تكنولوجياتحقيقات و تقارير

هل يمكن تفجير الهواتف عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟

هل يمكن تفجير الهواتف عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟

كتب د. وائل بدوى

مع تطور التكنولوجيا وازدياد الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي مثل واتساب، فيسبوك، وإنستغرام، تزداد المخاوف حول إمكانيات استغلال هذه المنصات لأغراض خبيثة، بما في ذلك استخدام الأجهزة المحمولة في الهجمات السيبرانية. وبعد حادثة تفجير الأجهزة البسيطة في لبنان عام 2024، بدأ النقاش حول إمكانية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات تفجير الأجهزة عن بعد، وخاصة الهواتف الذكية.

حادثة لبنان: نظرة سريعة

في سبتمبر 2024، شهدت لبنان سلسلة من الانفجارات الغريبة التي استهدفت أجهزة بسيطة مثل البيجرات والواكي توكي. كانت هذه الأجهزة متصلة بشبكات لاسلكية وتم التلاعب بها عبر سلسلة التوريد أو عن طريق إرسال إشارات معينة، مما أدى إلى تفجيرها . هذه الحادثة فتحت الباب للتساؤل حول إمكانية استخدام الهواتف الذكية في عمليات مشابهة.

كيف يمكن تفجير الأجهزة عن بُعد؟

من الناحية التقنية، يعتمد تفجير الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية على التلاعب ببرمجيات الجهاز أو التحكم في مكوناته الإلكترونية. يتطلب ذلك وجود برنامج ضار يتم زرعه في الجهاز، والذي يمكنه بعد ذلك تلقي إشارات لاسلكية لتنفيذ أوامر معينة، مثل زيادة الحرارة في البطارية أو تفعيل مكونات أخرى قد تؤدي إلى التفجير.

1. استخدام البرامج الضارة

أحد الأساليب المحتملة لتفجير الهواتف هو استخدام البرامج الضارة التي يمكن تحميلها عبر روابط خبيثة أو من خلال تطبيقات غير آمنة يتم تنزيلها من الإنترنت. إذا كان هناك ثغرة أمنية في الجهاز أو في تطبيق معين مثل واتساب أو فيسبوك، يمكن استغلالها لزرع برمجيات خبيثة تعمل على تدمير الجهاز.

2. إرسال إشارات لاسلكية

بالإضافة إلى البرامج الضارة، يمكن استخدام الإشارات اللاسلكية لتفعيل آليات التفجير. كما حدث في لبنان، حيث يشتبه في أن الأجهزة تم تفعيلها عبر إرسال إشارات معينة. هذا يمكن أن يتم عن طريق تقنيات متقدمة تستهدف الاتصالات اللاسلكية الخاصة بالجهاز، مثل تقنية البلوتوث أو الواي فاي.

هل يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون أداة للتفجير؟

من الناحية النظرية، من الصعب أن تتحول منصات التواصل الاجتماعي مثل واتساب أو فيسبوك أو إنستغرام إلى أدوات مباشرة لتفجير الهواتف. ولكن إذا تم استغلال الثغرات في هذه التطبيقات، يمكن استخدامها كوسيلة لنقل البرامج الضارة أو إرسال أوامر تحكم عن بعد للجهاز.

1. نقاط الضعف في التطبيقات

كل تطبيق يحتوي على نقاط ضعف قد يتم اكتشافها من قبل المهاجمين. إذا كانت هناك ثغرة في بروتوكولات الأمان لأي من هذه التطبيقات، يمكن استغلالها لإدخال برمجيات خبيثة إلى الجهاز. على سبيل المثال:

• واتساب: قد يتم استغلال بروتوكولات التشفير أو الاتصالات للتلاعب بالجهاز.
• فيسبوك وإنستغرام: يمكن استخدام رسائل البريد الإلكتروني أو الروابط الخبيثة لزرع برمجيات خبيثة داخل الجهاز.

2. السيطرة على الأجهزة عن بعد

إذا تمكن المهاجمون من زرع برمجيات خبيثة داخل جهاز معين عبر شبكة التواصل الاجتماعي، يمكنهم التحكم في الهاتف الذكي عن بعد. عندها يمكنهم إرسال أوامر محددة لتعطيل الأنظمة الداخلية للجهاز، مما قد يؤدي إلى تلفه أو حتى تفجيره إذا تم التلاعب بمكوناته مثل البطارية أو شرائح الاتصال.

التحديات الأمنية في شبكات التواصل الاجتماعي

بناءً على تحليل العديد من الهجمات السيبرانية، تُظهر شبكات التواصل الاجتماعي مستوى عالٍ من الأمان، ولكنها ليست منيعة تمامًا ضد الهجمات. قد يستغل القراصنة الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل الخاصة بالهواتف الذكية أو الشبكات اللاسلكية، ولكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتفجير الأجهزة بشكل مباشر لا يزال نظريًا إلى حد كبير ويتطلب مستوى عالٍ من الخبرة التقنية.

الخاتمة: الواقع والخيال

بالرغم من التطورات في الحروب الإلكترونية، إلا أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل واتساب أو فيسبوك أو إنستغرام لتفجير الأجهزة المحمولة لا يزال احتمالاً بعيدًا من الناحية العملية. ومع ذلك، فإن الثغرات الأمنية في هذه المنصات قد تستغل لنشر البرمجيات الضارة أو السيطرة عن بعد على الأجهزة، مما يجعلنا ندرك أهمية تعزيز أمان التطبيقات وتحديث الأنظمة بانتظام.

من المهم أن يبقى المستخدمون على دراية بالمخاطر المتزايدة وأن يتبعوا أفضل ممارسات الأمان لحماية أجهزتهم من الاستغلال عبر الإنترنت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى