يحدث فى كندا : خمس مجالس مدارس فى أونتاريو ومدرستان خاصتان يقاضون الشركات وراء منصات التواصل الاجتماعى
كتب د وائل بدوى.
قامت خمس مجالس مدارس في أونتاريو ومدرستان خاصتان برفع دعاوى قضائية ضد الشركات المسؤولة عن منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك، وإنستغرام، وسناب شات، وتيك توك، متهمين إياهم بتصميم منتجات غير آمنة وإدمانية تضر بالصحة النفسية للطلاب وتعرقل عملية التعلم.
وقد تم تقديم هذه الدعاوى يوم الثلاثاء في محكمة العدل العليا في أونتاريو من قبل مجلس مدرسة مقاطعة دافرن-بيل الكاثوليكية، ومجلس مدرسة منطقة يورك الكاثوليكية، ومجلس مدرسة منطقة ترليوم لاكلاندز، ومجلس مدرسة أوتاوا الكاثوليكية، ومجلس مدرسة منطقة نياجرا، بالإضافة إلى مدرسة هولي نيم أوف ماري للبنات في ميسيساجا، ومدرسة إيتز شاييم اليهودية في تورونتو.
وفي شهر مارس الماضي، أصبحت أربع من أكبر مجالس المدارس في البلاد – مجلس مدارس منطقة تورونتو، ومجلس مدارس منطقة تورونتو الكاثوليكية، ومجلس مدارس منطقة أوتاوا-كارلتون، ومجلس مدارس منطقة بيل – الأولى في كندا التي تقدمت بدعاوى قضائية تتهم شركات التواصل الاجتماعي بالإهمال في تصميم منتجات تعرقل التعلم وتعيد تشكيل سلوك الطلاب تاركةً المعلمين يتعاملون مع التبعات.
التفاصيل القانونية
تشترك الدعاوى الجديدة في صياغة مشابهة وتصف شركات التواصل الاجتماعي بأنها تختار “تعظيم الأرباح على حساب رفاهية الطلاب” دون اعتبار للموارد المحدودة التي تمتلكها المدارس لمساعدة الشباب. ورفعت مجالس المدارس والمدارس الخاصة دعاوى ضد شركة ميتا بلاتفورمز إنك، المسؤولة عن فيسبوك وإنستغرام، وشركة سناب إنك، الشركة الأم لسناب شات، وشركة بايت دانس ليمتد، المالكة لتطبيق تيك توك. ويطالبون بتعويضات تصل إلى 2.6 مليار دولار.
ولم تثبت أي من هذه الادعاءات في المحكمة بعد.
في بيان عبر البريد الإلكتروني يوم الثلاثاء، قالت شركة ميتا إنها تعمل على “توفير تجارب آمنة وداعمة للمراهقين عبر الإنترنت”، بما في ذلك الاستثمار في تقنية تكتشف وتزيل المحتوى المتعلق بالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل قبل أن يتم الإبلاغ عنها.
وقالت تيك توك إن التطبيق يحتوي على ضمانات، بما في ذلك أدوات تحكم للوالدين وحد زمني تلقائي لمدة 60 دقيقة للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. وذكرت سناب أنها تعتزم الدفاع عن الادعاءات، مضيفةً أنها تشعر بالارتياح بشأن الدور الذي يلعبه سناب شات في مساعدة الأصدقاء المقربين على الشعور بالارتباط والسعادة والاستعداد لمواجهة تحديات المراهقة.
تدابير جديدة في المدارس
أعلن الشهر الماضي حكومة أونتاريو أنها ستتخذ إجراءات صارمة بشأن استخدام الهواتف المحمولة في المدارس. ووفقًا للقواعد الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ هذا الخريف، يجب على الطلاب في الصف السادس وما دون إبعاد هواتفهم المحمولة، وإطفائها أو وضعها في وضع الصامت طوال اليوم الدراسي، إلا إذا حصلوا على إذن من المعلم. أما الطلاب في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر، فسيتمكنون من استخدام هواتفهم فقط بين الحصص أو خلال فترة الغداء، إلا إذا وُجهوا خلاف ذلك من قبل المعلم. وسيتم إرسال الطلاب الذين لا يمتثلون إلى مكتب المدير، وقد يتعرضون للإيقاف.
وأعلنت الحكومة أيضًا أن مجالس المدارس ستكون ملزمة بتقييد الوصول إلى جميع منصات التواصل الاجتماعي على شبكات الواي فاي الخاصة بالمدرسة والأجهزة المدرسية.
التحديات المستقبلية
تقول الدعاوى إن الشركات كان ينبغي أن تعرف أن “سلوكها المهمل” سيعطل أنماط النوم وتطور الدماغ لدى الشباب، ويمنعهم من التركيز والتعلم في الفصول الدراسية.
يقود الدعاوى شركة نينشتاين للمحاماة، ولا تتحمل مجالس المدارس أي تكاليف تتعلق بالدعاوى، حيث ستأخذ الشركة أتعابها من التعويضات في حال تم منحها.
قالت كاري هيوز-غرانت، مديرة مدرسة هولي نيم أوف ماري في ميسيساجا، إن مدرستها لديها قواعد بشأن استخدام الهواتف المحمولة، ومع ذلك، فإن إدارة السلوك المتعلق بالتكنولوجيا كانت تحديًا.
وأضافت “أود حقًا أن يعترفوا بأنهم خلقوا عن علم تكنولوجيا إدمانية”.
وقال توم داميكو، مدير التعليم في مجلس مدرسة أوتاوا الكاثوليكية، إنه يأمل أن تدفع هذه الدعاوى شركات التواصل الاجتماعي إلى إجراء تغييرات لحماية الشباب.
وأضاف “نحن لسنا ضد التكنولوجيا. نرى أن لديها الكثير من الإمكانيات للخير”، مشيرًا إلى “أننا نرى الجانب الآخر من العملة، من حيث الضرر الذي تلحقه بالصحة النفسية”.
تأثير هذه القضايا على مصر والعالم العربي
رفع الدعاوى القضائية من قبل مجالس المدارس في أونتاريو ضد شركات التواصل الاجتماعي قد يترك تأثيرات كبيرة على مصر والعالم العربي في عدة جوانب. وفيما يلي نظرة على بعض هذه التأثيرات المحتملة:
1. زيادة الوعي بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
القضايا المرفوعة ضد شركات التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على المشاكل الصحية النفسية والإدمان الناجم عن استخدام هذه المنصات. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوعي في مصر والعالم العربي حول المخاطر المحتملة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط. قد تساهم هذه القضايا في تحفيز الحكومات والمؤسسات التعليمية على اتخاذ خطوات لتوعية الشباب والأهالي بأهمية الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
2. تعزيز اللوائح التنظيمية
قد تشجع هذه القضايا الحكومات في مصر والعالم العربي على مراجعة وتحديث اللوائح والقوانين المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب. يمكن أن تشمل هذه اللوائح فرض قيود على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، أو وضع سياسات تحد من الوصول إلى المحتوى غير المناسب على الإنترنت.
3. تحسين برامج التعليم والتوعية
يمكن أن تدفع هذه القضايا المؤسسات التعليمية إلى تطوير برامج تعليمية تهدف إلى توعية الطلاب حول الاستخدام الآمن والمسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي. قد يشمل ذلك إدراج دروس حول الصحة النفسية والتأثيرات السلبية للإدمان على التكنولوجيا في المناهج الدراسية.
4. تشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا الصحية
قد تلهم هذه القضايا الشركات الناشئة في مصر والعالم العربي لتطوير تطبيقات وأدوات تهدف إلى تحسين الصحة النفسية للمستخدمين. يمكن أن تتضمن هذه الأدوات ميزات لتقليل وقت الشاشة أو لمساعدة المستخدمين على إدارة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل.
5. تحفيز النقاشات المجتمعية
قد تثير هذه القضايا نقاشات مجتمعية واسعة حول دور التكنولوجيا في حياة الشباب، مما يساهم في تعزيز الحوار بين الأهل، والمدرسين، والطلاب حول كيفية تحقيق توازن صحي بين استخدام التكنولوجيا والحياة اليومية.
6. تأثير على السياسات التعليمية
يمكن أن تؤدي هذه القضايا إلى مراجعة السياسات التعليمية في الدول العربية بشأن استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية في المدارس. قد تتخذ الحكومات إجراءات مشابهة لتلك التي اتخذتها أونتاريو، مثل فرض قيود على استخدام الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي.
بشكل عام، هذه القضايا قد تكون دافعا للتغيير الإيجابي في كيفية تعامل المجتمعات العربية مع التحديات الناجمة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساهم في حماية الصحة النفسية للشباب وتعزيز بيئة تعليمية أكثر أمانًا.