أسعار المعاشية في القاهرة ……. مابين الماضي والحاضر
كتبت/ أمل مصطفي
تعتبر الأزمة المالية التي يعاني منها العالم أثقلت كاهل الكثيرين، وفي السطور التالية نوضح لكم مقابله مابين الحاضر والماضي
ولكن هل هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مصر أو أي من دول العالم لأزمة مشابهة؟ الحقيقة أنه لا. فقد كانت الأسعار هي الشغل الشاغل لأجدادنا بالقدر الذي هي شغلنا الشاغل الآن.
ففي عام 1914 اشتعلت الحرب العالمية الأولى، والتي كانت مصر جزءًا منها، فأدت الحرب إلى التأثير على الاقتصاد المصري بشدة، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الأسعار.
في التقرير التالي وبناء على مقال تم نشره في صحيفة “السياسة” بتاريخ 1925، نقدم لكم الحالة الاقتصادية التي كانت تعاني منها البلاد، بالأرقام، وكيف انخفضت بعد الحرب.
بداية يفرق كاتب المقال بين الطبقات، وكيف أثرت الأزمة على كل طبقة فيهم، فيعلق: “نخن نلاحظ أن تقديرنا بتناول الطبقة الوسطى دون العليا والدنيا. أما العليا فأنه يدخل في نفقاتها جزء كبير مما يسمى بالكماليات والأشياء التي يستغنى عنها في المعيشة العادية وهذه الكماليات لا يحسب لها حساب كبير في الأسواق التجارية؛ لأن تصريفها مقصور على فئة قليلة بالنسبة إلى المجموع الأكبر”.
ويضيف: “أما الطبقة الدنيا فغاية ما يقال فيها أن الغلاء لم يمسها كثيرًا. لأن المواد التي تستهلكها قليل العدد وقد عادت اثمانها فهبطت إلى نحو ما كانت عليه قبل الحرب وهي الحبوب والبقول والجبن والزيت والأنسجة القطنية”.
ويشير الكاتب :”وليسمح لي بالقول إن الفقير يعد اللحم في بلد مثل مصر من الكماليات فهو لا يأكله إلا في النادر ولا يحسبه بين المواد التي عليها قوام معيشته”. فضلا عن أن أكله لا يلائم الصحة في هواء مصر المعروف. وعليه فكلما زاد المرء تأنفًا في أكله وشربه ولبسه زاد متوسط نفقته.
ويظهر الجدول أن حاجة الأسرة المتوسطة قد يتم كفالتها قبل الحرب ب 13060 مليم أي 13 جنيه وخلال الحرب زادت إلى 24672 أي 24 جنيهًا وبعد الحرب هبطت قليلًا إلى 21946 أي حوالي 21 جنيهًا