اعتراف أميركي ودولي محتمل بالدولة الفلسطينية بعد نهاية الحرب في غزة
بقلم : دكتور / احمد ممدوح
كان في الاعوام ما بين ١٩١٦–١٩٢٢ يوجد ثلاثة مقترحات لإدارة فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى. الخط الأحمر هو “الإدارة الدولية” المقترحة في اتفاقية سايكس بيكو لعام ١٩١٦، والخط الأزرق المتقطع هو اقتراح المنظمة الصهيونية لعام ١٩١٩، في مؤتمر باريس للسلام، والخط الأزرق الرفيع يشير إلى الحدود النهائية لفلسطين الانتدابية ١٩٢٣- ١٩٤٨.
وفي عام ١٩٣٧،، كان هناك اقتراح بريطاني: أول اقتراح رسمي للتقسيم نشرته لجنة بيل عام ١٩٣٧. اقترح استمرار الانتداب البريطاني للحفاظ على “قدسية القدس وبيت لحم”، في شكل جيب يمتد من القدس إلى يافا، بما في ذلك اللد والرملة.
في عام ١٩٤٧، وافقت الأممُ المتحدة على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدةٌ عربية والثانية يهودية، مع فرض حكم دولي على القدس، لكن الدولَ العربية رفضت وقتها هذا القرار.
ثم شكّلت دعواتُ انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها عام ١٩٦٧، أساساً لحل الدولتين. وباتت معها دولة فلسطين قائمة على الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون بها عاصمةً لدولتهم.
ويُعد اتفاقُ أوسلو، عام ١٩٩٣، أولَ توافُق بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حق بعضهما البعض في إنشاء دولة، ولعل تلك الاتفاقية كانت أولَ فرصة جدية لوضع فكرة حل الدولتين على الطريق الصحيح.
وفي عام ١٩٨٨، أصدر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إعلانَ الاستقلال، الذي تحدث لأول مرة عن “دولتين لشعبين”، مُعترِفاً بذلك بدولة إسرائيل وسيادتها.
عام ٢٠٠٢، استندت المبادرة العربية للسلام على المبدأ نفسه، واقترحت إقامة دولة فلسطينية مقابل إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، في سياق تدعيم فرص الحل.
وفي عام ٢٠٠٥، بعد فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة والاشتباكات بين الحزبين الفلسطينيين الرئيسيين في أعقاب فوز حماس في الانتخابات، سيطرت حكومتان تنفيذيتان منفصلتان على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولكن، اليوم، يوجد إجماع العالم بضرورة حل الدولتين لضمان الاستقرار في المنطقة. حيث طرحت الحرب الراهنة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تقترب من يومها الـ ١٢٠، تساؤلات عن مستقبل عملية السلام ومسار حل الدولتين، بما في ذلك الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية عقب انتهاء الحرب، في الوقت الذي تتشدد الحكومة الإسرائيلية إزاء تلك الخيارات.
وآخر تلك المساعي ما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، بأن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى عن كثب لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل واستكشاف خيارات مع شركاء في المنطقة، باعتبار ذلك “أفضل طريقة لتحقيق سلام وأمن دائمين لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة”.
ورغم ذلك، يصف دبلوماسيون ومراقبون، أن التحركات الأميركية والإقليمية الراهنة لإقامة دولة فلسطينية “فرصة ذهبية” نحو تحقيق حلم الفلسطينيين، لكنها ستواجه بالعديد من التعقيدات على رأسها وجود حكومة إسرائيلية متشددة، واستمرار المخاوف من اتساع رقعة الصراع وتصاعد المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحماس.
ولفت متحدث الخارجية الأميركية إلى أن هناك عدد من الطرق التي يمكنك اتباعها لتحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، موضحا أن “هناك عدد من تسلسل الأحداث التي يمكنك تنفيذها لتحقيق هذا الهدف، حيث نبحث مجموعة واسعة من الخيارات ونناقشها مع الشركاء في المنطقة وكذلك شركاء آخرين داخل الإدارة الأميركية”.
ولقد كشف موقع “أكسيوس”، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من المسؤولين في وزارته إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف أميركي ودولي محتمل بالدولة الفلسطينية بعد نهاية الحرب في غزة.
بينما يقول المسؤولون الأميركيون إنه لم يحدث أي تغيير في السياسة الخارجية، اعتبر الموقع أن دراسة وزارة الخارجية مثل هذه الخيارات تشير إلى تحول في التفكير داخل إدارة بايدن بشأن الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية، وهو أمر حساس للغاية على الصعيدين الدولي والمحلي.