تعرف على حكمة لماذا كان موسى عليه السلام …. أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن..
كتبت :امل مصطفي
حفل القرآن الكريم بذكر عدد من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، وهؤلاء الأنبياء لم يكن ذكرهم لمجرد التعريف بأسمائهم بل لمعرفة سيرتهم والاقتداء بهم.
نبي الله موسى في القرآن:
ومن أكثر الأنبياء ذكر في القرآن الكريم نبي الله موسى عليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام.
وحسب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن قد تكرر اسم نبي الله موسى عليه السلام في القرآن ستا وثلاثين ومائة مرة.
وقد اجتهد العلماء في استكشاف واستقراء الحكمة من تكرار اسم نبي الله موسى عليه في القرآن ومن هذه الحكم أن الله تعالى فصل في حياة موسى ما لم يفصل في حياة الأنبياء الآخرين، فقد ذكر مراحل حياته من الطفولة، وما تعرض له من الفتون، وأمر أمه برضاعه ووضعه في التابوت وإلقائه في البحر، ثم ذكر رضاعها له بعد الوصول لبيت فرعون، ثم ذكر مراحل من شبابه ومنها: قصته مع الرجلين وذهابه لمدين ومكثه فيها وبعثته بعد ذلك، وفصل في دعوته للكفار كفراً مطبقاً وهم الأقباط ودعوته للمتدينين المنحرفين وهم بنو إسرائيل، وذكر هلاك فرعون وقومه وقصته مع السحرة ثم معاناته مع قومه بعد عبورهم البحر وبعد عبادتهم العجل وبعد تحريضهم على الذهاب للأرض المقدسة إلى غير ذلك.
كم مرة كلم الله موسى؟
ومما امتن الله تعالى على نبيه موسى أن كلمه أكثر من مرة؛ فقد كلّمه عند جبل الطور، قال تعالى: وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا {مريم:52}، كما كلّمه أيضًا عند مجيئه للميقات الموعود، في قوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ {الأعراف:143}، قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا) أي: في الوقت الموعود. (وكلّمه ربه) أي: أسمعه كلامه من غير واسطة. اهـ.
وفي تفسير ابن أبي حاتم: ـ عن الشعبي، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب، قال: كلّم الله موسى مرتين.
ـ عن أبي وائل -يعني ابن داود- في قول الله تعالى: وكلّم الله موسى تكليمًا، قال: مرارًا. اهـ.
وإن لم تثبت الروايات الصحيحة التب يتبين عدد المرات التي كلم الله فيها موسى عليه السلام فالصحيح أن الله تعالى قد كلّم موسى -عليه الصلاة، والسلام- أكثر من مرة واحدة، لكن لم نقف على أن الكلام هنا محصور في عدد من المرات.