آراء حره

فرنسا : ” الإحتلال الغير مباشر لأفريقيا ” و «سرقه الثروات»

كتب : مجدي جاد

 

 أيها الناس، استولوا على هذه الأرض، احصلوا عليها، لمن تعود ملكيتها؟

 إنها ليست ملكًا لأحد، اذهبوا واحصلوا على هذه الأرض لأجل الرب، إنه هو الذي يهب الأرض للناس، والرب أهدى أفريقيا لأوروبا”. هذا هو معتقد  الكتاب والادباء الفرنسيين في ذلك الوقت انهم اسياد العالم وارض افريقيا ليست ملكا لاحد فهم الاولي بها وحتي وقتنا هذا

 

لم تخرج فرنسا من أفريقيا بإعلان استقلال الدول الأفريقية التي احتلتها لعقود بل تحولت لاحتلال غير مباشر لا يزال مستمرًا إلى اليوم. ويتضمن النفوذ الفرنسي في العالم  الدول  التي احتلتها في افريقيا وحول البحار والمحيطات ودائما فرنسا كانت تختار اماكن تجمع الثروات والبلاد التي تنتح ما تحمله الي مصانعها مما جعل هناك ثوره صناعيه اعتمدت علي النهب والسلب ومن هذه الاماكن جزرً في المحيط الأطلسي والهادئ والهندي وإقليمًا في شاطئ أمريكا الجنوبية  والكثير والكثير المهم ان تحمل النوق بالذهب.

 

 

ولعلمك عزيزي القارىيء ان  الدول الأفريقية التي قبعت تحت وطأة الاحتلال الفرنسي تعاني جميعها من استغلال عسكري بشع حتي الان ولكن بمسميات اخري جديده احتلال بشكل شيك ،فلو تأملنا قليلا لدوله مثل غايانا وهي تقع في جنوب القارة الأمريكية مثالٌ حيٌ للاحتلال الفرنسي الذي حوّلها لمراكز لنفي المعارضين لفرنسا وحلفائها وحَوَلت لمتحفًا لتعذيب العبيد الذين أرسلتهم باريس لبناء مستوطنات لها ،وحتي المارتينيك وتقع شرق بحر الكاريبي وتعتبر الموطن الاصلي  لقصب السكر والذي اصر المحتل الفرنسي ان يمتلكها لينهب ثرواتها فأباد شعبها نهائيا وقاموا بتحويل أرضهم لمصدر دخل كبير لفرنسا.

 

 

واما بولونيزيا وهي مجموعة كبيرة لأكثر من 1000 جزيرة مبعثرة في المحيط الهادي   كانت حقل تجارب فرنسا النووية بعد الجزائرحيث أجرت فرنسا 193 تجربة نووية في جنوب المحيط الهادئ شرقي أستراليا بين عامي 1966 و1996. وكانت فرنسا قد احتلت بولينيزيا منذ القرن السابع عشر الميلادي ، ولا يزال تاريخ 1960 يشهد تحويل فرنسا للشعب الجزائري حقلًا للتجارب النووية، ففجرت القنبلة الأولى هناك، تحت اسم اليربوع الأزرق وكانت أول قنبلة ذرية فرنسية من البلوتونيوم بقوة تتراوح ما بين 60 و70 طنا أي نحو 4 أضعاف قوة قنبلة هيروشيما.

 

 

ولا يزال الاحتلال الفرنسي مستمرًا بشكل غير مباشر تعكسه الأرقام المرتفعة لأرباح الفرنسيين من ثروات غيرهم وبالذات الذهب واليورانيوم المنهوب من السودان وجنوب افريقيا ، واقرت جهات مطلعه للشروق نيوز ان فرنسا تحصل سنويًا علي حوالي 16 مليون يورو من ثروات السمك والسلطعون ،وها هي فرنسا بعد 4 قرون من الاحتلال المباشر تحكم قبضتها على  أفريقيا باحتلال غير مباشر.هو الاحتلال والسيطرة على بلد ما من خلف الستار سياسيًا واقتصاديًا، وتسخير البلاد المحتلة لنهب وسرقة ثرواتها بطريقة غير مباشرة، بل وبشكل يكفله القانون الوضعي.

 

 

وقد استخدمت  العديد من الدول الاحتلال غير المباشر مثل الهولنديون في جزر الهند الشرقية، والبرتغاليون في أنجولا وموزمبيق، والبلجيكيون في بوروندي، والفرنسيون في الجزائر وتونس، وهذه الدول تسمى التبعيات اوالمحميات واري ، ان الاحتلال غير المباشر أخطر من الاحتلال المباشر لأن المحتل سيواجه المقاومة والمعارضة في الاحتلال المباشر بينما لا يواجه المحتل غالبًا أي مقاومة للاحتلال غير المباشر لانه يحتل عن طريق ابناء شرعيين يساعدوه ويساعدهم ، وقد أدركت كل  دول أوروبا مثل فرنسا أهمية الاحتلال غير المباشر وطبّقته في أفريقيا، وحتى الآن فرنسا تحتل كثيرًا من الدول الأفريقية بشكل غير مباشر وهي تسرق ثرواتها ، والغريب يا ساده ان الاحتلال الفرنسي في أفريقيا كان له القدرة على تعيين ومراقبة وإقالة رؤساء أفريقيا بعد الاستقلال المعلن، ويراقب الرؤساء الأفارقة عن كثب  ومن الغريب  ان فرنسا  كان لها حق الإطاحة بمن يهدد مصالح فرنسا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى