباب أن يفتح .
أما هي فحاولت تمزيق الصورة وكأنهامسحورة كلما مزقتها رجعت سيرتها الأولي وسط ذهول الجميع حتى عندما استعانت بصديق وحاولت حرقها كانت لا تتأثر بالنيران.
كان لا بد لهم ان ينتظروا مرور الثلاث ايام التي انظرتهم بها العجوز مروا كسنوات في جو يسوده الريبة والرعب كل ذلك والصورة المسحورة تستقر في غرفتها حتى عندما حاولت تغير غرفة نومها كانت الصورة ترافقها حتى في استديو التصوير او مركز تجميل الأسنان الخاص بها.
رغم كل ذلك كان اتفاق الجميع الرفض التام فالموت ارحم من الموافقة علي هذا العريس المريب ولكنهم ظنوا أن الموت هو أصعب النهايات لكن الأحداث أظهرت شيء مختلف غير وجهة نظرهم.
تغير وجه العجوز فجأة من اللون الأبيض الشاحب الي اللون الأزرق ثم الأحمر وسط جو من الرعب عندما اخبروها كما اتفقوا انهم يرفضون ابنها لوجود عريس آخر سيرتبط بها تغيرت الرياح من باردة إلي ساخنة كأنها من جهنم ورددت العجوز ” الموت هيكوت أمنية وانتي مش هتتجوزى غير ابني” وفي تلك اللحظات العصيبة علي الأسرة حدث شئ غير متوقع.