تكنولوجياصحافة واعلام
أخر الأخبار

الإعلام وصحافة البيانات: من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية عبر بوابه الذكاء الاصطناعى. 

الإعلام وصحافة البيانات: من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية عبر بوابه الذكاء الاصطناعى.

كتب د وائل بدوى
في إحدى ليالي الصيف الهادئة، كان يوسف، الصحفي الشغوف، يجلس في مكتبه المزدحم بالأوراق والكتب، يفكر في كيفية تحويل الأرقام الجامدة إلى قصة حية تلامس قلوب الناس. كان يوسف مؤمنًا بأن الصحافة ليست مجرد نقل للأخبار، بل هي فن من فنون سرد القصص، وأن البيانات يمكن أن تكون أدوات قوية للكشف عن الحقائق المخفية وتحقيق الشفافية.
في تلك الليلة، كان يوسف يغمره شعور بالفخر والإثارة. كان يعلم أن استخدامه للذكاء الاصطناعي وصحافة البيانات لم يكن مجرد خطوة نحو تحديث مهاراته، بل كان بداية لتغيير حقيقي في كيفية نقل الأخبار وسرد القصص.
منذ كان طفلاً، كان يوسف يعشق القصص. كان يجلس لساعات يستمع لقصص جدته عن الأيام الخوالي، عن الكفاح والأمل. عندما كبر، قرر أن يصبح صحفيًا، لأنه أراد أن يكون الراوي للقصص التي تهم الناس، القصص التي تجعلهم يفهمون العالم بشكل أفضل.
وفي بدايات مسيرته، كان يوسف يواجه التحدي في جذب انتباه القراء في عصر المعلومات السريعة والانتباه المحدود. كانت الأرقام والبيانات تجعله يشعر بالضياع، ولكن شغفه بالقصص الحية دفعه للاستمرار.
تعرف يوسف على مفهوم الذكاء الاصطناعي عندما قرأ مقالاً عن كيفية استخدامه في مختلف المجالات. كانت فكرة أن الآلات يمكن أن تتعلم وتحلل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر تثير فضوله. بدأ البحث والتعلم، وقرر أن يدمج هذه التقنيات في عمله الصحفي.
اشترى يوسف حاسوبًا جديدًا، وبدأ في تعلم لغة Python وR. كانت الأسابيع الأولى مليئة بالصعوبات، ولكنه كان مصممًا على النجاح. درس كيفية استخدام Tableau وGoogle Data Studio لإنشاء تصورات بيانية تفاعلية، وكيفية استخدام D3.js لإنشاء رسوم بيانية معقدة.
جمع يوسف البيانات من مصادر حكومية، وتقارير الأبحاث، واستطلاعات الرأي. استخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات واكتشاف الأنماط الخفية. كانت النتائج مذهلة، فقد تمكن من العثور على قصص لم يكن بالإمكان اكتشافها بدون هذه الأدوات.
كانت قصته الأولى عن تأثير التغير المناخي على مجتمع زراعي صغير. لم يكن التقرير مجرد أرقام وجداول، بل كان رحلة عبر حيوات الناس الذين تأثروا بتغيرات الطقس. استخدم يوسف التصورات البيانية لتوضيح البيانات بشكل مبسط وجذاب، وربط كل معلومة بقصة إنسانية.
عندما نُشر التقرير، لاقى ردود فعل إيجابية كبيرة. تواصل معه القراء، يعبرون عن امتنانهم لفهمهم العميق للمشكلة من خلال القصص الإنسانية والبيانات الواضحة. شعر يوسف بأنه قد نجح في تحقيق ما كان يحلم به: جعل الناس يفهمون ويشعرون بما يجري من حولهم.
مع مرور الوقت، بدأ يوسف في استكشاف مجالات أخرى يمكن أن يستفيد فيها من الذكاء الاصطناعي وصحافة البيانات. كتب تقارير عن الانتخابات، والتغيرات الاقتصادية، والصحة العامة. كانت كل قصة تفتح له آفاقًا جديدة وتعلمه طرقًا جديدة لاستخدام التكنولوجيا في الصحافة.
بدأ يوسف في التعاون مع فرق من علماء البيانات والمبرمجين لتطوير أدوات تحليلية جديدة. أسس فريقًا داخل مؤسسته الصحفية يضم صحفيين ومحللين بيانات، وبدأوا في إنتاج تقارير مشتركة تجمع بين الخبرة الصحفية والتحليل التقني.
الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسب يهدف إلى تطوير أنظمة تستطيع محاكاة القدرات العقلية البشرية. يتضمن ذلك التعلم من البيانات، التعرف على الأنماط، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي من الروبوتات إلى الأنظمة الذكية التي تستخدم في الطب، التجارة، الصناعة، والعديد من المجالات الأخرى.
صحافة البيانات (Data Journalism) هي مجال يتقاطع فيه الصحافة مع تحليل البيانات. تعتمد صحافة البيانات على استخدام البيانات الكبيرة وتحليلها لكتابة تقارير وتحقيقات صحفية تعتمد على الأرقام والبيانات الموثوقة. يتم في هذا النوع من الصحافة استخدام الأدوات البرمجية لتحليل البيانات وتصويرها بطرق بصرية جذابة لتقديم المعلومات بشكل يسهل على القراء فهمها.
هناك العديد من الأدوات والبرامج التي يمكن استخدامها في صحافة البيانات، ومن أهمها:
1.Python: لغة برمجة قوية تستخدم في تحليل البيانات ومعالجة النصوص.
2.R: لغة برمجة متخصصة في الإحصاء وتحليل البيانات.
3.Excel: أداة شائعة لتحليل البيانات البسيطة والمتوسطة.
4.Tableau: برنامج يتيح إنشاء تصورات بيانية تفاعلية.
5.Google Data Studio: أداة مجانية من جوجل لإنشاء تقارير بصرية.
6.D3.js: مكتبة JavaScript لإنشاء تصورات بيانية تفاعلية.
ومن التطبيقات
1.تحليل البيانات الانتخابية: استخدام البيانات لتقديم تقارير مفصلة عن نتائج الانتخابات، توزيع الأصوات، وتحليل اتجاهات التصويت.
2.التقارير الصحية: تحليل بيانات الصحة العامة لتحديد انتشار الأمراض، وتحليل العوامل المؤثرة على الصحة العامة.
3.تقارير اقتصادية: استخدام البيانات المالية لتحليل أداء الشركات، الاقتصاد الوطني، والتوقعات الاقتصادية.
ولا يكتمل العمل الصحفي قبل التحويل من الأرقام إلى قصة صحفية مثيرة وجاذبة، يمكن اتباع الخطوات التالية:
1.تحديد القصة: البدء بتحديد السؤال أو الفكرة الرئيسية التي تريد القصة الصحفية الإجابة عليها.
2.جمع البيانات: البحث عن البيانات المتعلقة بالموضوع من مصادر موثوقة.
3.تحليل البيانات: استخدام الأدوات المناسبة لتحليل البيانات واستخلاص النتائج الرئيسية.
4.تقديم النتائج: كتابة القصة بطريقة تجعل الأرقام والبيانات جزءًا من السرد، وتوضيح كيف تدعم هذه البيانات النقاط الرئيسية للقصة.
5.استخدام التصورات البيانية: إضافة الرسوم البيانية والخرائط والتصورات البصرية الأخرى لتوضيح البيانات وجعل القصة أكثر جذبًا للقراء.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا كبيرًا في صحافة البيانات من خلال توفير أدوات تحليل متقدمة وقدرات تعلم آلي تتيح استكشاف الأنماط والعلاقات المخفية في البيانات. بذلك، يمكن للصحفيين تقديم تقارير أكثر دقة وعمقًا، مبنية على حقائق وأرقام، تسهم في توعية الجمهور وتقديم معلومات موثوقة.
في النهاية، كان يوسف يعلم أن رحلته لم تنته بعد. كانت مجرد بداية لعصر جديد من الصحافة، حيث يمكن للقصص أن تكون أكثر واقعية وتأثيرًا من خلال البيانات والتكنولوجيا. كان يعلم أن المستقبل يحمل الكثير من التحديات، ولكنه كان مستعدًا لمواجهتها بشغف وحماس.
في كل تقرير جديد، كان يوسف يعود إلى تلك الليلة الأولى في مكتبه، حيث قرر أن يأخذ الخطوة الأولى نحو تغيير طريقته في سرد القصص. وكان يعرف أن كل قصة يرويها يمكن أن تكون الشرارة التي تجعل الناس يفهمون العالم من حولهم بشكل أفضل، ويأخذون خطوات نحو تحسين حياتهم ومجتمعاتهم.
_________________
كلمه المؤلف
 هذه القصة هي دعوة للتأمل في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية. وتمثل هذه القصة رحلة خيالية في عالم الذكاء الاصطناعي، تأخذ القارئ في مغامرة لاستكشاف إمكانيات هذه التكنولوجيا وتأثيراتها المحتملة على مستقبلنا. من خلال أحداثها، نسعى لنشر الوعي وتقديم نظرة متوازنة حول فوائد الذكاء الاصطناعي والتحديات التي قد تواجهنا.
الأحداث والشخصيات المذكورة في هذه القصة هي ثمرة خيال المؤلف ولا تمثل أو تشير إلى أشخاص أو أحداث حقيقية. أي تشابه مع الواقع هو محض صدفة. ندعو القارئ للاستمتاع بالقصة، مع الاحتفاظ بفكرة أنها تمثل رؤية المؤلف الشخصية للمستقبل، مستندة إلى بحوثه ومعرفته في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.
الصوره الملحقه منشأه بالذكاء الاصطناعى وتمثل يوسف الصحفي يجلس في مكتبه المريح، يعمل بتركيز على تحليل البيانات وصياغة قصص جديدة.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى