آراء حره

《دماء على الجدران》

بقلم : حنان الشامي

 

الدماء تتناثر على جدران البيت ويوجد شكل ايد بشريه مدممه على الجدار وصورة فتاه بالدم يندهش الماره في حارة المظلوم العائد تسميتها الي الحاج مظلوم اول جار بني بيته في هذه الحاره وهي حارة ضيقة الأركان لا يتعدى عرضها ثلاث أمتار بها تسع من المباني كل مبنى ثلاث أدوار والجيران يعيشون فيها كالأهل يمثلون قلبا واحدا  

 

ولكن الشئ الغريب ان هناك احدي المنازل وهو منزل جارهم الحاج متولي منزل رقم ٤ يروا جيرانه دوما دماء على جدران واجهة منزل جارهم الحاج متولي الجزار وهو الجار الودود المقرب للجميع فيرددون السؤال لأنفسهم ما هذه الدماء؟ ودماء من تكون؟وماذا عن تلك الايد البشريه المدممه

 

شئ عجيب….

محدش هنا اتقتل ولا اتخانق فجميع سكان المنزل ده بخير… وهكذا مرت خمس سنوات والمشهد يتكرر بإفراط ولاتجف ولا تفنى آثار تلك الدماء المثيرة للدهشة….

 

 وامل بنت عم متولي فتاة الثالثة عشر عام من سكان هذا البيت العجيب تضحك بهسترية كلما رآت الدماء وتهرول سعيدة الي مدرستها الاعدادية وتتعجب لأمرها الحاجه فوقية وهي تنشر الغسيل صباحا وتردد ربنا يشفيكي يا امل يا بنتي معرفش ايه اللي جرالك وايضا في مدرستها لاحظت المدرسة انها تغيرت كثيرا تنام اغلب الحصص وأصبح لديها تأخر دراسي رغم أنها كانت متفوقة سابقا والاولى على الجمهورية في الابتدائية وحصلت على جائزة وتكريم من الدولة فأبلغت المدرسة مديرة المدرسة بحال امل واستودعت المديره الاب وسردت له ما يحدث لأبنته امل. 

 

وعلمت الأم وكانت تردد للاب البت اتحسدتي يا متولي ويرد عليها بلاش تخاريف يا ام امل هي بس عشان مفيش غيرها عندنا انتي خايفه عليها..الهانم طول الليل سهرانه على الموبيل وبتروح تنام في المدرسة واكيد مش هتركز في دروسها.طيب والدم اللي على حيطان بيتنا والاكيد اللي على الحيطان وبنتك اللي بتكلم الحيط وتبوسه وتضحك بتسلم على الايد.. رد الاب تلاقي حد دبح ياستي وطرطش الدم متخديش في بالك انتي بس بتكبري الأمور. 

 

وصمتت ام امل برهة باكيه تفكر فيما اصاب ابنتها.. وذات يوم خرج الاب عمله فكان جزار يعمل مع اخوه بمحل الجزاره الموروث من والدهم وعند انتهاء عمله يدخل كل ليله بالجلباب الأبيض المدمم وتراه امل وتضحك كأنها تحادث الدم الملطخ بالجلباب ولا يهتم اباها.

 

وفي البوم التالي. خرج الاب لعمله كعادتها ونامت الأم بعد خروجه وشعرت بأيد تلامس عنقها فصاحت وجدت ابنتها امل وبيدها سكين تحاول قتل امها وعندما صرخت امل امل بتعملي ايه اختفت من أمامها وهرولت الأم الي حجرة امل فإذا بها تجد الابنه نائمة وتتعجب الأم وتسمى الله وتفتح إذاعة القرآن الكريم وتصلي ركعتين داعيه الله بحفظ وشفاء ابنتها.

 

وفي المساء جاء الاب وحدثته سميره ام امل بهذا الأمر العجيب فقهق قائلا يا سميره انتي كبرتي الموضوع وخرفتي .. روحي استهدي بالله وصلي ركعتين ونامي خوفك على البت خلاكي تخرفي

ردت لاحول ولاقوه الا بالله وصاحت

يا حاج والله مش بخرف دي حقيقه…. رد طب نامي بدل ما تقلب نكد..

 

 نامت ام امل وسمعت في منتصف الليل صوت نظرت من شباك غرفتها ووجدت امل تقبل الدماء المتناثر على جدران منزلهم

فهرولت الأم لتوقظ زوجها

متولي….. متولي في ايه حرام عليكي عايز انام عندي شغل ومطحون طول اليوم

طب شوف من الشباك بنتك بتعمل ايه

عشان مش مصدقني لما بقولك البت مش طبيعيه…هرول من مضجعه وبالفعل وجد امل تقبل الجدران الملطخه بالدماء فصاح امل.. امل

وفجأه…. اختفت.

 

وجري على حجرة امل وجدها نائمة كما شاهدت الأم من قبل فنادي الاب عليها لسؤالها 

امل… امل

نعم يا بابا

انتي يابنتي كنتي تحت دلوقت.

تحت فين يا بابا…. لا ما انا نايمه ادامك اهو

طب نامي يا حبيبتي

مالك يا بابا فهمني

لا… لا… مفيش حاجه

نامي يا بنتي ربنا يبعد عنك كل سوء

الأم… صدقتني هنعمل ايه دلوقت.

 

البت شكلها ملبوسه يا متولي

وايه الدم اللي بيظهر على حيطان بيتنا ده والسكان كلهم مستغربين

وببنتك بتبوس الدم على الحيطان ليه وبصحك الحيطان كأن في حد بكلمها وبيضحكها

لازم نروح لشيخ ونشوف الموضوع ده

طب أهدى يا ام امل علي ما نفكر هنعمل ايه.

 

واحضر الاب كاميرا في منزله حتى يراقب ما تفعله امل وهم نيام وراجع الكاميرا وجد المشهد يتكرر في منتصف الليل…… أمل تخرج وتقبل الحيطان وتضحك كأن احد تراه أمامها وفي نفس الوقت امل نايمه في حجرتها فهي شكلين بنت نايمه في حجرتها وأخرى نفس النسخه في الشارع تقبل جدران البيت.

 

فدهب الاب الي ساحر وحكي له ما حدث وتلاعب بهما واخذ العديد من المال دون جدوي

فدهب لطبيب نفساني واحضر له امل وتحدثت الفتاه عن أشياء شتى للطبيب وهي تبكي ومن الأشياء انها كلما رآت اباها داخل بملابس عمله المليئه بالماء تضحك بصوت مرتفع وتدخل حجرتها وتبكي وتنام وانها ذات يوم نظرت في مراتها باكية فوجدت فتاه شبها تماما تكسر المرأه وجبتها خارج المنزل وطعنتها بسكين ثم لطخت الحيطان بالدماء حتى لفظت امل انفاسها الأخيرة.

 

وظهرت الأخرى في ثوب امل فهي ليست امل وفجأه.. قامت وضربت الطبيب على راسه حتى الموت واكتظت العياده بالمرضى والماره من ضجيج الجميع ووالدي امل يصرخون.. ليه عملتي كده؟؟؟ ليه يا امل؟؟؟

واتصل البعض بالشرطة وجاءوا وقبضوا على أمل… واكتشفوا ان كل من يؤذي روح امل

سيقتل… فهي ليست امل بل هي روحها.

 

وهكذا مرت ٥ سنوات وهي تؤذي المسجونين والقسم بأكمله وتطول وتتجدد المدة بسبب جرائمها المتعدده… وسكان الشارع احضروا مبيض لدهان جميع جدران البيوت لونا واحدا

وعند بيت الحاج متولي كانت الطامه الكبرى بمجرد ملامستهم للبيت هدم عليهم وأصبحوا تحت انقاض البيت حتى لفظت انفاسهم.

 

  والدرويش عم سلامه القاطن أمام أعتاب منازل الحاره والذي يسير طوال النهار على أقدامه في ارجاء هذه الحاره منذ وجودها يعرف كل أسرار المنازل وسر بيت الحاج متولي حيث قال وهو يردد ويحادث نفسه طوال اليوم و يتجول بطبله صغيره ارجاء الحارة مرددا. قولت لأبوكي يا امل متشتريش الأرض دي وميبنيش عليها بس مسمعش الكلام الله يرحمه ويسامجه.

 

وعندما سمعه جاره محسن قال له

عم سلامه بتكلم نفسك ليه؟ وايه معنى كلامك ده؟ ليه يا عم سلامه؟ ماله البيت؟ 

رد.عم سلامه على محسن قائلا:

. يابني البيت ده كان أرض لقينا فيها في يوم شوال به واحده مدبحوه ومتولي نبهته ميستريش الأرض الملبوسة دي

مسمعتش الكلام اشتراه بثمن زهيد وبني عليه.

 

و امل بنته اتقتلت من الروح اللي ساكنه البيت ده والدم اللي على الجدران هو دمها واللي كانت عايشه معهم روح امل مش امل.هكذا اعتقد الدرويش. ولكنه اعتقاد لا اساس له من الصحة الفتاه داخل الشوال كانت جثة فتاه من محافظة قنا.. وهناك ملابسات حول الحادث ولم يستدل على شخصية القتيله وتم حفظ القضيه ضد مجهول. 

 

وذات يوم صاح عم امل بصوت مرتفع

 انا اللي قتلت امل

انا اللي قتلت امل

انا اللي قتلت امل؛ وحرقت جثتها في الصحراء

وهكذا امل اتقتلت قتلها عمها خوفا من حصولها على ميراث وقام بحرق الجثة في صحراء الرمال ولم يستدل عليها احد ولا يظهر للجثه أثر فأصبحت رماد اختلط برمال الصحراء وتطاير وحفنة منه تجسدت في جسد امل وقطنت بيت والديها تجسدت في شكل انسي وعاشت مع والديها دون علمهم.

 

ا ولكن العم يدرك كل شئ ويخبئ جريمتة البشعة.. وهكذا عاشت روح امل تسبب اذي للجميع.لكن اقتص الله من العم حيث ضياع ماله ودمار محل عمله في الجزاره وتوفي أبنائه الاثنين وزوجته في حادث مروع بالطريق أثناء استقلالهم السيارة الي مدينة العلمين لقضاء الاجازه الصيفيه. وهكذا كان عدل الاله اقوي من القانون الذي لا يكتشف جرمة العم القاسي.

وتوفي والد امل ألماً وحسرة عما جري من أحداث. والأم جن جنونها ولا تتذكر شئ وصارت في الحارة وحكالدراويش تسير مع عم سلامه لا تردد سوي جملة

انتي فين يا امل .وجلست في رحاب السيدة نفيسه تبكي تاره.. تضحك تاره تاركة بيتها المنكوب بعد فقد الابنه والزوج.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى