– “دور مصر في تغيير مسار الحرب الي مسار بناء السلام “
كتبت : رشا عبدالله
إن دور مصر الإقليمي هو واقع تاريخي وليس دوراً طارئاً. فبالنظر لهذه الملفات، فإن مصر نجحت من قبل في وقف أربعة حروب في غزة (2009 – 2012 – 2014 – 2021). كما كانت إحدى القوى الرئيسية في اتفاق الصخيرات الليبي في 2016، وأيضاً مارست دوراً في إحلال السلام بين السودان وجنوبه قبل الانفصال وانخرطت في السلام في جوبا منذ عام 2013 مع بداية الصراع، ولديها رصيد من العلاقات التاريخية في إطار شرق المتوسط لاسيما مع اليونان وقبرص. وبالتالي فإن الحديث في هذا السياق يعبر عن “تنامي الدور” وليس “استعادة الدور” الإقليمي.
نجحت الوساطة المصرية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مايو 2021. كما مارست القاهرة دوراً محورياً في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في ليبيا في أكتوبر 2020. وفي الشهر نفسه، شاركت مصر في عملية سلام جوبا في جنوب السودان، بالإضافة إلى دعم عملية الانتقال السياسي في الخرطوم، والانخراط في جهود تسوية الأزمة السياسية اللبنانية، فضلاً عن دورها الرئيسي في ترتيبات إقليم شرق المتوسط الاقتصادية والأمنية.
عملية تأمين وحماية المصالح الحيوية والأمن القومي المصري على المستوى الإقليمي، هناك سياق آخر يتعلق بمعادلة “التوازن الاستراتيجي الإقليمي”، وهو ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير 2021 بتأكيده على نجاح مصر في تحقيق التوازن الاستراتيجي من منطلق المصالح المصرية في الإقليم، وإدراكها لطبيعة التحولات والمتغيرات الإقليمية، في ظل إقليم مضطرب منذ أكثر من عقد تقريباً، وقابل للمزيد من الاضطرابات، حيث لم تدخل مصر حلبة الصراعات الإقليمية إلا في إطار قواعد الاشتباك الخاصة بأمنها القومي، وبشكل عام تركز مصر جهودها على خفض مساحة التوتر الإقليمي في ساحات الانخراط، بل والتعاون مع القوى الإقليمية والدولية في إطار سياسة حفظ هذا التوازن.
وتعد الأداة العسكرية هى العامل المحوري في عملية التوازن الاستراتيجي.كذلك في الحالة المصرية تجسد علاقات التعاون العسكري مع العديد من القوى الإقليمية والدولية، أحد مظاهر فهم هذه التوازنات. فمصر تدعو إلى الاستقرار وخفض التوتر الإقليمي
يمكن القول بشكل عام إن محصلة مؤشرات تنامي الدور المصري على الصعيد الإقليمي تعكس عملياً تراكماً مهماً تبدو آثاره جلية على المديين القصير والمتوسط في خفض التوترات الإقليمية. فمن المهم الإشارة إلى أن القاهرة ستساهم في عملية بناء السلام الإقليمي في حالات ما بعد الصراعات والنزاعات المسلحة.