كتب/ محمد فكري
تزداد قرأته جمالا كلما أسترسل في التلاوة وفنونها إنه العبقري الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي عاش حياته في ظلال القرآن فحباه الله بقاعدة جماهيرية غير مسبوقة في عالم التلاوة داخل وخارج المحروسة ولولا وجود الشيخين رفعت ومصطفي إسماعيل لأصبح قارئ مصر الأول ولكنه لم يثنيه ذلك عن مواصلة عبقريته وشهرته أداء مختلف وعبقرية خاصة جعلت بينه وبين أقرانه مسافات بعيدة لا يقتضيها أسلوب تلاوتهم مهما كانت تحظي من الجمال ليعيش حالة مزاجية مع جمهوره أثناء التلاوة لا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال والشيخ الشعشاعي من المقرئين القلائل التي تنتمي فصيلة صوته إلي البرتون بصفة الوساطه والتينور شديد الحدة ولكنه يتجاهل ذلك الحدية فيعطينا نغم فريد وكأنه أتي من بعيد ليعبر عن فرحته أثناء طربه وعن ألمه أثناء حزنه وليخبر محبوه ان ما يؤثره من ألم في التلاوة خارج من بين أضلعه فهوا صوت ينزف طرباَ في كافة المقامات سواء كانت الشرقية أم الغربية ليضع طريقته منهجاً ينهل منه كل من أراد التعلم دون تكليف ويكمل الشيخ تلاوته بمساحات صوتية عجيبة تشيب لها الرؤوس من هولها فلا أحد يستطيع أن يتكهن بكيفية جوباته الحادة ولا قرارته النادرة ليقيم الحجة علي من سولت له نفسه الأقتراب من مدرسته الصعبة والتي تكاد تكون معقدة من دون الشيخ .
فقد يواجه كل من سولت له نفسه محاكاة الشيخ صعوبة بالغة عندما يقترب من اول تون صوتي خلال الدخله في منطقة القرار البياتي الأول
ثم يزداد الأمر صعوبة عند منطقة النقل الوسطي ليقف الشيخ الشعشاعي وأسلوبه الفريد عائق لأي مدرسة أخرى من حيث الفرادة والجمال
رحم الله صاحب الفضيلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من خدمة كتاب الله وإسعاد عشاق التلاوة في مشارق الأرض ومغاربها
تقبلوااااا تحياتي تامر البهتيمي