كتب د وائل بدوى
في يوم الأربعاء الموافق 24 أبريل 2024، استضافت كلية الطب بجامعة عين شمس، القاهرة، المؤتمر السنوي الثاني لكرسي اليونسكو للأخلاقيات الحيوية تحت عنوان “نحو استخدام أخلاقي للتكنولوجيا الحيوية”. الهدف من الكرسي هو تكوين مجتمع من الأخلاقيين الحيويين في مصر لتسهيل تبادل المعرفة، الخبرات، والممارسات الجيدة.
افتتحت الأستاذة الدكتورة سونيا عزب، مديرة كرسي اليونسكو للأخلاقيات الحيوية وأستاذ الطب الشرعي والسموم بكلية الطب، جامعة عين شمس، المؤتمر بكلمة ترحيبية، معربة عن سعادتها البالغة بتواجد المشاركين وأهمية هذا الحدث في تعزيز استخدام التكنولوجيا الحيوية بطريقة أخلاقية.
تضمن المؤتمر عدة جلسات نقاشية حيث تم تقديم مجموعة من الأوراق البحثية:
• الجلسة الأولى: تحدث الأستاذ بهاء درويش، أستاذ الفلسفة بجامعة المنيا، عن دور الأخلاقيات الحيوية في إنقاذ الأرواح في الأوبئة المستقبلية. كما ناقش الأستاذ محمد عبد الرازق، أستاذ الذكاء الصناعي بجامعة الأزهر، التحديات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الصناعي.
• الجلسة الثانية: تناولت مواضيع مثل الموافقة المستنيرة في البحث والممارسة الطبية، وقدم الدكتور هاني سليم نظرة عامة على ذلك.
التحديات الأخلاقية والتوصيات
تمت مناقشة التحديات الأخلاقية التي تواجه العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء الأوبئة، مع الأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19.
ختام المؤتمر
اختتم المؤتمر بجلسة للتوصيات والنقاش حول كيفية مواجهة المخاطر الأخلاقية في مجال البحث الطبي والتكنولوجيا الحيوية، وذلك بمشاركة جميع الحضور في مناقشة بناءة حول تحسين الأطر التنظيمية وتعزيز الشفافية والمساءلة في استخدام التكنولوجيات الحيوية.
التأثير المستقبلي للمؤتمر
يأمل المنظمون أن يكون المؤتمر قد ساهم في تعزيز الوعي والفهم حول القضايا الأخلاقية المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية، وأن يكون قد وفر منصة للمتخصصين من مختلف التخصصات لتبادل الأفكار والخبرات بشكل يعود بالنفع على المجتمع بأسره. كما يُظهر هذا المؤتمر التزام جامعة عين شمس وكرسي اليونسكو للأخلاقيات الحيوية برفع مستوى النقاش الأخلاقي حول التقنيات الحيوية وضمان استخدامها بما يتماشى مع أعلى المعايير الأخلاقية.
الدعوة للمشاركة المستمرة
في ختام المؤتمر، دعت الأستاذة سونيا عزب الحضور والمهتمين من جميع أنحاء العالم لمواصلة الحوار والمشاركة في الفعاليات المستقبلية التي تنظمها الجامعة وكرسي اليونسكو للأخلاقيات الحيوية. كما شجعت على تعزيز الشراكات بين الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاعات الطبية لدعم البحث العلمي الأخلاقي وتطبيقه بطريقة تخدم المجتمع وتحترم الكرامة الإنسانية.
أكد المؤتمر على أهمية التعليم والتدريب في مجال الأخلاقيات الحيوية كأساس لتحقيق التقدم في مجالات البحث والتطبيق الطبي والبيولوجي. الجامعة تعتزم توسيع برامجها التعليمية في هذا المجال لتشمل ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تعزيز الكفاءات الأخلاقية للباحثين والمهنيين الطبيين.
مع اختتام فعاليات هذا المؤتمر، تبقى الرسالة واضحة: التزامنا بالأخلاق في التكنولوجيا الحيوية هو جزء لا يتجزأ من مسؤوليتنا تجاه الجيل الحالي والأجيال القادمة، وهو ما يمثل دعوة مستمرة لكل العاملين في هذا المجال للعمل بجدية ومسؤولية في سبيل مستقبل أفضل.