ليلة النصف من شعبان ” ليلة الغفران “
بقلم : زينب مدكور
إن لشهر شعبان أهمية كبيرة عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر صيام شعبان حتى نقول لا يفطر، ثم يفطر كثيرا حتى نقول: فنقول أنه لا يصوم. لم يكمل النبي شهرا إلا رمضان، ولم يكن يصوم في شهر أكثر من صيامه في شعبان. والحكمة من التأكيد على صيام شعبان هو تكريم رمضان والاستعداد له، كما روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصيام في شهر شعبان تعظيما لرمضان».
وليلة النصف من شعبان فضائل عظيمة كما جاء في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وروي أن الله ينظر في هذه الليلة إلى جميع خلقه فيغفر للجميع إلا للمشرك والمشاحن والمتخاصمين . لقد أجمع المسلمون عبر التاريخ على عظمة ليلة النصف من شعبان عند الله تعالى.
ويستحب صيام شعبان استعداداً وتدريباً لرمضان. عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم أغلب شعبان استعدادا لشهر رمضان. وهذه الممارسة بمثابة تذكير لجميع المؤمنين لتحضير أنفسهم روحياً وجسدياً لشهر الصوم المبارك.
علاوة على ذلك فإن ليلة النصف من شعبان تُعرف بليلة تغيير القبلة. وفي هذا الحدث دروس قيمة على المستويين الشخصي والمجتمعي، تؤكد مكانة النبي الكريم وامتثاله لأوامر الله. وعلى الرغم من حبه للكعبة، فقد اتبع النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأمر الإلهي بتغيير الكعبة عن طيب خاطر .
قصص ليلة النصف من شعبان : يحكى أن مالك بن دينار المتوفى سنة 131 هـ سئل عن سبب توبته؟ قال: كنت أشرب الخمر، وكان لي ابنة صغيرة كانت تصب لي الخمر، فلما بلغت سنتين توفيت، وكان لفقدها أثر كبير في نفسي. رأيت رؤيا يوم القيامة وإذا بتنين عظيم يفتح فاه ويقبل نحوي، فهربت منه فإذا بشيخ طيب طيب الرائحة، فطلبت منه المساعدة فأرشدني. إلى جبل فيه أمانات المسلمين، فأمرني أن أعوذ به إن كانت لي أمانة فتمنعني
رأيت جبلا من فضة، فلما اقتربت منه نادت ملائكة ليفتحوا لي الأبواب، إن كان لي هناك أمانة تمنعني من عدوي. انفتحت الأبواب، وأخذتني ابنتي بيدي اليمنى ومدت يدها اليسرى إلى التنين، مما جعله يتراجع. ثم قالت: أما آن أن تخشع قلوب المؤمنين لذكر الله؟ فسألتها إذا كانت تعرف القرآن فأكدت. ثم سألتها عن التنين، فأوضحت أنه يمثل سيئاتي، بينما الرجل العجوز يرمز إلى حسناتي. استيقظت فزعاً وتبت إلى الله”.