كامالا هاريس: هل ستنجح في كسر الحواجز وتوحيد صفوف الديمقراطيين؟
كامالا هاريس: هل ستنجح في كسر الحواجز وتوحيد صفوف الديمقراطيين؟
كتب د وائل بدوى.
أثار إعلان الرئيس بايدن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة دعمه لكمالا هاريس، جدلاً واسعاً حول مدى جهوزية الديمقراطيين لمواجهة التحديات المقبلة، وخاصة مع منافس قوي مثل دونالد ترامب. يبدو أن خطوة بايدن، التي تهدف إلى توحيد صفوف الحزب الديمقراطي، تأتي في وقت حساس للغاية، مما يضع هاريس في موقف مرشح الضرورة الذي يتعين عليه إقناع الناخبين بقدرته على قيادة البلاد.
التحالف والدعم السريع
تحركت قيادات الحزب الديمقراطي بسرعة لدعم هاريس، حيث أعلنت شخصيات بارزة مثل تشاك شومر، حكيم جيفريز، ونانسي بيلوسي دعمها الكامل لها. لم يتأخر رؤساء ديمقراطيون سابقون مثل بيل كلينتون وباراك أوباما في الانضمام إلى حملة الدعم، مما يعكس التفاف الحزب حولها بشكل سريع. هذا الدعم الكبير من قيادات الحزب يعكس رغبة قوية في تجنب تكرار سيناريوهات مأساوية شهدتها المؤتمرات الحزبية السابقة، مثل مؤتمر 1968.
التحديات التي تواجه هاريس
رغم هذا الدعم الكبير، تواجه هاريس تحديات عديدة. فرغم انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، لا تزال مسألة العنصرية والتمييز الجنسي تؤثر على المشهد السياسي الأمريكي. هاريس، كأول امرأة من أصول أفريقية وآسيوية تتولى منصب نائب الرئيس، تواجه تحديات مضاعفة في محاولة كسر “السقف الفولاذي” التاريخي الذي يمنع النساء وذوي الأصول المختلطة من الوصول إلى أعلى المناصب في الولايات المتحدة.
الرهان على الشباب والأقليات
تحاول هاريس الرهان على دعم الشباب والأقليات، خاصة أن نسبة كبيرة من الناخبين الشباب ترى في ترامب مرشحاً طاعناً في السن وغير مناسب للمرحلة القادمة. وتعول هاريس أيضاً على دعم الناخبين الملونين الذين يشكلون نسبة كبيرة من القاعدة التصويتية، رغم أن مشاركتهم الفعلية في الانتخابات السابقة لم تكن بنفس القوة المتوقعة.
التحديات المستقبلية
يظل السؤال الكبير هو: هل ستتمكن هاريس من تجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها؟ في ظل تجربة قصيرة نسبياً في السياسة الوطنية وسجل لا يخلو من الانتقادات، تحتاج هاريس إلى تقديم أداء مقنع وإظهار قدرة على قيادة البلاد في مواجهة تحديات متعددة.
بينما تستعد هاريس لخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، يبقى التحدي الأكبر هو قدرتها على تحطيم “السقف الفولاذي” وتحقيق نجاح تاريخي جديد للمرأة وللأقليات في السياسة الأمريكية. ستحتاج إلى مواجهة العديد من التحديات بثبات وإصرار، معتمدة على دعم الحزب الديمقراطي والتفاف الناخبين الشباب والأقليات حولها. الوقت وحده سيكشف ما إذا كانت هاريس ستتمكن من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.