“الحريه أم الزواج”
كتبت : زينب الفخرانى
تظل البنت منذ نعومه أظافرها تحلم باليوم الذى ترتدى فيه الفستان الأبيض وتزف لزوجها، وكذلك الصبى الذى يحلم بفتاه أحلامه تكون زوجه له ويكون له أسره.
حتى وان حانت هذه اللحظه نجد نصائح وكلام المقربين لهم تنهمر عليهم بأن يعيشوا حريتهم ويفعلوا كل ما يشتاقون له ويحبونه قبل الزواج، وكأن الزواج نقطه فاصله بين الحريه والاستعباد.ومن هنا نطرح سؤالا
هل الزواج كما يراه البعض رحله شقاء وعناء وتقييد للحريات أم هو حريه واستقلال؟
هنا سنقف قليلا عند سيكولوجيه الزواج. فالزواج سنه مقدسه فرضت على جميع المخلوقات، من ضمنها نحن البشر، على شكل طقوس وعادات وتقاليد دينيه واجتماعيه طيبه، كما يعرف الزواج بأنه اقتران الشئ بالشئ وارتباطه به (أى إقتران المرأه بالرجل وارتباطهما).
والزواج بمفهومه الفطرى يجب أن يكون مصدر سعاده للطرفين. لكن حتى تتحقق هذه السعاده لابد منهم أن يأخذوا بالأسباب المؤديه لها.
وفى الصوره الذهنيه للزواج نجد أن البدايات دائما تتشابه، حيث يشارك الزوجان بعضهما فى كل شئ، الأصدقاء، الهوايات، الأحلام، يتحدثان بصيغه نحن باعتبارهما شخص واحد، وبمرور الوقت يفقد أحد الزوجين هويته، ويسيطر الطرف الأكثر قوه وتأثير على الطرف الأخر.
بمرور الوقت تتلاشى رحله الأحلام السعيده ويتسرب الشعور بالملل والرتابه والرغبه فى الحصول على قدر من الحريه التى كانو يتمتعون بها قبل الزواج.
هنا يجب أن يدرك الزوجين أنهم كى يعبروا هذه الرحله الطويله بسلام ويتمتعون بها ويعيشوا سعداء لابد من التحلى ببعض الصفات أهمها.ترك مساحه ومسافه كافيه لحريه كل طرف كى يلتقط أنفاسه بعيدا عن الأخر(حيز شخصى)،
يشعر كلاهما بحريته واستقلاليته وذلك من شأنه أن يعالج الكثير من المشكلات بينهما، على الزوجين أن يكونوا على وعى أن هناك خطا بسيطا يفصل بين الحب وحب التملك، عليهم أن يدركوا أن قدر مناسب من الحريه سيقوى علاقتهما ولن يضعفها، أما الشك والمراقبه والقيود التى يفرضها أحدهما على الأخر سيكونوا سببا فى الابتعاد والهروب.
ودائما أقول أن السعاده لا تحتاج الى استحالات كبيره ولكن أشياء صغيره نفعلها قادره على أن تنبت السعاده داخل بيوتنا.